kayhan.ir

رمز الخبر: 15951
تأريخ النشر : 2015March01 - 21:22

هل يمكن للمسلمين تجاوز الخلافات المذهبية لمواجهة الفكر التكفيري؟

مصعب قشمر

كثيرة هي الجماعات التي ترفع راية الاسلام وتتحدث باسمه، بل أنها تُدرج كل حركة من حركاتها وأفعالها ضمن المبادئ الاسلامية. لكن الكثير من هذه الجماعات ومنها "داعش” وجبهة النصرة” غالت في فهمها وتطبيقها للإسلام الصحيح، بل أنها إنحرفت عن السلوك المحمدي الأصيل، حتى أساءت بشكل شنيع للإسلام، وأعطت صورة مشهوّة عنه، بعد ارتكابها فظاعات باسمه، حتى بات إسم هذه الجماعات مرتبطا بالقتل والذبح بسبب اسلوبها المناقض للشريعة السماوية، التي أتت رحمة للعالمين. ومن أجل تغيير هذه الصورة شدد سماحة الامين العام لحزب الله السيد نصر الله على اعتبار أن المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الارهاب هي دفاع عن الاسلام، مؤكدا في الوقت نفسه أن قتال التيار التكفيري هو دفاع عن دين النبي محمد (ص).

كيف يمكن قراءة كلام السيد نصر الله وماذا قصد من ورائه؟

يرى الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود أن النموذج الذي تمثله "داعش” وجبهة النصرة” لا يرضي أحدا من المسلمين، داعيا الى الوقوف بوجه هذا النموذج وفضحه ومحاربته، لأن محاربة هذا النموذج هو دعم للإسلام وإنقاذا له من التشويه اللاحق به من جراء هذه الممارسات، مثل الذبح والقتل من دون سبب، معتبرا أن أي تجاوز في هذه الممارسات هو لمصلحة الكيان الصهيوني والغرب.

الشيخ حمود يجد في كلام السيد نصر الله دعوة الى جميع المسلمين من أجل الاتفاق على شيئ، لافتا الى أن دعوته يجب أن تلاقي صدى عند جميع المسلمين الذين عليهم الإرتفاع عن الخلافات المذهبية ومواجهة الفكر التكفيري.

وفي هذا الإطار يتساءل الشيخ حمود ما إذا كان مختلف الفرقاء من المسلمين يملكون القرار للدفاع عن الإسلام، وألا يكون قرارهم مرهونا للغرب.

كن كيف يمكن ترجمة ما قاله سماحة السيد نصر الله؟

ترجمة كلام السيد نصر الله، يمكن من خلال إستراتيجية تتلخص بالدعوة الى إجتماع عالمي وليس شكلي، لمحاربة هذا الفكر، والدعوة الى إنتاج أفلام وثائقية عن الإسلام وإظهار الآيات التي ترفضها "داعش” وإبرازها في وسائل الإعلام، وكذلك في الجامعات والمدارس. ويضيئ الشيخ حمود على أهمية إبراز سماحة الإسلام، ويعطي مثالا على ذلك عندما دخل الرسول محمد (ص) الى مكة وكيف سامح أهالي قريش الذين كانوا يكنون له وللاسلام العداء. ومن جملة الامور التي يدعو إليها هي إبراز الشروط الشرعية لوضع الحد الشرعي على المذنبين كي لا يقع الحاكم في الأخطاء والبحث عن أسباب تخفيفية للمذنب. ويلفت الشيخ حمود أن كل ذلك سيؤدي الى إظهار الاسلام على صورته الحقيقية، معتبرا أن إجتماع العقول المخلصة من شأنها إيجاد أشكال مختلفة للدفاع عن الإسلام، فضلاً عن دعوته الى تجفيف منابع الإرهاب من تركيا والأردن وبعض دول الخليج الفارسي والاهم هو تجفيف المال.

خطر مرتبط بالعقيدة الاسلامية

عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي إعتبر في حديث الى موقع "العهد” أن السيد نصر الله أضاء في حديثه على نقتطين:

النقطة الاولى هو الخطر المباشر من هذا الجسم الغريب عن الطبيعة البشرية، لافتا الى أنه جسم ليس له موروث لا من التاريخ ولا الجغرافيا ولا الدين، لأنه يتناقض مع الطبيعة الإنسانية، معتبرا أن الخطر هو على الإنسانية كلها وليس على فئة من الناس تعيش في مكان معين، لأن الخطر التكفيري هو خطر وجودي على المجتمع الإنساني بكل فئاته. ويشير الشيخ بغدادي ان هذه القوى أصبحت عصا غليظة بيد الاميركي والصهيوني تُستخدم عند الحاجة وتساق كالحيوانات في أي إتجاه يريد صاحبها.

النقطة الثانية التي أضاء عليها السيد نصر الله، هو أن الخطر من هذه الجهة هو خطر مرتبط بالعقيدة الاسلامية، باعتبار أنها تتصرف من خلال إنتمائها للإسلام. وبرأي الشيخ بغدادي فإن هذا يشكل خطرا على الفكر والعقيدة الإسلامية، لأن الإسلام لا يختلف عن بقية الاديان السماوية بل جاء متمم لها.

يلفت الشيخ بغدادي أن السيد نصر الله أضاء على هذين الخطرين لهذه الفئة، الخطر على المجتمع البشري والخطر على الإسلام الذي يدعون زورا أنهم ينتمون إليه، ففي النقطة الأولى يدعو السيد نصر الله المكونات الأخرى من مسلمين وغير مسلمين الى مواجهة هذا الإرهاب التكفيري، وفي النقطة الثانية دعوة للمسلمين الى التبرّي من هذه الجهة وكشفهم أمام العالم.