kayhan.ir

رمز الخبر: 157897
تأريخ النشر : 2022October05 - 20:29

المسيّرات الإيرانية.. ورفض التطبيع.. عناوين رئيسية للاحتجاجات الإيرانية

 

فاطمة عواد الجبوري

هل أصبحت كلمة “ثورة سلمية” الكلمة السرية لتحويل الدول الآمنة والدول المعادية لإسرائيل إلى دول فاشلة؟ وهل تحولت هذه المفردات السامية إلى بوابة للتآمر على الدول التي ترفض التطبيع مع إسرائيل أو الاعتراف بها؟

خرجت مجموعة من الشعب الإيراني في تظاهرات “وإن كانت محدودة” لكي تعترض على الطريقة التي تتعامل معها الشرطة الأخلاقية في إيران في تنفيذ القانون. وقد جاء رد الحكومة بشكل فوري عبر الرئيس إبراهيم رئيسي مباشرةً قبل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال قمم واجتماعات الأمم المتحدة عبر الاتصال هاتفياً بأسرة الفقيدة “مهسا أميني” ومواساة الأسرة وأكد رئيسي بأن السلطات الإيرانية لن تجامل ولن تتساهل مع أي تقصير حدث خلال هذه الحادثة وعلى الجميع أن ينتظر التقرير النهائي للطبيب الشرعي.

وبعد ذلك رفعت أسرة مهسا أميني دعوى قضائية وهي تتابع الموضوع عبر السلطات القضائية وعبر المنافذ القانونية. ولكن ما نشهده اليوم من تطور للأحداث بشكل متسارع يشير بشكل واضح للغاية وغير قابل للشك بأنّ هناك أيدٍ خفية فيما يجري في إيران ولعل المتهم الأول والأخير في تمويل وتحريك هذه الأيدي الخفية ودعمها بشكل لوجستي وعسكري هي الولايات المتحدة وإسرائيل.

علينا أن نبدأ من الأحداث التي حدثت في محافظة “زاهدان”. حيث هاجمت مجموعة إرهابية تنتمي لجيش العدل (تعرفها السلطات الإيرانية جيداً) مركزاً لقوى الأمن الداخلي بمواد حارقة وأسلحة نارية متطورة سقط إثر هذا الهجوم ثلاثة شهداء بينهم قائد مهم في حرس الثورة الإيراني. ولم يكتف هؤلاء الإرهابيون بهذا وحسب بل قامت المجموعات التي تنتمي إلى هذه المنظمات الإرهابية بحرق المحال التجارية وإطلاق النار على المواطنين الآمنين هناك.

أما على جبهة إقليم كردستان العراق، فيبدو بأنّ حكومتنا الحكومة العراقية لم تجيب بشكل مسؤول على المناشدات التي أطلقتها الحكومة الإيرانية للحكومة المركزية بضرورة التعامل مع بعض المجموعات الإرهابية الناشطة في إقليم كردستان العراق وضرورة مواجهة التواجد الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق وضرورة منع تحول الإقليم إلى منصة مواجهة ضد دولة جارة مثل إيران.

المطالبات الإيرانية كانت مطالبات نابعة من ضرورة التنسيق مع دول الجوار ومنع التواجد الإسرائيلي على الحدود القريبة من إيران إلا أن حكومتنا صمتت عن هذا التواجد وهذا ما دفع إيران للدفاع عن نفسها وقادت خلال الأيام الماضية حملة واسعة ضد هذه المنظمات المدعومة من إسرائيل.

لقد استغلت إسرائيل حالة أعمال الشغب في إيران وحاولت وتحاول كل يوم تنفيذ مخطاطاتها في إيران لإخراجها من معادلة الصراع مع إسرائيل. وهذا بالطبع يأتي نتيجة تخوف وحالة هلع تعيشها إسرائيل منذ انتصار الجيش السوري على المجموعات الإرهابية بتعاون مع حزب الله وإيران وروسيا. تعززت حالة الهلع هذه من خلال تطوير إيران لقدراتها المحلية وتصنيع مسيّرات محلية الصنع ورخيصة الثمن ستغير موازين القوى في أي حرب قادمة.

أصبحت إسرائيل على قناعة تامة بأن تكنولوجيا تصنيع المسيرات وصلت إلى حزب الله اللبناني وقد قام الحزب بتنصيع المئات إن لم نقل الآلاف من هذه الطائرات. والجدير بالذكر هنا هو أن هذه الطائرات يتم تجربتها اليوم في ساحات المعارك من خلال الروس في أوكرانيا ومن خلال الإيرانيين في إقليم كردستان العراق. تحمل هذه الطائرات رسائل مهمة لإسرائيل التي صاغت مشروع إنشاء قواعد عسكرية واستخباراتية في دول جوار إيران بصورة مباشرة مثل (أذربيجان وكردستان العراق) وبصورة غير مباشرة (في الإمارات عبر المدارس الإسرائيلية وتغلغل المخابرات الإسرائيلية هناك).

كخلاصة لما تقدم، لقد أفرجت السلطات الإيرانية عن جميع المحتجين الذين لا يرتبطون مع شبكات خارجية بشكل فوري. ولكنها وبحسب تصريحات مسؤولين هناك تواجه شبكة كبيرة داخل إيران مؤلفة من أكثر من 45 ألف عنصر وهي قبضت على عدد كبير منهم. ولذلك فإن المعركة ضد الإرهاب والمخطط الإسرائيلي مستمرة في الداخل والخارج لحين القضاء على هذا المشروع القذر.