kayhan.ir

رمز الخبر: 158750
تأريخ النشر : 2022October19 - 20:29

اوروبا والانسياق الغبي وراء أميركا!

مهدي منصوري

مما اثار العجب لدى اغلب  المراقبين هو الانسياق الغبي لاوروبا وراء اميركا، رغم  ما تملكه من امكانيات بشرية وثروات طبيعية قد تستطيع ان تكون الرائدة في العالم. بحيث وصفتها بعض الاوساط الاعلامية بانه من الخطأ الكبير اعتبارها دولا مستقلة ذات سيادة. ولم تكن سوى جزء منفصل من الولايات المتحدة.

ولابد من الاشارة الى انه وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي اصبحت اميركا هي القوة المسيطرة ومن اجل بسط سيطرتها على اوروبا اذ قامت واشنطن برعاية القوات الموالية لها في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمالية والثقافية وغيرها في الدول الاوروبية، ولذا وكما استنتج مراقبون ومحللون الى انه "لا يوجد الكثير من الدول المستقلة فعلا في العالم وان وجدت فيمكن عدها باصابع اليد الواحدة".

وقد انكشف للعالم وبوضوح تام تبعية اوروبا العمياء والغبية لاميركا هي الازمة الروسية الاوكرانية. اذ انها اخطأت ومن دون حساب في تقدير النتائج للعقوبات المترتبة عليها والتي بدت ظواهرها السلبية تظهر  وبصورة وضعت اميركا وحلفاءها في مأزق كبير لا يدرون كيف الخلاص منه. بحيث افلست خزائنهم ونفدت مخازن اسلحتهم. وهم ينتظرون المأساة الكبرى على شعوبهم في الشتاء القادم ويبحثون عن الغاز الروسي الذي يرفع عنهم المعاناة الكبيرة التي يعيشونها.

ومن اجل ان يبقى الاوروبيون تبعا لاميركا فان واشنطن عمدت الى عملية تخريب كبرى لكي يلجأ اليها الاوروبيون وهي تفجير انبوب الغاز نورد ستريم ، بحيث تناولتها الاقلام بالتحليل بحيث استشهد الأستاذ الجامعي المرموق، الذي اختير من بين أكثر 100 من قادة العالم نفوذاً في مجلة تايم أكثر من مرة، بأدلة مختلفة على حجته حول عملية التخريب الأميركية بالقول : ".في أوائل فبراير/شباط قبل ما يقرب من ثلاثة أسابيع من الهجوم الروسي على أوكرانيا، حذر الرئيس بايدن من أنه "سيضع حداً" لأنبوب نورد ستريم إذا استخدمت روسيا القوة العسكرية ضد أوكرانيا".

لكن جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد الأمريكي المشهور عالمياً، وقبل يومين وخلال ظهور تلفزيوني على شاشة بلومبيرغ، أثار الأستاذ احتمال أن يكون خط أنابيب نورد ستريم، الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، قد تعرض للتخريب من الولايات المتحدة، مما دفع مذيعي التلفزيون إلى إبعاده عن البث.

 وقال ساكس، الأستاذ في جامعة كولومبيا، حيث يرأس أيضاً مركز التنمية المستدامة، لـTRT World: "توجد أدلة ظرفية كبيرة على أن تدمير نورد ستريم هو عملية أمريكية، ربما بالمشاركة مع دول الناتو الأخرى".

ونخلص  الى القول ان القارة الاوروبية تسير في اتجاه مناقض للفطرة  السليمة بحيث فقدت مصداقيتها وقرارها وهي تفعل ما يعتقده الاخرون وباتوا ينفذون ما تصدر لهم من قرارات من مكتب الرئيس بايدن.