بين تمديد الهدنة في اليمن ورفع الحصار والظلم؟
عمر عبد القادر غندور
انتهت يوم الأحد الماضي في الثاني من الشهر الحالي هدنة الحرب الظالمة على الشعب اليمني، وفشلت محاولات تمديدها رغم الجهود الدولية والأممية، مؤذنة بجولة جديدة من سفك الدماء والتدمير!
وتقول الأمم المتحدة إنّ ضحايا هذه الحرب العبثية بلغوا منذ العام 2015 الى اليوم 377 ألف قتيل، وطالت 40% من الشعب اليمني الذين أصيبوا بجروح وإعاقة وغيرها، وكان للأطفال نصيب من الأذى كسوء التغذية، وانّ هذه الحرب تكاد تفوق في بطشها الحروب في فييتنام الى أفغانستان الى أوكرانيا…
ومثل هذه الحرب التي وضعت شعب اليمن المظلوم على حافة المجاعة، ما الذنب الذي ارتكبه سوى ان يكون حراً في وطنه وليس ملحقاً او تابعاً او عبداً لأيّ دولة؟
وهل الشعب الذي يموت في أرضه كالشعب المعتدي الذي يُقتل خارج أرضه؟
وعن وصول الهدنة المعلنة منذ ستة أشهر، والتي انتهت عملياً مطلع الأسبوع المنصرم، يقول مصدر «حوثي» انّ الهدنة بلغت الطريق المسدود وباتت مجرد ورقة ضغط علينا ولا معنى لها مع استمرار الحصار على مطار صنعاء والموانئ اليمنية المحررة في الحديدة وغيرها وحجز رواتب موظفي الدولة وتجويع ثلثي الشعب اليمني! ليُرفع الحصار البري والجوي والبحري أولاً وبعدها نجلس إلى طاولة الحوار ونتحاور من أجل وقف الحرب على الشعب اليمني.
وكانت جهات دولية سعت الى تمديد الهدنة تزامناً مع تشكيل المجلس القيادي برئاسة الرئيس المقيم في السعودية عبد ربه منصور هادي، ومسارعة التحالف السعودي الإماراتي الى تقديم هبة مالية بقيمة 2 مليار دولار بالتساوي الى الحكومة اليمنية المتحالفة مع الرياض!
وثمة من يتحدّث اليوم عن الإرباك الدولي حول مستجدات الحرب في أوكرانيا وعن ضرورة التهدئة في الأماكن الساخنة وفي مقدّمها الحرب على اليمن والسعي الى تمديد الهدنة التي يعتبرها الجانب اليمني مضيعة للوقت في ظلّ استمرار الحصار وفي ضوء الحرب في أوكرانيا التي شكلت حدثاً مفصلياً توقف عنده العالم، وتقول الحكومة اليمنية التي تتخذ من الرياض مقراً لها، بات الوقت ضرورياً لإعادة الشرعية ومواجهة النفوذ الإيراني وإعادة اليمن الى الحضن العربي، ومتابعة لهذا النهج تحدث ناطق صهيوني عن تقاطع مصالح «إسرائيلية» سعودية إماراتية في الحرب على اليمن، للإمساك بالقرار السياسي للاحتفاظ بمنابع النفط وطرق التجارة البحرية والموانئ الاستراتيجية.
والواضح انّ القيادة اليمنية في صنعاء باتت أمام خيارات عسكرية تشمل الإقليم والمجتمع الدولي، ونتمنى ان تتوقف الحرب على اليمن ووضع حدّ لقتل الأبرياء والأطفال ويُصار الى رفع الحصار كبادرة حسن نية، وان يُغلق هذا الملف النازف رحمة بجميع الأطراف، وخاصة الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ويتأكدوا انّ الولايات المتحدة ليست حليفاً صادقاً إلا مع «إسرائيل»، وهي ليست كذلك مع الآخرين الذين تقاتل بهم ولا تقاتل عنهم، والأحداث التاريخية دالة على ذلك من فييتنام الى أفغانستان إلى العراق إلى أوكرانيا.