ايران تستضيف أكبر مجتمع من اللاجئين في العالم
طهران /ارنا- تحتضن إيران بسخاء الملايين من رعايا الدول الأخرى ومنها أفغانستان رغم جميع المشاکل الاقتصادية والاجتماعية العديدة التي تعاني منها البلاد بسبب الحرب المفروضة على البلاد من قبل نظام صدام (1980-1988)، والحظر الجائر والتدابير القسرية الأحادية ضدها من قبل الدول الغربية.
ومن المقرر أن يزور المفوض السامي لمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "فيليبو غراندي"، عاصمة كوريا الجنوبية سيول الأسبوع المقبل تلبية لدعوة من السلطات الكورية الجنوبية بهدف دراسة أوضاع اللاجئين في هذا البلد؛ دولة لم تقبل سوى أكثر من 300 لاجئ أفغاني وذلك بشكل رمزي وبسبب ضغوط بعض الحكومات الأفغانية.
كما يجب أن نضع في عين الاعتبار أن هؤلاء اللاجئين الأفغان الذين تم قبولهم في كوريا الجنوبية التي تكره الأجانب تم اختيارهم من بين المثقفين والأشخاص الذين يتمتعون بخبرات ولا يكلفون البلد المضيف الكثير فحسب، بل يمكنهم أن يلعبوا دورًا مهمًا في مساعدة الدولة المضيفة في مختلف المجالات.
وتأتي زيارة غراندي إلى كوريا الجنوبية، بينما استضافت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكبر مجتمع من اللاجئين في العالم، وخاصة المواطنين الأفغان، في العقود الأربعة الماضية ، وأصبحت واحدة من الدول التي تستضيف العديد من المهاجرين واللاجئين بسبب قواسمها الدينية والثقافية المشتركة مع جيرانها وكذلك لوجود فرص مناسبة للعيش داخل البلاد.
واستقبلت إيران اللاجئين الأفغان منذ السنوات الأولى للثورة الإسلامية، وتستضيف اليوم أكثر من أربعة ملايين لاجئ من جارتها الشرقية، وقد بذلت قصارى جهدها لتلبية احتياجات طالبي اللجوء، في مختلف المجالات ومنها الإسكان والتوظيف والصحة والتعليم.
ويذكر أنه كان الغزو العسكري الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001، قد أطاح بحكم حركة طالبان، لکن القوات المسلحة الأمريكية انسحبت من أفغانستان في31 أغسطس 2021 بعد العقدين من احتلال هذا البلد.
وزاد تدفق اللاجئين الأفغان إلى دول أخرى، وخاصة إيران، بسبب تصاعد الاضطرابات وانعدام الأمن وتدهور الوضع الاقتصادي في هذا البلد أثر الانسحاب.
في مثل هذه الظروف، تجاهلت، المؤسسات الدولية المسؤولة عن توفير الحماية والمساعدة والخدمات لطالبي اللجوء، الخدمات التي تقدمها إيران لهؤلاء اللاجئين ومساعدات المؤسسات تقتصر على تقديم الحد الأدنى من حزم الدعم المالي ويواجه بلادنا تحدياتها الخاصة في هذا المجال.
وفي الأشهر الأخيرة، عندما تضررت مناطق واسعة من أفغانستان بزلزال شديد، كانت إيران هي التي أرسلت أول شحنة من المساعدات الإنسانية إلى هذا البلد المجاور، وساعدت فرق الإغاثة والإنقاذ الإيرانية على الفور ضحايا الزلزال.