المقاومة في عقر دار الصهاينة
مهدي منصوري
احدثت الانباء التي اشارت الى اقتحام احدى قواعد الجيش الصهيوني والاستيلاء على ذخيرة حية، نوعا من القلق والارباك لدى القيادة الصهيونية العسكرية. وافاد موقع "والا" الصهيوني في التفاصيل الى ان اشخاصا مجهولين اقتحموا قاعدة "لصنوبر" في الجولان على الحدود الشمالية وقاموا بالاستيلاء على ذخيرة حية من القنابل اليدوية والرصاص الحي. وبطبيعة الحال وامام هذه الحالة غير المتوقعة قد استنفر الجيش الصهيوني والشرطة العسكرية قواه بعملية بحث مكثفة.
وقد القى هذا الامر بظلاله على القيادتين السياسية والعسكرية وبصورة موحشة لان هذا الامر يعكس وبما لا يقبل الشك ان المعسكرات والقواعد العسكرية الصهيونية يمكن ومن السهولة بمكان وفيما اذا قررت المقاومة اقتحامها والاستيلاء عليها كذلك يعطي صورة عن هشاشة الجيش الصهيوني وعدم القيام بواجباته العسكرية.
وكذلك فان عملية اقتحام القاعدة العسكرية يعني انها اجتاحت وتجاوزت كل الحواجز الامنية البشرية والالكترونية واستطاعت ان تصل الى اهم موقع فيها وهي مخازن الاسلحة والذخيرة الحية ويمثل هذا الامر ان الجيش الصهيوني يعيش في حالة الترهل والهشاشة بحيث ترك "الحبل على غاربه" كما يقولون وفي منطقة استراتيجية مهمة.
ولابد ان نذكر هنا ان حركة المقاومة الباسلة قد اكدت بالامس بانها مستعدة للمواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني والتي ستختلف في اساليبها وصورها وما اقتحام القاعدة الا واحدة منها والقادم سيكون اكثر ايلاما للعدو الصهيوني.
ويمكن القول ان اقتحام القاعدة رسالة تحذيرية قوية لنتنياهو وهو يكلف اليوم بتشكيل الحكومة الصهيونية لان لا يذهب بعيدا ويستخدم الاساليب القمعية وعمليات الدهم للمدن في الضفة والقدس وغيرها لان المقاومة اليوم هي ليست المقاومة في عهد حكومته السابقة وان الاوضاع قد اختلفت عن سابقاتها خاصة وان الضفة الغربية التي كانت الجدار الاول للامن الصهيوني فانها اليوم اصبحت تعيش انتفاضة عارمة ومواجهات يومية مع الجيش الصهيوني بحيث ان حاجز الصد للامن الصهيوني قد ناله الانهيار ولذا عليه ان يفكر الف مرة قبل ان يتخذ قرارا متهورا ضد المقاومة في الضفة والقدس لانها ستنقلب الطاولة على رأسه وقد يفرض عليه الانهزام أوتقديم استقالته وهو بالخطوات الاولى على ابواب حكومته. خاصة وان المعارضة الاسرائيلية قد جندت كل قواها لان تفتح ملفات فساد نتنياهو التي لابد ان تذهب به الى داخل اسوار السجون.