الخامسة في تصنيع الصواريخ العابرة للقارات
ما لا شك فيه ان اطلاق ايران لصاروخ "قائم 100" بما يحمل من مميزات استثنائية وتكنولوجية يعد قفزة في الصناعة الصاروخية الايرانية لما له من اهمية كبيرة في هذه الظروف خاصة انه يجسد مدى التطور العلمي السريع في هذا البلد.
وما يزيد من اهمية هذا الصاروخ التكنولوجيا المستخدمة من قبل علماء ايران لصناعة مثل هذا الصاروخ المتطور وفي ظل ظروف الحظر الشامل الذي فرض من قبل اميركا وباقي القوى الغربية طيلة اكثر من اربعة عقود وهذا يدلل على ان صناعة صاروخ" قائم 100" هي صناعة ايرانية محلية مئة بالمئة تمت على يد علمائها المبدعين. ومن ميزات هذا الصاروخ الباليستي البعيد المدى انه قادر على حمل اقمار صناعية زنتها اقل من 100 كيلوغرام وتعمل في مدار ما بين 400 الى 500 كيلومتر وتعرف هذه الصواريخ التي تتحرك في مدارات تبعد 2000 كيلومتر على الارض بانها صواريخ "طبقة لئو".
ومن القضايا المهمة التي يجب ان نسلط الاضواء عليها هو ما يتمتع به صاروخ "قائم 100" الحامل للاقمار الصناعية هو قوته القصوى الذي يعمل بالقود الصلب وهذه هي المرة الاولى التي تختبر فيها ايران صاروخا حاملا للاقمار الصناعية يعمل بالوقود الصلب الذي يقصر بدوره من الفترة الزمنية للجهوزية والانطلاق، فيما كانت ايران تستخدم في السابق الوقود السائل لتشغيل صواريخها. ومن المميزات الاخرى لهذا الصاروخ ان يصنع من مواد الكومبوزيت الخفيفة الوزن والتي تساعد الصاروخ للتحليق نحو علو اكبر في الفضاء نتيجة انخفاض وزنه الى الثلث .
ايران بانتاجها لصاروخ "قائم 100" الباليستي تكون قد انظمت لقائمة الدول الاربع الكبرى المصنعة للصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تفوق مداها 12000 وتعمل بالوقود الصلب وبذلك تكون ايران الاسلام الدولة الخامسة عالميا لانتاج مثل هذه الصواريخ التي هي في عداد الصواريخ العابرة للقارات.
واليوم ووفقا لموقع غربي مختص بالشؤون العسكرية ان هناك اربع دول كبرى هي اميركا وروسيا والصين وفرنسا هي من تمتلك تكنولوجية صناعية مثل هذه الصواريخ التي التحقت بها ايران لتكون احدى الدول الخمسة الكبرى في هذا المجال سواء شاء الاعداء ام ابوا.
وللعلم ان بريطانيا العجوز والكيان الصهيوني لم تمتلكان الصواريخ العابرة للقارات بل يلهثون وراء الدول الاخرى للحصول عليها .
تجدر الاشارة اليه ان صناعة الصواريخ بعيدة المدى الاستراتيجية العابرة للقارات تتطلب تكنولوجيا خاصة جدا ومحركاتها هي من اهم التكنولوجيات التي توفر بدورها التسريع في الانطلاق المطلوب، اضافة الى ان نظام التحكم والملاحة والرأس الحربي للصاروخ يتطلب تكنولوجيا فائقة التطور.
ومع هذه اللمحة القصيرة يتبين لنا ان الصواريخ العابرة للقارات وتقنيتها العالية لا تمتلكها حتى بعض الدول الغربية المتطورة فعندما تقتحم ايران الاسلام هذا المعترك بتقنيتها العالية وتطورها العلمي الفائق تكون قد برهنت على انها لاعب لايستهان به في العالم الجديد الذي هو في طور التشكيل ولذلك لابد ان تحتجز لها كرسيا في مجموعة الخمسة الكبار وهذا ما اغضب الاعداء وزاد من حقدهم وقلقهم ضد ايران كاميركا والغرب والصهيونية وذيولهم في المنطقة.