kayhan.ir

رمز الخبر: 157712
تأريخ النشر : 2022October01 - 20:07

لا تغيروا شكل القضية!

 

حسين شريعتمداري

1 ـ نُقل عن رسول الله (ص)، بان "لا يلسع المؤمن من جحر مرتين " وللاسف ترانا نُلسع من جحر واحد ليس فقط مرتين وحسب بل عشرات المرات ولا يستبعد ان نلسع عشرات المرات مرة اخرى من نفس الجحر! ففي اي مكان في العالم شهدتم او سمعتم بان تموت امرأة، وكل الادلة تؤكد ان موتها كان طبيعيا، ورغم ذلك، يقدم رئيس الجمهورية تعازيه لعائلتها ويرسل وفداً لتقصي الامر و... وبعد ذلك تخرج مجموعة اعتراضا على موتها الى الشوارع، لتحرق سيارات الاسعاف، ويقتل الناس، وتحرق الاموال العامة، ومهاجمة المساجد لتحرق المصاحف، ويذبح رجل الشرطة، وتسلب المرأة حجابها بالضرب والشتم، و... وارتكبوا عشرات الجرائم الاخرى؟! فاين تجدوا تماهياً بين هكذا حادث وهكذا رد فعل؟! واي انسان يمتلك ادنى حس ومشاعر يعلق هذه الفوضى والغوغائية على قضية موت السيدة "مهسا اميني"؟!

ان دخول اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والكيان الصهيوني و... على الخط قبل ان يكون امراً مستغرباً هو امر يثير الضحك، اليس كذلك؟! فيما نشهد دولا تلوثت سجلاتهم بقتل الملايين لمطالبتهم بحقوقهم، كما ويطلقون النار في الشوارع على مواطنيهم ليردوهم قتلى، فيما يعدمون مئات النساء في البيوت، وهذه الدول داعمة لكل جماعة ارهابية وكل حاكم دكتاتور مستبد ومازالت تدعم هؤلاء الارهابيين والمستبدين و... نجد هذه الدول تذرف دموع التماسيح على موت السيدة "مهسا اميني"!

2 ـ وبالامس اصدرت وزارة الامن بياناً، تشير فيه الى اعتقال 260 شخصا من المتورطين الاساسيين في اشعال اعمال الشغب، وتنوه لبعض برامجهم الفظيعة والتي تم إفشالها. ومن بين المعتقلين تسعة اشخاص من جنسيات اوروبية، و49 عضواً في زمرة المنافقين، و77 مرتزقا من جماعة كومله الارهابية، والحزب الديمقراطي، وبجاك، وباك، حيث كان عدد من زعمائهم يشاركون في هذه الاغتشاشات، وكذلك من بين المشاركين 28 عنصراً من الاشقياء والاوباش، وخمسة من عناصر تنظيم داعش التكفيري، وبحوزتهم عشرات الكيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، و92 شخصا من دعاة الملكية و... فمن خططهم كان تفجير الطائرات، ومهاجمة المواكب الحسينية، وهكذا باختلاق حالات من التفجير واطلاق النار بين الغوغائيين واتهام النظام بذلك، وهو ما تم افشاله من قبل جنود صاحب الزمان(ع) في وزارة الامن. فهل كل هذه الخطط لقتل الناس تصب في الاحتجاج على موت مهسا اميني؟!

3 ـ وفي نفس السياق، فان دعم اعمال الشغب والغوغائيين من قبل بعض الساسة والاحزاب السياسية وعدد من الفنانين والرياضيين الذين اعتلفوا من مائدة هذه البلاد العريضة، حتى نالوا حطام الدنيا وزبرجها، لهو من الجرم الواضح، الذي ينبغي ان لا يسكت عنه.

ان بعض الشخصيات السياسية الداعمة للغوغائيين لهم ملف اسود في مواكبة الاجنبي لاسيما اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني، اذ يمكن حصر جانب من تماهيهم مع الاجنبي في دعوة اميركا لفرض عقوبات على ايران، والاعتراض على المجاهدين لقتالهم عصابات داعش، والملف المفتوح للفساد الاقتصادي، وهو غيض من فيض.

الى جانب ذلك فان بعض ما يصطلح عليهم أرباب الفضاء الافتراضي الداعمين للفوضويين، وماض سيئ في ايجاد بيوت الدعارة، والقمار، والاعتداء على النساء والبنات، والفساد المالي و... اذ ينتاب المراقب الخجل في تصفح ملفاتهم السوداء. وبالطبع فان غالبية الجماعات المذكورة اعلاه هم من المؤمنين والملتزمين الاوفياء للوطن وللشعب.

4 ـ وهنا يطرح السؤال الآتي نفسه، هل يبقى ادنى شك في ضرورة محاكمة ومعاقبة هؤلاء بتهمة الاضرار بالمال العام، والتبعية الواضحة للاجنبي، والمشاركة في قتل المواطنين ولاسيما تهيئة الارضية لاجراءات فظيعة كان العدو قد هيأ لذلك في ضرب الشعب ـ وهو ما اماطت وزارة الامن بالامس اللثام عنه ـ؟!

والآن وبعد ان اعربت الملايين من ابناء الشعب عن امتعاضهم من هذه البؤر الفاسدة المنحلة، والاصرار على محاكمتهم، وشددت الاجهزة المعنية على محاكمتهم ومعاقبتهم، فان هذا التيار المذكور يدعو الى تغيير شكل القضية، في الاصرار على انزال هذه الجرائم الفظيعة التي ارتكبت بمستوى الاعتراض! ولا يريدوا ان يبينوا في اي بقعة من الارض ومنذ متى يعتبر قتل الناس في الازقة والاسواق، وحرق المال العام، وذبح رجال الشرطة، واحراق المصاحف وسيارات الاسعاف و... يعتبر كل ذلك نوعا من الاعتراض؟!

ان بيان وزارة الامن يعكس عمق الجرائم التي ارتكبت ومدى وسعة الفضائع التي خمدت، من بينها، اولئك الشخصيات السياسية سيئة الصيت، كذلك الرياضيين والفنانين، الذين دعموا الفوضويين وحالات القتل للناس وحرق الاموال العامة و النهب و... هو قسم لا ينفصل من ادوات هذه الجرائم.