kayhan.ir

رمز الخبر: 159223
تأريخ النشر : 2022October28 - 20:40

معادلات غير مسبوقة فرضتها مقاومة الشعوب

مهدي منصوري

الاحداث المتسارعة  على مستوى المنطقة منذ الازمة الروسية الاوكرانية ابرزت معادلات غير مسبوقة ومعهودة ولا يمكن ان لها ان تحدث وبهذه السرعة. ولو القينا نظرة سريعة لبعض هذه المعادلات نجد ان الاستكبار العالمي وعلى رأسه اميركا كانت تضع الخطط  والمشاريع من اجل الهيمنة والسيطرة  على المنطقة وشعوبها من اجل نهب ثرواتها وتغير المسارات السياسية فيها بحيث تأتي على مقاساتها مع محاولة رفع العقبات التي تمنعها من الوصول الى هذا الامر خاصة الجمهورية  الاسلامية التي استطاعت بصبرها وبصمودها الرائع وتقدمها  في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ان تكون عقبة كأداء وسدا منيعا ليس فقط لها بل لكل شعوب المنطقة التي تعاني من الاضطهاد والتعسف الاميركي الاجرامي.

وبطبيعة الحال فان الكيان الصهيوني يعد لاميركا راس الحربة التي تستطيع ان تحكم واشنطن سيطرتها على المنطقة الا ان الاوضاع القلقة والمربكة  التي يعيشها الكيان الصهيوني بفضل ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة اليومية المستمرة جعلته في حالة من الضعف بحيث ان خبراء ومحللين هذا الكيان وكذلك بعض الخبراء في العالم وصلوا الى نتيجة مهمة الا وهي  انه  وفي حالة استمرار المواجهات اليومية من قبل المقاومة وعمليات الهجوم على القوات الصهيونية التي اخذت اشكالا واساليب متنوعة لم يعهدها من قبل وظهور المقاومة الشبابية التي تحمل الروح على الاكف  والتي كان آخرها مجاميع "عرين الاسد" بحيث استطاعت ان تفرض معادلة جديدة وضعت الكيان وقياداته السياسية والعسكرية في حالة من الحيرة خاصة وان ما يجري في الضفة الغربية لم يكن ظاهرة عابرة بل تدشين لمرحلة جديدة  في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني.

واللافت  في الامر ان المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تنتقل من مكان الى مكان في الضفة الغربية بحيث عجز الاحتلال  الغاصب وأدها ولم يتمكن النيل منها في  مدن وقرى الضفة المحتلة بسبب حضورها الفاعل مما يمكن التاكيد من ان الضفة الغربية هي في ثورة متصاعدة ضد العدو الصهيوني  وجرائمه.

وانتصارات المقاومة ضد اميركا وحلفائها لم يقتصر على فلسطين بل اخذ يهيمن على جميع  المنطقة وها هي اميركا وهي تندب حظها  العاثر  في العراق اذ بذلت ومع بعض دول المنطقة خاصة السعودية على ايجاد حكومة موالية للغرب الا ان ما تم بالامس  من تشكيل الحكومة العراقية على يد الرافضين للتواجد والهيمنة الاميركية عدته اوساط اعلامية بانها ضربة قاتلة وفشل ذريع للسياسة الاميركية الهوجاء  وعلى نفس المنوال  ما نراه في لبنان والذي استطاعت المقاومة الباسلة ان تفرض ارادتها وان تحافظ على ثرواتها وقطع دابر الصهاينة في التصرف بها كما يحلو لها. مما يمكن القول ان اميركا اليوم تعيش في حالة من العزلة القاتلة لمجريات  الاحداث التي لم تأت على رغبتها ومقاساتها ومن الطبيعي ان القادم  من الايام واذا استمرت على هذا المنوال في اسلوبها الاحمق وغير المتزن فسينالها الانقسام والتشتت كما حدث للاتحاد السوفيتي من قبل.