خطر الإرهاب سيتمدد الى كل المنطقة العربية
جمال أيوب
مقولة لرئيس الوزراء الصهيوني الأسبق ديفيد بن غوريون، قال فيها إن قوة الكيان الصهيوني . ليست في ترسانتها العسكرية بل في ضعف مصر وسوريا والعراق .. الإدارة الأمريكية . يعمدون إلى التمييز بين إرهاب متطرف وآخر معتدل، وتارة أخرى يذهبون إلى محاربة هذين النوعين مجتمعين، وكأن المراقب لما يجري لا يدرك أن المسألة هنا ليست منوطة بتوصيف الظاهرة وفرزها، بل هي في الحقيقة مرتبطة بالسبب الكامن وراء هذا النوع من الصناعة "صناعة الإرهاب ”، فيبدو أن الإدارة الأمريكية تحاول جاهدة أن تحصر ذهن المتلقي في توصيف ظاهرة الإرهاب وتحديد المنظمات أو الجهات التي تمارسه، وبالتالي تمنعه من البحث وراء الهدف الحقيقي لصناعة هذا الإرهاب. وإذا كنا هنا قد تعمّدنا الولوج إلى هذا الموضوع من هذه الزاوية، فذلك لأننا ندرك أن صناعة الإرهاب هذه، هي صناعة أمريكية تشبه إلى حدّ كبير في حصريّتها صناعة الأفلام الهوليودية التي تمثل مصدراً خطيراً للإرهاب، فالصانع هنا لا يهمّه نوع المنتج وفائدته للبشرية بقدر ما يهمّه العائد المادي له، وهنا بيت القصيد. فالأمريكي "على الطريقة الما فيوية يصنع الإرهاب الذي يستطيع هو بكل جدارة أن يتحكم به ويسيطر عليه ويوجّهه كيف شاء في هذا العالم، وقد أثبت ذلك في مناسبات عديدة، من أفغانستان إلى الصومال فالشيشان فالعراق فسورية، وهذا الأمر يعني أن هناك رغبة لدى الفكر الاستعماري الأمريكي في تعميم نوع من الفوضى في هذه المناطق من العالم، وهو ما يبرّر عدم وجود هذا النوع من الإرهاب في المناطق الحيوية للأمريكي، وبالتالي يتلخّص هنا الدور الأمريكي في إشعال بؤر التوتر في المناطق التي يستشعر اضمحلال قدرته على التأثير فيها، فيقوم بدعم القلاقل في هذه الدول حتى يعيد تشكيلها بطريقة تكون فيها موافقة أو راغبة في الجلوس في الحضن الأمريكي...
لذلك لا يظنّن أحد أن الإدارة الأمريكية تعمل جادة على استئصال آفة الإرهاب، بل هي تعمل على إدارته في المنطقة بالطريقة التي تخدم مصالحها، ولذلك يمكن للطائرات الأمريكية أن تسقط السلاح في العراق وليبيا وسوريا الى داعش، وذلك لأنها لا ترغب فعلياً بإنهاء الصراع بل بإدارته.
وظهرت وثيقة ما اسمته مخططا اميركيا ضخما للمنطقة، يقضي بنقل ارض المعركة مع تنظيم داعش إلى السعودية ومصر اضافة الى اليمن واستخدام الاموال السعودية لتمويل حرب طائفية طويلة الامد . سيناريو مرعب .عرقنة اليمن وإغراق السعودية ومصر بالفوضى , حرب طائفية طويلة الأمد بمليارات الدولارات ومقتل مئات الالاف من المسلمين . وتحدثت الوثيقة وفق معلومات رأي اليوم، عن كون اليمن تسير على خطى النموذج العراقي والسوري، وأن المخطط الحاصل في المنطقة العربية اكبر بكثير من جزئية صراع يمني يمني أو غيره ولم تذكر الوثيقة الطريقة التي ستتورط بها مصر في المخطط الاميركي، ألا انها ذكرت تفصيلا مصير المملكة السعودية المفترض . الصراع الحاصل في المنطقة العربية يهدف إلى إسقاط اكبر دولتين عربيتين هما السعودية ومصر، مشيرا الى ان الخطة بدأت منذ مخطط تقسيم العراق طائفيا . وتحدثت الوثيقة عن كون داعش، كانت جزءا من المخطط، ك- قوة غير متخيلة ومنحها قدرة السيطرة على مناطق واسعة من العراق وسوريا والسعي لأجل تهديد المناطق دون إسقاط الكثير منها المخطط المذكور والذي عدّته أميركيا، تضمن جر السعودية لتمويل حروب طائفية طويلة الأمد، معتبرة ان المخاطر الموجودة في العراق ستلزم السعودية بدفع ضريبة هذه الحرب من الميزانية السعودية وتحدثت الوثيقة عن كون الولايات المتحدة ستدعي أنها ستحارب تنظيم داعش وهي في الحقيقة تعمل خلاف ذلك، مدللة على ذلك بكون قوات داعش لا تزال حتى اليوم تهاجم المدن بقوات ضخمة ولا تتعرض لعملية قصف أميركية واحدة ومن أبرز الأمثلة هجوم داعش على ناحية البغدادي وأضافت الوثيقة ان الحرب ضد داعش في العراق ستستمر لسنوات قادمة ولن تنتهي ولن تحسم والهدف من كل ذلك إنهاك المملكة السعودية ماليا وزيادة الضغط عليها ونقل المعركة إلى أراضيها لاحقا وأشارت الوثيقة إلى ان اليمن ستسيطر القاعدة على عدد من محافظاتها، وستبقى عدن وحيدة والمكلا بيد الحكومة ولن تسمح أمريكا بسقوط هذه المناطق كونها مهمة لحركة الملاحة الدولية. وستدعي أميركا أنها ستحارب القاعدة في اليمن وستقنع السعودية بتحمل تكاليف نفقات الحرب وستبدأ الغارات الجوية و سنشاهد نفس الفيلم العراقي السوري في اليمن وفق الوثيقة ذاتها. من جانب المجتمع الدولي، فسينقسم على النحو الموجود في النموذج العراقي , وستحول دون أي إجراء سياسي حقيقي لوقف القتال في اليمن وستواصل أمريكا الادعاء بأنها تحارب القاعدة وستطلب دعما أكبر من السعودية، ستذهب لادعاء أنها تبحث عن تسوية حقيقية في اليمن مثلما في العراق وستبيع أطنانا من السلاح إلى القوى المتحاربة في اليمن وستقبض أميركا تكاليف الضربات الجوية من السعودية وهنا أميركا مستفيدا مما يدور. مع مرور الوقت ستجد السعودية نفسها محاصرة وفق سياسة الكماشة الخطر الداهم من الناحية العراقية والخطر الداهم من الناحية اليمنية وستدفع مليارات الدولارات على أمل انتهاء الحرب لكن دون جدوى حينها ستكون نار الحرب أضخم من ان تطفئها أي جهود . السيناريو المذكور في الوثيقة، يتحدث عن تعزيز جهات محسوبة على أميركا دعمها الإعلامي لتنظيم داعش في اليمن مثلما تعمل الآن في العراق ولأجل ضمان رفده بالآلاف من المقاتلين وستتحرك ماكينات إعلامية ضخمة في هذا الإطار . رويدا رويدا ستصل نار الحرب في العراق وفي اليمن إلى الأطراف السعودية وستستنجد المملكة بالحليفة الكبرى أميركا لكن دون جدوى حيث سنرى نموذجا مشابها لما حدث في العراق واليمن يندلع في المنطقة الشرقية بالسعودية وغيرها من المناطق وحينها سيتم الإجهاز على السعودية المرحلة الثالثة من المخطط الأميركي ستتضمن نقل المعركة إلى الأراضي السعودية وستغرق المملكة في الفوضى القادمة من خلف الحدود، كما ستستمر هذه الحروب سنوات قادمة ولن يكون فيها منتصر، سيقتل الناس بعضهم بعضا سيقتل مئات الالا من السنة ومئات الالاف من الشيعة وسيختلط الحابل بالنابل ولن تقوم للعرب قائمة بعدها وستخرج أميركا وحيدة منتصرة من هذه الحرب , وفق ذات الوثيقة ...
ان العدو الصهيوني و امريكا والغرب من اشعلوا نار الفتن في الشرق الاوسط، وان احتلال امريكا والغرب للعراق هو من خلق ظاهرة الانقسام وأوجد حالة الفراغ الامني الذي يعيشه العراق وخلق ظاهرة داعش والإسلاميين المتطرفين، وان الذي شجع على الارهاب في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ومصر , امريكا والصهيونية والغرب والمتحالفين معهم من النظام العربي، ان ذلك يأتي فيما كشفت عنه هيلا ري كلينتون في كتاب ((خيارات صعبة )) حيث تعترف كلينتون ان الادارة الامريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش لتقسيم منطقة الشرق الاوسط، وتعترف كلينتون ان امريكا دخلت الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شئ صار بحسب الخطة المرسومة، وهناك مخطط امريكي لاستهداف دول الخليج الفارسي وان اولى الدول المستهدفة بحسبب المخطط السعودية والكويت والإمارات والبحرين وعمان وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتخلص كلينتون بمذكراتها للقول تصبح السيطرة بالكامل على منابع النفط والمنافذ البحرية لأمريكا، امريكا والغرب من بوابة داعش يجهدون انفسهم لاستكمال مخططهم لتقسيم المنطقة العربية والاستحواذ على كل منابع النفط والغاز وتجزئة الدول العربية توطئة لتحقيق امن العدو الصهيوني على حساب الامن القومي العربي وصولا الى ما يقود لتصفية القضية الفلسطينية وان حرب العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني هي في اطار حلقة التآمر التي تستهدف ألامة العربية وأمنها القومي تقريبا وهي تستولي على مساحة جغرافية في سوريا تعد امتدادا للموصل والمناطق العراقية المحاذية للحدود السورية .. من بوابة داعش تنفذ امريكا والغرب والعدو الصهيوني مخططهما الذي يستهدف المنطقة اذ ان امريكا والصهاينة وحلفاءهم من العرب وتركيا يدعمون داعش من خلال طائرات أمريكية تلقي اسلحة في سوريا والعراق وتلقي أسلحة علي الحدود المصرية الليبية ضد الأهداف المصرية، ان الخطر الذي يدهم المنطقة العربية هو يهدد الامن القومي العربي ويقود للفوضى التي تقود لانحلال الدول كما يحصل في العراق و سوريا وليبيا واليمن ويستهدف ومصر، المطلوب من كل القوى الوطنية والقوى الغيورة على مصلحة الوطن ومصالحة ان يتحركوا جميعا التي تتهدد وحدة البلدان العربية وان خطر التقسيم يتهدد العراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا ومصر، وهو يهدد المنطقة العربية، لان عمل داعش لن يبقى محصورا في سوريا والعراق وان خطره سيتمدد للمنطقة العربية طالما تجد امريكا نفسها مغطاة تحت عنوان محاربة داعش ومجابهة خطر تمدده وهذا يشكل بوابة امريكا لتعود للمنطقة بالمظلة الاممية عبر بوابة محاربة داعش، مما يتطلب اعداد خطة عربية قومية تهدف للتصدي للمشروع الامريكي الصهيوني ومجابهة مخاطر التقسيم التي تتهدد البلدان العربية ومحاربة التطرف بكافة اشكاله وألوانه، وذلك ضمن استراتجية عربية تقود لحفظ الامن القومي العربي وإعادة تصويب بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني للحيلولة دون استهداف تصفية القضية الفلسطينية ....
خطر الإرهاب سيتمدد الى كل المنطقة العربية.