kayhan.ir

رمز الخبر: 15880
تأريخ النشر : 2015February28 - 21:01

أحلام أمريكية ، أوهام تركية

أحمد الحباسى

معكم أن الصورة و المشهد قاتم في العالم العربي و معكم أيضا في أن ما تعيشه المنطقة العربية مثير للانزعاج و الخوف و معكم في النهاية أن حلف المقاومة يشهد كثيرا من التعثر و بعض الهزات المربكة لكن … أي نعم ..لكن المنطقة مقبلة على كثير من التحولات الايجابية لفائدة حلف المقاومة ، و عندما نتحدث عن المقاومة فنحن ندرك أن اللحظة صعبة و حزب الله على سبيل المثال يواجه حائط صد كبير من أزلام النظام العالمي الجديد و من بعض أجهزة المخابرات الخليجية و الدولية إضافة إلى أن المال النفطي هو الذي ينفذ مشروع الفوضى الصهيونية في محاولة يائسة لمواجهة نجاحات حلف المقاومة.

الإدارة الأمريكية في ورطة ، حلفاء أمريكا في ورطة ، و حرق الطيار الأردني منذ فترة قليلة على يد القوات الوهابية التكفيرية السعودية يمثل حدثا معبرا و صفعة مدوية أخرى على خد الملك الأردني عبد الله الثاني المتعود على جني الأرباح من كل الأفعال الشائنة و المشاركات المتواصلة في مشروع تدمير المنطقة و بالذات ما وصفه كفرا بحلف الهلال الشيعي إلا أنه في هذه المرة انقلب السحر على العميل الخائن و تكبد الشعب الأردني ضربة معنوية مدمرة خاصة و أن أغلب وسائل إعلام النظام قد هللت لمشاركة الملك في عملية ضرب العناصر التكفيرية السعودية على الحدود السورية العراقية بالذات ، بالنتيجة حرقت المجموعات الإرهابية الطيار الشهيد و حرقت معه كل أحلام عائلته بخلاصه وبات الجميع في الأردن في مواجهة الحقيقة المرة بكون النظام هو القاتل الحقيقي بعدما بحث بكل الطرق على الانخراط في مشروع الخيانة ضد سوريا في البداية ثم ضد الجماعات التكفيرية التي تستخدمها المخابرات الصهيونية التركية الأمريكية لقلب الأوضاع في المنطقة العربية لصالح الحليف التركي .

إن تركيا ستبسط سيطرتها على الدول الخاضعة سابقا للدولة العثمانية مع حلول سنة 2040 ، هذا حلم من أحلام السياسي الأمريكي المعروف جورج فريدمان رئيس مؤسسة " شتراتفور” البحثية ذات العلاقة الوطيدة مع المخابرات الصهيونية ، دليل فريدمان ، الصهيوني المتغطرس ، أن هناك ملامح واضحة للتحرك التركي داخل الدول العربية ، سوريا و العراق بالأساس ، و في بعض الدول الإقليمية ، في البلقان و في صربيا و ألبانيا و جورجيا و روسيا ، لكن من الواضح أن السيد داوود أوغلو المنظر السياسي لحزب العدالة و التنمية الحاكم قد فشل في نظرية " الصفر مشاكل” مع الجوار و في مشروع التمكين على طريقة الإخوان و في مشروع إسقاط النظام السوري باستعمال خطاب التحريض المدسوس و قوة التدمير الإرهابية بحيث لم يعد العالم يسمع تلك الخطب " التركية” المستعرة و يرى تلك التهديدات المغرورة التي شكلت لفترة طويلة واجهة مشروع تنفيذ المؤامرة على سوريا.

منذ فترة طويلة توارى الرئيس باراك أوباما و حاشيته الغربية و بعض ألسنة السوء الخليجية و لم يعد هناك حديث عن إسقاط النظام و عن المجازر المفتعلة و عن البديل الجاهز و عن محاكمة الرئيس الأسد و عن الرحيل القسرى و كل أدبيات خطاب التخويف و التضليل المعتمد من الإدارة الأمريكية و حلفاءها في محور الشر الصهيوني، و حتى الحديث عن الحل السياسي لم يعد قائما و المبعوث الأممى دى ميستورا يعانى منذ تكليفه فترة بطالة مقصودة لان الموضوع السوري لم يعد يحتل جدول أعمال أصدقاء سوريا خاصة بعد أن رحل أحد ممولي الحرب الشيطانية الملك السعودي عبد الله دون أن "يصلى” في المسجد الأموي تيمنا بالأمنية الغبية الشهيرة لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أوردغان منذ بداية الحراك السوري .

إذا مسألة استعادة الدولة العثمانية سيطرتها القديمة لم تعد مطروحة و هذه أحد أهم انجازات الصمود السوري ، يضاف أن صمود حلف المقاومة برمته في وجه الأطماع الغربية التركية الصهيونية قد فضح الأهداف الخفية لحزب العدالة التركي خاصة بعد أن فقد البعض توازنهم التحليلي اثر حادثة سفينة مرمرة الشهيرة و خطاب أوردغان في منتدى دافوس منذ سنوات ، أيضا أن سقوط حركة الإسلام السياسي في مصر و في بقية الدول العربية قد عرت الأطماع التركية نهائيا خاصة بعد أن أصر الإخوان في مصر على مواصلة نهج إراقة دماء الأبرياء كلغة وحيدة في مواجهة الشعب المصري ، هناك مسألة مهمة أفرزها رد حزب الله منذ يومين باستهداف القافلة العسكرية الصهيونية داخل الأراضي اللبنانية المحتلة و هي تتعلق بأن الحرب على سوريا لم تحقق للإدارة الأمريكية الهدف الحقيقي منها و هو إضعاف محور المقاومة حتى تنعم إسرائيل بالهدوء التام خاصة بعد خروج العراق و مصر من معادلة الصراع ، و إذا نظرنا بالتدقيق للقوة العسكرية الإيرانية المتنامية يمكن الحديث اليوم على أن تركيا و أمريكا قد خرجتا اكبر الخاسرين من هذه المؤامرة الدموية ضد سوريا .