سيقوم لقاح الإنفلونزا بعمل جيد لمنعك من الإصابة بالعدوى، وإذا أصبت بالعدوى، فسيقلل اللقاح من احتمالات دخولك إلى المستشفى.

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي قد أوشك على الاقتراب، إذ يحذر الخبراء من أنه قد يكون موسماً سيئاً بشكل خاص.

وأوضحت أن الإنفلونزا تصل إلى لحظة غير مناسبة. لقد بدأنا في رؤية علامات مبكرة على أن موجة أخرى من "كوفيد-19" قد تكون قد بدأت بالفعل: في أوروبا الغربية، تتزايد الإصابات وحالات المرض الشديد والدخول إلى المستشفى.

يختلف التوقيت الدقيق لمواسم الإنفلونزا، ولكن يمكن أن يبدأ في الزيادة في تشرين الأول / أكتوبر الجاري وعادة ما يموت بحلول منتصف آذار / مارس. تمتد ذروة نشاط الإنفلونزا من كانون الأول / ديسمبر إلى شباط / فبراير. لكن أثناء الوباء، كان انتشار الإنفلونزا أكثر تقلباً.

فقد شهدنا العام الماضي نشاطاً كبيراً للانفلونزا لكنه متأخر، مثل أشهر نيسان / أبريل وأيار / مايو وحزيران / يونيو. لا نعرف السبب فعلاً، ولكن قد يكون ذلك سببه أن قيود "كوفيد" بدأت تخف أكثر في ذلك الوقت وكان الناس يسافرون أكثر.

ماذا نتوقع في موسم الإنفلونزا الحالي؟

يمكننا أن ننظر إلى ما حدث في نصف الكرة الجنوبي - عادة ما ينتهي موسم الإنفلونزا عندما يبدأ الموسم في الولايات المتحدة. لقد كان موسم إنفلونزا سيئاً للغاية هناك، والذي لا يبشر بالخير بالنسبة لأميركا، بحسب الصحيفة.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الخبراء يشعرون بالقلق من أنه نظراً لأننا شهدنا موسماً خفيفاً من الإنفلونزا في السنوات القليلة الماضية، فلا يوجد الكثير من المناعة لدى السكان، وخاصة لدى الأطفال الصغار جداً، الذين ربما لم يكونوا قد أصيبوا بالإنفلونزا من قبل. لذا فإن القلق هو أنه من دون الكثير من المناعة، سوف ينتشر كالنار في الهشيم، وقد يكون أكثر حدة بالنسبة للأشخاص الذين لم يواجهوه أخيراً.

وأضافت أن الناس قد بدأوا أيضاً في تخفيف إجراءات "كوفيد"، ويبدو أن هذه الإجراءات عملت بشكل جيد جداً ضد الإنفلونزا. لمدة عامين، كانت معدلات الإنفلونزا منخفضة جداً في الولايات المتحدة وأستراليا والعديد من البلدان الأخرى. ومن الممكن أن يكون أحد أنواع الأنفلونزا قد انقرض.

وبينما يتم بذل الكثير من الجهد لفهم الإنفلونزا، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من التخمينات العلمية. جزء من هذا التخمين هو السؤال عن مدى نجاح اللقاحات كل عام، لأنه يتعين عليهم اختيار سلالة من الفيروس قبل أشهر.

وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة الصحة العالمية لديها مجموعة خاصة من العلماء الذين يتتبعون حالات الإنفلونزا حول العالم. إنهم يحصلون على معلومات حول كيف أصبحت الأنواع المختلفة من الأنفلونزا أكثر أو أقل شيوعاً. وعندما يحين وقت تصنيع لقاحات جديدة، فإنهم ينظرون إلى جميع الأبحاث التي تم إجراؤها ويقدمون توصيات للشركات التي تنتجها. في بعض السنوات تكون اللقاحات جيدة جداً وفي سنوات أخرى لا تكون كذلك. في العام الماضي، حصلنا بالفعل على لقاح إنفلونزا غير ملائم. لكن لا يزال الحصول على اللقاح فكرة جيدة. إذ سيقوم اللقاح بعمل جيد لمنعك من الإصابة بالعدوى، وإذا أصبت بالعدوى، فسيقلل ذلك من احتمالات دخولك إلى المستشفى. في السنوات التي لا يكون فيها اللقاح جيداً، قد لا تحصل على هذا القدر من الحماية ضد العدوى، ولكن لا يزال من غير المحتمل أن ينتهي بك الأمر في المستشفى.

هناك علماء يعملون على لقاحات الإنفلونزا الشاملة، لكنهم يعملون عليها لفترة طويلة جداً. هذه اللقاحات ستعلّم الجهاز المناعي التعرّف على أجزاء فيروس الإنفلونزا التي لا تتغير من سنة إلى أخرى. يمنحك اللقاح الشامل الحماية لسنوات، وربما عقود.

ما الذي يمنع من صنع لقاح عالمي ضد الإنفلونزا؟

علم الأحياء معقد جداً، لكن هناك واحداً في التجارب السريرية. الآن الأمل هو أن تعمل هذه اللقاحات بالطريقة التي نريدها. لسوء الحظ، لا توجد عملية سريعة ​​لمكافحة الإنفلونزا. وإذا كان هناك، فقد يكون لدينا لقاح عالمي للإنفلونزا الآن. لكنها كانت ذات أولوية منخفضة جداً.

ما هي أفضل طريقة لحماية أنفسنا من الإنفلونزا؟

قال تقرير الصحيفة إن ما هي أفضل طريقة لحماية أنفسنا من الأنفلونزا هي الحصول على لقاح الانفلونزا. يحمي اللقاح كذلك الأشخاص الآخرين من حولك عن طريق منعك من الإصابة به ونشره - لذلك قد ينتهي بك الأمر إلى إنقاذ حياة شخص ما. تساعد الأشياء التي تعمل مع فيروس كوفيد في علاج الإنفلونزا أيضاً، بما في ذلك ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي. ومن المحتمل كذلك أن يكون غسل اليدين أكثر أهمية بالنسبة للانفلونزا مما هو عليه بالنسبة لـفيروس كوفيد. فمن المعروف أن فيروس الإنفلونزا ينتقل من خلال لمس الأسطح، لذلك خلال موسم الإنفلونزا يجب أن نتأكد من غسل أيدينا بانتظام واستخدام معقم اليدين بشكل متكرر.

قال الخبراء الذين تحدثت إليهم الصحيفة إنه من الأفضل الحصول على لقاح الانفلونزا قبل أن تصاب به، لكن لا ينبغي الحصول عليه بالضرورة قبل شهور.  يقترح الخبراء أن تتبع الأنفلونزا في منطقتك. فمركز مراقبة الأمراض والسيطرة عليها لديه موقع الكتروني يمكنك من خلاله معرفة الأماكن التي يرتفع فيها نشاط الإنفلونزا. على سبيل المثال، تبدو تكساس وجورجيا وواشنطن العاصمة سيئة للغاية الآن. لذا، إذا رأيت أن الأنفلونزا بدأت تنتشر في المكان الذي تعيش فيه، فإن الحصول على لقاح الإنفلونزا في أسرع وقت ممكن يعد أمراً ذكياً.

وقال بعض الباحثين إنه ما لم يكن هناك نشاط إنفلونزا مرتفع في المكان الذي تعيشون فيه، فيمكن الانتظار حتى منتصف تشرين الأول / أكتوبر أو في بعض الأحيان حتى أوائل تشرين الثاني / نوفمبر للحصول على لقاح الإنفلونزا. كان البعض يوقّت الجرعة للحصول على مزيد من الحماية خلال الإجازات. وقالوا أيضاً إنهم نظراً لأنهم كانوا يؤخرون تلقي جرعاتهم، فقد كانوا يرتدون أقنعة أكثر ويتباعدون اجتماعياً أكثر الآن لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

ماذا عليّ أن أفعل إذا أصبت بالأنفلونزا؟

أجاب خبراء الصحيفة أنه إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصاباً بالأنفلونزا، فمن المهم البقاء في المنزل والراحة حتى تتمكن من التحسن وتقليل فرصة إصابة الآخرين.

وإذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصاباً بالفيروس، فاتصل بطبيبك وفكر في إجراء اختبار الإنفلونزا، لأنه إذا تم تشخيص إصابتك بالأنفلونزا في وقت مبكر بما فيه الكفاية، فقد تكون مؤهلاً للحصول على مضادات الفيروسات التي يمكن أن تقلل من طول مدة المرض وشدته.

يموت حالياً في الولايات المتحدة حوالى 400 شخص يومياً نتيجة مرض "كوفيد"، ومعدلات الوفيات أقل بكثير مما كانت عليه في اللحظات السابقة للوباء. وهذا من شأنه أن يضيف ما يصل إلى أكثر من ضعف الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا في عام واحد. لدى كوفيد كذلك الكثير من التأثيرات على الجسم التي لا تسببها الأنفلونزا. يمكن أن يؤدي إلى جميع أنواع المشاكل في الأعضاء الأخرى بطريقة لا نرى الكثير مع الأنفلونزا.

ومع ذلك، نعلم أن الأنفلونزا يمكن أن تتحول إلى جائحة. لقد رأينا ذلك يحدث عدة مرات خلال الـ150 عاماً الماضية. كان أسوأ جائحة إنفلونزا عام 1918، حيث مات أكثر من 50 مليون شخص. فكلاهما فيروسان لا تريد العبث معهما.