اميركا تغرق في فتنتها!!
لايمكن ان ينسى الشعب الايراني او بالاحرى كل الذين سمعوا كلمة الامام الراحل الخميني الكبير عندما اطلق الصرخة القوية ضد اميركا بقوله ان "كل مصائبنا من اميركا" والتي لم تغاير الحقيقة في شيء، اذ نلاحظ ان ما تراه المجتمعات البشرية اليوم وعلى مختلف توجهاتا وتوزيع مناطقها من ويلات ومعاناة الا وان تكون لاميركا او عملائها يد في ذلك.
وقد لا نغالي اذا ما قلنا ان لايران كان النصيب الاكبر من هذه المعاناة التي فرضتها واشنطن ومنذ الوهلة الاولى لانتصار الثورة الاسلامية وليومنا هذا، والسجل التأريخي حافل بالاحداث ابتداء بالمقاطعة بمختلف انواعها واستمرارا بالحرب الظالمة التي امتدت لثماني سنوات وانتهاءا الى ماهي عليه اليوم من حياكة المؤامرات واصدار القوانين والمشاريع التي تريد ان تضع "الجمهورية الاسلامية" في الزاوية الضيقة.
ولكن وبفضل الله ان هذه الممارسات العدوانية الاميركية ومنذ اللحظات الاولى والى يومنا وبدلا من ان تنعكس سلبا على ارادة الشعب الايراني فانها جاءت بنتائج ايجابية اذ أذهلت كل الذين عايشوا وسايروا هذا الامر.
ولذلك فقد أكد الامام الخامنئي وفي خطابه بذكرى رحيل الامام الخميني (رحمة الله عليه) حقيقة هذا الامر بالقول ان "جميع السياسات الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية قد باءت بالفشل"، واكد وبصورة قاطعة من ان "سنوات الفتن التي اثارتها الولايات المتحدة لم تهز البلاد".
ولم يكن ماقاله القائد أحلاما أو اماني بل هي الحقيقة بعينها اذ لو اردنا ان نحلل هذا الامر على الواقع لوجدنا ان واشنطن وحلفاءها ومن لف لفها من اتباعها يعيشون اليوم حالة من اليأس القاتل والاحباط المريع، لان كل الخطط والمشاريع التي أعدوها وفي دوائرهم المظلمة والتي صرفوا عليها الاموال والجهود الكبيرة لم تستطع ان تحقق لهم أي شيء بل ان حالة التراجع والتخاذل والفشل كانت قرينة لكل هذه الخطط.
وتحت ذريعة واهية وهي محاربة الارهاب شنت الولايات المتحدة الاميركية حربين كبيرتين على كل من العراق وأفغانستان لتعزيز موقعيتها في المنطقة، ولتكون لديها السلطة والقدرة على فرض هيمنتها من خلال تواجد جيشها الجرار في هذين البلدين، الا انها لم تحصد من هذين الحربين سوى الوبال والفشل والخذلان بحيث انها ليس فقط لم تستطع ان تحقق تواجدا عسكريا بل انها فقدت الكثير من مصداقيتها واعتبارها بحيث اخرجت قواتها وبصورة مذلة ومخزية والتي اصبحت وبالا عليها مما تركته من اثار سلبية على هذه القوات والتي لازالت الادارة الاميركية تعاني الامرين من هذا الامر.
وكذلك حاولت واشنطن ان تعزز وجودها من خلال اثارة الشعوب وكما سمي بالثورات العربية الا ان السحر انقلب على الساحر لان الشعوب ادركت حجم المؤامرة الاميركية عليها ولذلك انعكس الامر سلبا على واشنطن بحيث خلقت شعوبا تكن لها العداء وترفض ان تكون لها الهيمنة والسيطرة.
واما ما يتعلق بالجمهورية الاسلامية فان محاولات واشنطن وابان انتصار الثورة الاسلامية وليومنا هذا تواجه الفشل، ولذلك فهي لم تسكت او تتنحى جانبا بل انها اخذت تستمر في لجاجتها ضد الجمهورية الاسلامية والذي كان آخرها هو الملف النووي الايراني الذي وجدت فيه فرصتها من اجل لي ذراع طهران، الا ان الصمود والمقاومة الرائعة لطهران في الثبات على مواقفها وعدم التنازل عنها قيد أنملة قد وضع واشنطن في وضع حرج جدا بحيث فرض عليها ان تبحث عن طريق لكي تفتح الابواب نحو علاقة جيدة مع طهران الا ان طهران ادركت جيدا ان واشنطن لا يمكن الركون والاطمئنان اليها لانها تبحث وقبل كل شيء عن مصالحها ومصالح حلفائها، ولما كان الاصرار الايراني على موقفه قويا وراسخا جعل واشنطن ان تبحث عن طرق اخرى من اجل الوصول لاهدافها الاجرامية، ولكن والحمد لله فان الفشل والانهيار قد بدآ يظهران واضحين على واشنطن امام الموقف الصامد لطهران.
والشيء المهم والذي اكده القائد الخامنئي في خطابه والذي يحظى بالاهمية الكبرى الا وهو ان اميركا والتي واجهت الفشل الذريع الا انها اخذت وحلفاؤها طريقا خطيرا وهو اذكاء الفتنة الطائفية والعرقية في البلدان من اجل ايجاد شرخ في الصف الوطني لكي تستطيع ان تحصل على منفذ للتدخل في هذه البلدان، ولكن والحمد لله فان الشعوب بلغت حالة من الوعي بحيث أدركت خطورة هذه المسألة، ولذلك فانها لن تنساق وراءها وتمكنت بفضل وحدتها الوطنية من احباط هذا المخطط والجرائم مما اعتبرته اوساط اعلامية وسياسية انه المسمار الاخير في نعش واشنطن!
لذلك اكد القائد الخامنئي على ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية وعدم الانزلاق في نزاعات داخلية قد تشغلهم عن العدو الاساس لان التكفيريين ليسوا هم أعداءنا الحقيقيين انما هم مجموعات ضالة وغبية يحركها الاعداء من وراء الستار وهم اعداؤنا الحقيقيون.
اذن وفي نهاية المطاف ان الولايات المتحدة قد اخذت تغرق في مستنقع الفتن الذي ارادت منه ان يكون مجالا لاعادة اعتبارها ووجودها وبذلك اضيف سجل اسود جديد لسجلات خسائرها في المنطقة والعالم.