هل تتولّى موسكو ملف إيران النووي؟ وهل يضغط الجمهوريون لتعطيل الحوار مع طهران؟
سلام العبيدي
المفاوضات بين إيران والمجموعة الغربية ازدادت تعقيداً بعد رفض طهران مطالب الغرب بالتنازل للاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال شغب وتخريب وإرهاب.
أعمال الشغب في إيران، التي تتفق كلٌّ من موسكو وطهران، على أنَّ أجهزة مخابرات غربية وإسرائيلية تقف وراءها، تدفع إلى المزيد من تعزيز العلاقات بين روسيا وإيران. وإذا أخذنا في الاعتبار نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، فليس من الصعب الاستنتاج أن إدارة الرئيس جو بايدن ستضطر مكرهةً إلى العودة للمفاوضات النووية مع الجمهورية الإسلامية.
هذا السيناريو يرسم معالمه دبلوماسيون غربيون يعتقدون أنَّ هامش المناورة يتضاءل بسرعة. في الغرب، يخشون أن ينتقل الملف النووي الإيراني تماماً إلى نطاق مسؤولية موسكو، الأمر الذي سيقطع كل السبل أمام واشنطن للعودة إلى الحوار مع طهران.
نجاح الجمهوريين في الانتخابات الأميركية يمكن أن يقطع الطريق على البيت الأبيض لتنفيذ المبادرات الدبلوماسية التي هدفت إلى استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة عام 2015.
بمعنى آخر، إذا فشلت المفاوضات حول الاتفاق النووي، قد تعلن موسكو رعايتها الاتصالات النووية مع إيران وترغم المجتمع الدولي على الاتفاق على الصيغ التي قد تكون مفيدة لطهران. هذا ما ألمحت إليه بعض التسريبات من مشاورات أمين سر مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين في طهران على مدى الأيام القليلة الماضية.
وفقاً لهذه الاستنتاجات، فإنَّ المفاوضات بشأن خطة عمل شاملة جديدة في مثل هذه الظروف لن تعود إلى المربعات السابقة التي أوصلتها واشنطن إلى طريق مسدود. على الأرجح، فإنَّ بعض المخاوف الغربية ترتبط أيضاً بقدرة الجانب الروسي على دعم تطوير البرنامج النووي الإيراني.
من الواضح أنَّ الاستمرار في اختصار المسافة بين موسكو وطهران، إلى جانب خسارة المعسكر الديمقراطي الأميركي مواقعه في الكونغرس جزئياً، يجبران واشنطن على النظر في خيارات التسوية في سياق الحوار مع طهران الذي لا يزال معطلاً، فمن الممكن أن تعترف الولايات المتحدة بجدية بأنَّها تستطيع تقديم الشروط المرضية للجمهورية الإسلامية في النقاش حول الخروج من العقوبات الدولية.
المفاوضات بين إيران والمجموعة الغربية ازدادت تعقيداً بعد رفض طهران مطالب الغرب بالتنازل للاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال شغب وتخريب وإرهاب، وتنامي حملة الاتهامات في وسائل الإعلام الغربية باستخدام أسلحة إيرانية الصنع في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وقد أدت هذه التعقيدات إلى تحريض جزء كبير من النخب الأميركية، وفي المقام الأول الجمهورية، ضد فكرة أي حوار مع السلطات الإيرانية.
أما بالنسبة إلى هامش المناورة للتوصل إلى اتفاق مع إيران، فيمكن أن يغلق في 3 كانون الثاني/يناير 2023، عندما تتولى التشكيلة الجديدة للكونغرس مسؤوليتها رسمياً. هذا ما تفترضه وسائل إعلام غربية.