kayhan.ir

رمز الخبر: 157456
تأريخ النشر : 2022September21 - 21:15
الاستكبار العالمي كان الطرف المقابل في حرب الثمانينات..

قائد الثورة الاسلامية: بلغنا مرحلة قوة الردع ولا تقلقنا التهديدات

 

 

 

*ثلاثية الاقتدارالعظيم للثورة الاسلامية وقيادة الإمام الخميني والخصائص البارزة للشعب حولت التهديدات الى فرص

 

*الدفاع المقدس كان زاخرا بالاثارة والاحداث والمعاني والفوائد وكان من الأحداث التي لها تأثير على امسنا ويومنا وغدنا

 

*الهجوم العسكري على ايران لم يكن غير متوقع لقد هاجمنا صدام ولكن خلفه كان يقف الاستكبار العالمي

 

*الاستكبارالعالمي لايطيق وجود شعب لا يخاف من أميركا حيث تمتلك القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية

 

 

*شعبية واقتدار القوات المسلحة ستستمر طالما تحافظ على حركتها إلى الأمام بنفس الزخم الذي كانت عليه

 

طهران-كيهان العربي:-صرح قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان الاستكبار العالمي كان الطرف الاخر في الحرب المفروضة (1980-1988) من قبل نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ، مؤكدا بان فترة الدفاع المقدس اثبتت بان صون البلاد وقدرتها على الردع امام العدو يتحققان بالمقاومة.

وخلال استقباله صباح امس الاربعاء حشدا من قادة ورواد الدفاع المقدس (في مواجهة الحرب العدوانية المفروضة من قبل نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة 1980-1988) على اعتاب أسبوع الدفاع المقدس، في حسينية الإمام الخميني (رض) ، اعتبر سماحته رواد الدفاع المقدس مصداقا للآية الكريمة "السابقون السابقون" وقال: ان هؤلاء  أدركوا الحاجة قبل غيرهم واندفعوا إلى ميدان الجهاد لتلبية هذه الحاجة.

واعتبر تكريم رواد الدفاع المقدس واجبا على الجميع وأضاف: "الدفاع المقدس كان زاخرا بالاثارة والاحداث والمعاني والفوائد وكان من الأحداث التي لها تأثير على امسنا ويومنا وغدنا ، لذا ينبغي ايلاء الاهتمام والاحترام بالتاكيد لرواد الدفاع المقدس.

واشار الى مضي اكثر من 30 عاما على انتهاء الحرب المفروضة واضاف: عندما نكون في خضم الحادث لا نستطيع رؤية أبعاده ، وفي تاريخنا تعد هذه الفترة من الزمن (فترة الدفاع المقدس) فترة باهرة. إنكم رواد الدفاع المقدس تعرفون الكثير عن قضايا الدفاع المقدس ، لكن الجيل الجديد لا يعرف الكثير عنها لذا علينا أن نجعل الجيل الجديد يعرف ويفهم قضايا تلك الفترة مثلكم. هذا ما أتوقعه من نفسي ومن الآخرين.

وفي إشارة إلى تقرير رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة حول تعزيز ونشر قيم فترة الدفاع المقدس ، أكد قائد الثورة أن وقائع الدفاع المقدس يجب أن تصل إلى اسماع الشباب.

وقال: الحقائق التي نوليها اهتمامًا في دفاعنا المقدس لم تعد مجرد ادعاءات. يوما ما كنا ندعي بأن جميع القوى العالمية تقاتلنا ولكن الآن ، هذا الكلام ليس مجرد ادعاء، اذ تنشر اليوم وثائق من الشرق والغرب في هذا الصدد ، تثبت ادعاءنا.

وصرح القائد العام للقوات المسلحة بان الهجوم العسكري على البلاد لم يكن غير متوقع. نعم هاجم صدام ولكن خلفه كان يقف الاستكبار العالمي. كما شجعته دول الاستكبار وأعطته الضوء الأخضر ووعدته بتقديم الدعم له ونفذت وعدها واضاف: ان هجوم هذه الدول على النظام الثوري كان طبيعيا تماما لانها كانت غاضبة من الثورة الاسلامية بشدة. هذه الثورة فعلت أشياء لم ندركها كثيرا في ذلك الحين ، لكن الاستكبار العالمي لاحظها. لم تكن هذه الثورة مجرد هزيمة سياسية مؤقتة للاستكبار بل كانت تهديداً لإمبراطورية نظام الهيمنة.

وقال سماحته: لم يكونوا يطيقون اطلاقا وجود شعب لا يخاف من أميركا والقوة العسكرية والسياسية والاقتصادية التي كانت تحكم العالم في ذلك الوقت. هذا النظام السياسي تبلور في مكان كان نقطة الأمل والاعتماد والجشع الكامل لأميركا. لذلك كانوا يسعون وراء الانتقام وتوجيه الضربة. اذ قاموا باجراءات مثل محاولة الانقلاب والهجوم الجوي في طبس وتحريض القوميات لكنهم لم يحققوا شيئا من وراء ذلك لذا كان عليهم شن حرب عسكرية من قبل أحد الجيران.

واضاف: لقد كان امرا لا يطاق بالنسبة لهم ان يقف شعب وبلد مستقل عن إمبراطورية نظام الهيمنة ويقول كلاما جديدًا، وان لا يخاف شعب من اميركا وقدراته السياسية والاقتصادية ، لذلك ، كان عليهم الانتقام وتوجيه الضربة المقابلة ، كان لا بد من فرض حرب عسكرية ، وكان لا بد من فرض حرب عسكرية شاملة من قبل أحد الجيران.

وقال القائد العام للقوات المسلحة: في ذلك الوقت كنت في وزارة الدفاع. المسؤولون العسكريون رفيعو المستوى تكهنوا ببعض الامور، لكن القوى الثورية لم تكن تتصور وقوع مثل هذا الهجوم الشامل ، أولئك الذين كانت لديهم خبرة أكثر منا توقعوا مثل هذا الهجوم.

واشار الى أن البعض اليوم يقولون لماذا خضتم الحرب مع العراق أو لماذا استمرت الحرب بعد تحرير خرمشهر واضاف: أن الحادثة المريرة التي وقعت في نهاية الحرب كانت بعد قبول القرار (598 الصادر عن مجلس الامن الدولي) اذ أن العراق كان قد ذهب الى ما وراء الحدود لكنه هاجم مرة أخرى ثم تم تنفيذ هجوم مرصاد (شنت قوات زمرة "خلق" الارهابية هجوما توغلت من خلاله في محافظة كرمانشاه غرب البلاد بدعم من نظام صدام بعد قبول ايران بقرار وقف اطلاق النار وتم التصدي لهذا الهجوم والقضاء على قوات الزمرة العميلة في العمليات التي اطلق عليها "مرصاد").

وأوضح قائد الثورة الإسلامية: إنهم يتصورون بأننا لو تنحينا جانبا (القبول بوقف اطلاق النار) بعد قضية (تحرير) خرمشهر فان الحرب كانت ستنتهي، لكن الأمر ليس كذلك. مثل هذه التصريحات اعتباطية ووجهات نظر غير مسؤولة. انهم كانوا يريدون القضاء على الثورة الإسلامية.

واكد القائد العام للقوات المسلحة بأن العناصر الثلاثة المتمثلة بالاقتدار العظيم للثورة الاسلامية وقيادة الإمام الخميني والخصائص البارزة للشعب الايراني، حولت هذا التهديد الى فرصة.

وطرح قائد الثورة السؤال التالي وهو "يجب أن نرى ما هي أهداف هجوم صدام علينا؟" وقال: في المرحلة الأولى كان هدف صدام تقسيم البلاد وفصل خوزستان عن البلاد. حسنًا ، قام سكان خوزستان بأحد أفضل الدفاعات بأنفسهم. نعم ، ذهب الناس من جميع أنحاء البلاد إلى خوزستان ، ولكن في خوزستان نفسها ، هنالك شخصيات مجاهدة بارزة مثل علي هاشمي من بين الشخصيات الدفاعية من الطراز الأول.

وأضاف: من الأهداف الاخرى (للهجوم) اركاع الشعب الايراني. أرادوا الاطاحة بالجمهورية الإسلامية وتغيير مصير إيران. أرادوا خنق صوت الشعب الإيراني. كان للشعب الايراني رسالة جديدة للعالم. أرادوا ألا تصل هذه الرسالة ، وهي رسالة المقاومة والصمود وعدم الاستسلام امام الغطرسة والتمييز الدولي.

وتابع: لقد أرادوا أن تاخذ الدول الأخرى درسًا مفاده أنه إذا ثار أحد على اميركا فسوف يتم قمعه مثل الشعب الايراني، وكان الهدف النهائي والأساسي إغلاق باب المقاومة ، لكن رد الشعب الايراني انه احبط كل هذه الأهداف وتحقق العكس من اهدافهم تماما.

وقال سماحته حول إنجازات فترة الدفاع المقدس التي تحققت للشعب الإيراني: إن وحدة الشعب كانت من إنجازات الدفاع المقدس. في ذلك الوقت كانت إحدى المشاكل هي الخلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بسبب سوء تصرفات الرئيس ، كما عملت الزمر على تشتيت وحدة الشعب وجعله في اطار مجموعات ، لذا فان الدفاع المقدس وحد الشعب ، واصبح الجميع في خدمة الدفاع المقدس.

واكد قائد الثورة بأن العناصر الثلاثة وهي قدرة الثورة وقيادة الإمام والخصائص البارزة للشعب الايراني حولت التهديد الكبير المتمثل بالحرب إلى فرصة كبيرة. وقال: هذا هو أحد الفصول الحماسية للدفاع المقدس ، والذي يحتاج إلى الكثير من العمل في هذا المجال. الفرص التي توفرت للبلاد نتيجة الدفاع المقدس غير معروفة للكثيرين من ابناء الشعب.

واضاف: ان احدى حالات تبديل التهديد الى فرصة في الدفاع المقدس هي مسالة الاقتدار العسكري للبلاد. فحينما اندلعت الحرب لم يكن وضعنا جيدا من الناحية العسكرية فالجيش كان قد تضرر قبل الثورة والحرس الثوري لم يكن قد اكتسب القوة بعد. الدفاع المقدس كان من جانب اختبارا لوفاء جيش الجمهورية الاسلامية للنظام الاسلامي ومن جانب آخر تبلور الحرس الثوري كحقيقة باهرة.

وأكد القائد العام للقوات المسلحة أن الدفاع المقدس أصبح ساحة لظهور المعتقدات الدينية والمعايير الأخلاقية للشعب الايراني، وقال: في ظل فترة الدفاع المقدس زادت شعبية القوات المسلحة وشعر الناس بالأمان ، وهذا الشعور بالأمان مهم جدا. لقد تقدمت قواتنا المسلحة بشكل جيد حتى اليوم ولكن ينبغي على الدوام الاخذ بنظر الاعتبار خطر التوقف لان التوقف يعني التخلف فالعدو يتحرك الى الامام دوما.

وخاطب قائد الثورة القادة العسكريين في كل من الجيش والحرس الثوري الذين حضروا هذا الاجتماع قائلا: إن شعبية واقتدار القوات المسلحة سيستمر فقط طالما أنها تحافظ على حركتها إلى الأمام بنفس الزخم الذي كانت عليه. 

وأكد بان البلاد اليوم بلغت مرحلة الردع وتشعر بالقوة ولا يوجد قلق من ناحية التهديدات الخارجية وأن الأعداء يدركون ذلك أيضًا. واضاف: لحسن الحظ أن البلاد وصلت اليوم إلى مرحلة الردع. يعني أن الوضع العسكري للبلاد وصل إلى نقطة لا تخشى فيها التهديدات الخارجية والأعداء يعرفون ذلك. في سلسلة التحركات العسكرية التي استمرت ثماني سنوات في أحداث الحرب ، كان هناك شعور ملحوظ بالتخطيط والعقلانية. بعض الطرق والأساليب المستخدمة في الدفاع المقدس كانت مبادرات يمكن تدريسها.

واكد بان دفاع المقدس اثبت بان صون البلاد يتحقق بالمقاومة، وقال: الدفاع المقدس أوضح للشعب الايراني مبدأ أن حماية البلاد تتحقق بالمقاومة وليس بالاستسلام.

وفي إشارة إلى استخدام مبدأ المقاومة في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية ، قال قائد الثورة الإسلامية: أولاً ، هذه المقاومة الذكية ادت الى الثقة الداخلية والاعتماد على الذات لدى النشطاء السياسيين والثقافيين ، وثانياً ، علمت العدو ان ياخذ في حساباته دائمًا قوة إيران الداخلية في الاعتبار ، لأننا بهذه الروح تمكنا من هزيمة العدو في كثير من الحالات ، مثل الضغوط القصوى أو مشروع الشرق الأوسط الجديد ، أو مهاجمة الحدود الجوية والبحرية ، بما في ذلك إسقاط طائرة العدو المعتدية (الطائرة المسيرة آر كيو-4 غلوبال هوك) أو توقيف السفن المرتكبة لمخالفات.

وأشار إلى تأكيده المتكرر على ضرورة السرد الصحيح ، وقال: إن الأنشطة التي تم تنفيذها في هذا المجال حتى الآن جيدة ، لكنها كلها بنية تحتية ويجب مراعاة مخرجات العمل.

وشدد آية الله الخامنئي على أنه إذا حدث هذا الشيء المهم فسيكون النجاح مؤكدًا في المستقبل في مختلف المجالات ، مضيفًا: إن وجود الشباب الذين ذهبوا إلى ساحة الدفاع عن مراقد اهل البيت (ع) واستشهد بعضهم كان الأثر الحقيقي للسرد الصحيح لأن هؤلاء الشباب لم يروا مرحلة الدفاع المقدس.

وأشار القائد العام للقوات المسلحة إلى محاولة العدو إنكار النقاط اللامعة للدفاع المقدس والمبالغة في اظهار بعض نقاط الضعف المحتملة ، وقال إنهم يحاولون من خلال عمل "ثقافي ودعائي واعلامي" مكثف لاظهار بريق الاستكبار الزائف للشباب والتعتيم على مراراتهم ونقاطهم السوداء ومن ناحية أخرى العمل عبر اخفاء نقاط القوة ومنجزات الدفاع المقدس ، لتوفير الارضية لخوف الناس من قدرة وهيبة الاستكبار الظاهرية، مما ينتج عنه الخوف من العدو في المجال السياسي وتدني احترام الذات أمام العدو في المجال الثقافي.

وفي ختام تصريحه دعا قائد الثورة الإسلامية إلى ضرورة الرد على الروايات الكاذبة والمشوهة عن الدفاع المقدس ومبدأ الثورة الإسلامية ، وأضاف: الأميركيون والصهاينة مشغولون بتاليف الكتب وإنتاج الأفلام في هذا المجال ، الأمر الذي يستوجب الاستعانة بالمثقفين والفنانين لاتخاذ الإجراءات والخطوات المناسبة ضدهم.

هذا وأكد رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء "محمد باقري" أن الحرب المفروضة (حرب نظام صدام على ايران للفترة 1980 الى 1988) أصبحت رأسمالا خالدا لإستمرار تقدم وتطور ايران بعد 4 عقود من انتصار الثورة الاسلامية.

وقد جاء ذلك في الكلمة التي القاها اللواء باقري لدى استقبال قائد الثورة الاسلامية جمعا من قادة ورواد الجهاد والشهادة في مرحلة الدفاع المقدس.

وأشار هذا المسؤول العسكري في كلمته الى أن طاغية العراق فرض الحرب على الشعب الايراني في الوقت الذي كان قد خرج لتوه من مخالب النظام العميل للاستكبار العالمي بفضل القيادة الحكيمة للامام الخميني طاب ثراه والتضحيات التي قدمها هذا الشعب للخلاص من هيمنة المستكبرين.

وأضاف هذا المسؤول العسكري قائلا: إنه من دواعي الشرف أنه في الخطوة الثانية للثورة الإسلامية وعشية الذكرى الثانية والأربعين لملحمة المقاومة وانتصار الأمة الإيرانية في الدفاع المقدس، الذي يضمن كرامة وهوية وأمن وشرف ومجد الشعب الإيراني العظيم وقيمه السامية للثورة الإسلامية يتم تكريم صانعي الجهاد والشهادة.

وأشار اللواء باقري الى ثالث مناسبة لتكريم مليون قائد ومسطري الملاحم البطولية في تلك المرحلة العصيبة والتي تبعث على فخر واعتزاز الشعب الايراني لصموده المشرف الذي سجله في الدفاع والمقاومة أمام الاعداء.