اتركوا اليمن لشعبه الرشيد
ثمة تطورات سريعة باتت تخيم على المشهد اليمني وتدفعه نحو الانفراج خاصة بعد انكشاف التآمر الغربي ــ السعودي الفاضح لارباك الوضع اليمني ووضعه على حافة التقسيم في اطار المشروع الصهيو اميركي لتفكيك المنطقة لكن هذه المرة عبر ادوات عربية تتزعمها السعودية متناسية ان مخاطر هذه اللعبة القذرة سترتد عليها ولن تسلم لا هي ولا شقيقاتها من هذا الخطر الداهم والخطأ الاستراتيجي الفادح الذي ستظهر آثاره لاحقا.
وما يبعث على التفاؤل هو ان الفصائل والاحزاب اليمنية التي تغيبت مؤخرا عن الحوار بسبب او آخر ستعود الى الطاولة لاستئناف الحوار بناء على ما اعلنه المبعوث الاممي بن عمر وهذا ما سيقطع الطريق على اعداء اليمن من غربيين وعرب يريدون مصادرة القرار اليمني وافشال ثورته التي يتصدرها انصار الله لبناء يمن حر ومستقل بكامل قراره وسيادته وهذا مايغيظهم. الرياض التي تعدها حديقة خلفية لها تعبث فيها كيف ما تشاء من المساوئ والاحتقار.
ومن السذاجة والحماقة ان دخلت السعودية ومن يسير خلفها بضوء اميركي على الخط بشكل عريان الى الساحة الجنوبية تجر معها الرئيس المستقيل والفاشل هادي منصور الى عدن كاداة طيعة لا اكثر تحاول عبثا فرضه من جديد باسم الشرعية الدستورية على الشعب اليمني لتربك البلد لكن هذه المرة عبر بوابة عدن للالتفاف على الثورة اليمنية التي تشق طريقها دون وقفة لاتبالي لهذه الوسائل المفضوحة التي تحاك في وضح النهار لتجعل من اليمن ليبيا ثانية تدمر ويتقاتل ابناؤها دون جدوى ودون هدف واضح. لكن مايدعو الى التفاؤل والامل هو فطنة الشعب اليمني الرشيد ووعيه سواء في الجنوب او الشمال لما يدور حوله من تآمر شرس يقوده المعسكر الغربي ويتبعه المعسكر العربي الرجعي والمتخلف حيث يتحرك عبر لملمة صفوفه وتوحيد كلمته وموقفه لافشال هذا التآمر وهزيمته وهذا ما طفح على السطح حين عارض الحراك الجنوبي التحركات المحمومة للرئيس المستقيل واستغلاله للقضية الجنوبية بهدف تمرير المؤامرة المخول بها لخلق فتنة تعيد ا ليمن الى عهد التسعينات خدمة للنظام السعودي والمعسكر الغربي الموالي له. والامر الاخر الذي يبشر بالتفاؤل هو موقف حزب المؤتمر احد الاطراف المهمة في الحوار الوطني من هادي منصور واعلانه بانه لم تعد له أي صفة تنظيمية في الحزب.
هذه المواقف الايجابية وغيرها تؤكد بما لايقبل الشك ان خصوم الثورة اليمنية في الداخل في انحسار شديد خاصة وان حركة انصار الله التي تتصدر الموقف وتتمتع بحس وطني عال ولم ترفع السلاح حتى اليوم الا ضد القاعدة و اخواتها، تؤمن ايمانا راسخا بمشاركة جميع الفصائل والاحزاب اليمنية في الحوار واتخاذ القرار ولا تستثني احدا منهم وهذا قرار مبدئي لاتحيد عنه وكأنه خط احمر لايمكن تجاوزه وهذا ما يشجع جميع الاطراف على تحمل مسؤوليتها والاندفاع بقوة الى صيانة البلد وحفظ استقلاله من خطر القوى التدخلية التي تبحث عن مصالحها ولا تكترث بمصالح الشعب اليمني. ان الموقف الانتهازي للرئيس المستقيل هادي منصور ومن ورائه التهافت المحموم لبعض دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية بفتح سفاراتها في عدن بدلا من صنعاء هو بهدف تغيير موازين القوى في الساحة اليمنية، مجرد مسرحية هزيلة سرعان ما سيتحرك الشرفاء من ابناء هذا البلد بشماله وجنوبه الذين يتظاهرون باستمرار لدعم الثورة هو في الواقع لوأد الفتنة واسدال الستار على آخر فصولها وهذا ما بدى واضحا من خلال عودة جميع الفصائل الى طاولة الحوار في صنعاء لانتخاب مجلس رئاسي للبلد والمضي في اتخاذ القرارات الضرورية واللازمة لادارة الدولة وتفعيل مؤسساتها وهم جديرون بهذه المسؤولية لانهم ينتسبون لشعب عريق ورشيد لا يحتاج لوصاية ونصيحة احد ممن هم دونه.