kayhan.ir

رمز الخبر: 160227
تأريخ النشر : 2022November13 - 20:31

"تعالوا الى كلمة سواء"

 

حسين شريعتمداري

1 ـ واحدة من الحيل المعروفة في الحرب النفسية "استبدال اللوحات". فالخصم يحاول في هذه الحيلة ان ينسب المشاكل والمكائد التي هو اوجدها الى الجهة المقابلة! وباصراره على هذا التغيير يستهدف امرين محددين الاول؛ انه يبرئ نفسه من اي خرق قانوني والفوضى التي تسببها، والثاني؛ توجيه الرأي العام ضد التيار الذي عمد لمناهضته.

ان اميركا تفرض انواع العقوبات غير الانسانية ضد ايران الاسلامية، وفي نفس الوقت تنسب المشاكل الناجمة من هذه العقوبات الى ايران! (والتي اُبطلت بلطف الهي ومساعي الحكومة او هي في طريقها للإبطال). فهم يختلقون أعمال الشغب والفتن ويقتلون الابرياء، ويحرقون الاموال العامة و... فيما يتهمون الجمهورية الاسلامية بنقض حقوق الانسان! بينما يتماهى ادعياء الاصلاح مع المنتقدين باشكال من القذف والكلام البذيء ومنه؛ "اُميون، عديمو الهوية، عميل، مستفيد من العقوبات، صبيانيون، حسدة، جبناء، سُراق، منتهكو القانون، مستضعف فكري، ينبغي ان يذهبوا لجهنم، ثوار جهلة، مجموعة من البلطجية و..."! والان يصدروا بياناً ان لماذا لا تجيبوا على الانتقادات برد ملائم؟! فبعد ان يسلموا خزينة الدولة مثقلة بديون تقدر بملايين المليارات من التومانات الى الحكومة الجديدة، يثيروا التشكيك انه ما الذي فعلتموه بالثروة الوطنية؟! و...

ان التشبث بهذه الحيلة القديمة الجديدة لطالما  اعتمدها الاعداء. ونضرب مثلاً آخر، فخلال حرب الجمل، كان طلحة والزبير من مسببي هذه الحرب الاساسيين ادعوا انهم خرجوا طلباً لدم عثمان من امير المؤمنين عليه السلام. وهذا الادعاء جاء في وقت هم من قتل الخليفة الثالث فيما يشهد الجميع ان علياً عليه السلام قد ارسل ولديه الحسن والحسين عليهما السلام مع ثلة من الاصحاب لكسر  الحصار المفروض على بيت عثمان وتمكنوا ان يكسروا الحصار وان يوصلوا الماء والطعام لمن في البيت. اذ يقول امير المؤمنين عليه السلام بهذا الخصوص:

"إنهم ليطلبون حقاً هم تركوه ودماً هم سفكوه...".

2 ـ لقد اصدر الاربعاء المنصرم تيار الاصلاح بياناً بخصوص اعمال الشغب التي وقعت أخيراً في ايران، ومع مرور سريع على فحوى البيان والمواقف ونهج هذا التيار منذ تأسيسه والى اليوم، يتضح لنا ان هذا التيار ولاجل تبرئة نفسه من اجراءات غير لائقة قام بها وما الحق بالشعب من فتن وبلوى، يقوم باعتماد حيلة "استبدال اللوحات"!

ففي هذا البيان  وان عمد ادعياء الاصلاح للتغافل عن المشاكل الجمة  التي لحقوها بايران والايرانيين! الا انه لم يمض وقت على النهج الكارثي  والباعث للاضرار لهذا التيار، والمستغرب انه كيف يتوقعون ان ينسى  الشعب ماضيهم الاسود!

وفي هذه المقالة، احاول من جهة دعوة القارئ المحترم ليطّلع على البيان المذكور واترك لهم الحكم ومن جهة اخرى اطرح سؤالين على تيار الاصلاح، السؤالان اللذان لم يجب التيار عليهما ويحاول ان يتهرب من اثارته. لنقرأ!

3 ـ السؤال الاول؛ خلال الفتنة الاميركية ـ الاسرائيلية عام 2009، اعلن "نتنياهو" رئيس وزراء  الكيان الصهيوني حينها بصراحة بان "الاصلاحيون راسمال اسرائيل الاكبر في ايران"! والتساؤل هو انه لماذا لم يقوموا بتكذيب ادعاء نتنياهو هذا؟! وحتى لم يكذبوا رؤيته هذه تصريحا وكناية! في  الوقت الذي لا تتركون (اعني ادعياء الاصلاح) اي انتقاد او راي يمسكم دون إجابة، وإذا ما تفوه مدير ناحية نائية بكلمة ضد تيار الاصلاح، لقمتم بحشو جميع صفحات صفحكم والمواقع والقنوات الانترنيتية اعتراضاً على الانتقاد  الذي وجه لهم! فما بدا ان تركتم تصريح نتنياهو حول تيار الاصلاح والذي قالها صراحة جهاراً نهاراً متهما هذا التيار ببيع الوطن، تركتموه دون رد؟! فهل هنالك نقطة ضعف ومستمسك عند الصهاينة كي يخافون من كشفه؟!

والتساؤل التالي؛ انه لماذا تتطابق مواقفكم ونهجكم مع مواقف ومطالب الاعداء الواضحين للشعب والنظام الايراني، لاسيما مع مواقف ومطالب اميركا واسرائيل كانت ولم تزل؟!

ولماذا لا تجيبون على هذا السؤال  الذي تم طرحه من قبل الصحيفة (كيهان) ووسائل الاعلام الاخرى المعروفة؟!  فمرور سريع على مواقف تيار الاصلاح ومقارنته مع مواقف أعداء النظام يبين بوضوح التناغم المشترك بينهما. وليتكم اجبتم  على هذا التساؤل. فنحن نمتلك فهرستاً عريضا من تماهي وتطابق مواقف الاصلاحيين مع مواقف لاعداء، وجميع مدونات هذه اللوائح استتلناها من صحف ومواقع وتغريدات ادعياء الاصلاح، وهي غير قابلة للانكار، اذ يمكن تقييمها والتحقيق في صحتها ومدى مطابقتها مع جميع رؤى تيار الاصلاح. اذن نقول بسم الله! تعالوا الى كلمة سواء بيننا...!

وفي الختام لابد من الاشارة الى امر ضروري بان ما اوردناه لا يشمل جميع فصائل تيار الاصلاح، وبالطبع نتوقع منهم ان يضعوا حائطا بينهم وبين ادعياء الاصلاح.