الزيارة المتهالكة!!
قبيل ساعات فقط من اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية السورية حط وزير الخارجية الاميركية "جون كيري في بيروت في زيارة غير معلنة فاجأت القاصي والداني رغم انشغاله المكثف بالقضايا الدولية خاصة انها جاءت عشية انعقاد قمة السبع الكبار في باريس، الا ان الحدث السوري كان الهاجس الاكبر لادارته التي قرأت المشهد السوري والحضور اللافت والقوي للشعب السوري امام مراكز الاقتراع في الداخل كما تجلت بعض صوره في الخارج فاوفدته على وجه السرعة الى بيروت ليقف عن كثب على تداعيات انتخاب الرئيس السوري الذي كان محرزا من خلال هذا المشهد والحصول على شرعية من شعبه لم تستطع الدنيا الغاءه وهذا ما ثبت لدى الادارة الاميركية بانها لهذا الانتخاب سيكون له انعكاسات كبيرة عليها وعلى الدول التي واكبتها في التآمر على سوريا لاسقاط الرئيس الاسد واذا بها وبعد ثلاث سنوات من الحرب الكونية على هذا البلد، تصطدم بنزول الشعب السوري الهائل الى الشارع متحديا التفجيرات والهاونات ليؤكد العالم بانه لن يتخلى عن بلده ورئيسه الذي انقذ الوطن من المجموعات الارهابية التي جيء بها من مختلف اصقاع العالم كأجندة مدمرة تقاتل بالنيابة.
الادارة الاميركية تعلم قبل غيرها ان اول انعكاس لانتخاب الرئيس الاسد سيكون على لبنان لذلك جاء جون كيري متهالكا ليعرف ماذا يدور في لبنان وهذا لم يخفه عندما قال "متسائلا رئيس الحكومة اللبنانية ما هي الخطة للمستقبل وكيف سيتم التعاطي مع الازمة السورية"!!
وما ينم عن الهاجس الكبير لدى الغرب وذيوله في المنطقة من نتائج الانتخابات الرئاسية السورية هي ردة فعلهم الصبيانية التي ظهرت فيها الانفعالية والتخبط بوضوح عندما وصفتها بالمسرحية والعار وقد شهدها العالم بام عينيه كم هي مثيرة حيث اندمج الحماس والمسؤولية. ان هذا الاسلوب الفج الذي تعاملت به اميركا وذيولها مع الانتخابات السورية هو اهانة كبيرة للشعب السوري ومشاعره واختياره قبل ان يكون للشخص المنتخب وعليها ان تضع في حساباتها موقف الشعب السوري منها مستقبلا.