اليمن وسوريا وقمة الجزائر
مهدي منصوري مضنية ومشكورة على سعيها لعقد القمة وبحضور القادة العرب وبذلت سعيها لان تكون سوريا واليمن مشاركتين في هذه القمة.
الا انه وكما يقال ان "الرياح تجري بما لا تشتهي السفن "لم يتسنى لجزائر المقاومة تحقيق هذا الامر لانه سيغيب 5 قادة خليجيين عن حضور هذه القمة كذلك الملك المغربي ولاسباب بعضها يلفه العجب والاستغراب خاصة غياب الملك السعودي وولي عهده عن الحضور والعذر الذي لم يعقل بعدم حضور محمد بن سلمان لحالته المرضية التي لا تسمح له ان يتحمل الجلوس في الطائرة مدة طويلة رغم ان الامر لا يتعدى الساعات القليلة الا انه وكما ذكرت اوساط سياسية مطلعة في السعودية ان الاوضاع في الداخل السعودي يلفه القلق الكبير خاصة ما سربته بعض الاوساط ان الملك سلمان في حالة غير مستقرة وفيما اذا حدث أي طارئ وولي العهد في القمة قد يفقد بن سلمان جلوسه على عرش المملكة مما فضل عدم الخروج من السعودية في هذه الفترة الحرجة.
والمتعارف والذي يعلمه الجميع ان القمم العربية لا تأتي بجديد ولم تقدم او تؤخر في تغيير الاوضاع بل عدها بعض المراقبين هي تظاهرة اعلامية تجمع القادة العرب لساعات يتناولون فيها الشاي والقهوة ويمرون مرور الكرام على القضايا في الدول العربية ويخرج البيان الذي كتب مسبقا مع بعض التغييرات للظروف الحالية التي تعيشها المنطقة. اما مناقشة ووضع الحلول للازمات التي تعيشها بعض الدول العربية الاعضاء في القمة كاليمن وسوريا وفلسطين وغيرها فلا تلقى الاهمية ولذلك فان رئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط قد دعا القمة العربية التي تستضيفها الجزائر الى العمل على انهاء عدوان التحالف الذي تقوده السعودية للعام الثامن مع مساعدة اليمنيين على بلورة حلول وطنيه دون اي وصاية او تدخلات خارجية كما اكد ان ابناء الشعب اليمني يتطلعون الى ان تقف الجزائر وقادة الدول مع ارادته وحقه المشروع في انهاء العدوان والحصار المستمر منذ ما يقارب 8 سنوات وذلك من خلال بلورة حلول وطنية بدون اي وصاية او تدخلات مشبوهة تراعي مصالحه وكافة حقوقه.
وبنفس الوقت راود المراقبون سؤال مهم وهو لماذا تغيب "سوريا الصامدة" و"اليمن المقاوم" عن القمة العربية في الجزائر وقد كان الجواب حاضرا عند هؤلاء المراقبين والذي يتحدد من ان هذين البلدين التزما نهج المقاومة ضد المشاريع الغربية الصهيونية الاسرائيلية ولم تتصالح وتحتمي تحت المظلة الاميركية.
واخيرا لابد ان نشير الى السؤال الكبير الذي طرحه صالح بن حبتور رئيس حكومة الانقاذ الوطني اليمنية للقادة الاعراب والعرب وهم يجتمعون في القمة الحالية لعام 2022 في الجزائر عاصمة بلد الاحرار وبلد المليون و نصف مليون شهيد والبلد الداعم لحركات التحرر من الاستعمار ومحافله العسكرية في افريقيا واسيا واميركا اللاتينية هؤلاء القادة الاعراب القادمين من معسكر الحركة الصهيونية ماذا سيناقشون في قمتهم والشعب اليمني تعرض لاكثر من 300000 غارة وقذيفة من دولتين عربيتين هما السعودية والامارات وهما اعضاء في هذه القمة البائسة؟.