kayhan.ir

رمز الخبر: 156291
تأريخ النشر : 2022August31 - 20:29

مماطلة الاميركان والاوروبيين رهان خاسر

 

بعد ثمانية اشهر من المفاوضات الجادة بين ايران ودول (4+1) في عهد الرئيس ابراهيم رئيسي الذي اكد منذ البداية على فصل هذا الملف عن اقتصاد البلاد لازالت هناك نقاط رئيسة عالقة وانما ما اتفق عليه هي قضايا هامشية بالرغم من ان ايران حققت انجازات مهمة في هذا المجال حيث استطاعت ان ترغم الاميركان والاوروبيين على ابعاد ملف الصواريخ والدور الايراني في المنطقة من المفاوضات فضلا عن انها لم تعر أية اهمية للمهل التي كانت تحددها هذه الدول لايران للقبول باقتراحاتها مما تضطر لاحقا لسحبها.

وما تطرق اليه الرئيس رئيسي في مؤتمره الصحفي بمناسبة مرور عام واحد على تسلمه السلطة حول مفاوضات فيينا، يدلل على ان هناك قضايا اساسية لازالت عالقة ولم يتم التوصل اليها وهي نقاط رئيسية كرفع العقوبات نهائيا ومسألة الضمانات واغلاق الملف النووي في الوكالة الدولية للطاقة نهائيا وهكذا مهزلة الضغوط الصهيونية وهذا يعني بان الاميركان والاوروبيين لازالوا يماطلون ويعرقلون الوصول الى الحل الذي يرضي جميع الاطراف ومنها ايران التي تستعيد بذلك كافة حقوقها النووية مع الحصول على ضمانات ملموسة لمنع الادارة الاميركية القادمة من التملص من الاتفاق ثانية.

لكن يبدو من سير المفاوضات ان الجانبين الاميركي والاوروبي رغم حاجتهم الماسة للطاقة ولايران في هذا المجال غير جادين للوصول الى الحل عبر ابقاء الملف النووي الايراني مفتوحا في الوكالة الدولية للطاقة للضغط باستمرار على ايران ومنعها من الاستفادة الاقتصادية من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، لكن على هذه الاطراف ان تدرك جيدا انها ليست في موقع وظروف تستطيع فرض شروطها على ايران وهذا ما ثبت بالتجربة في الماضي اما ما تواجه هذه الاطراف اليوم من ظروف قاسية عقب الازمة الاوكرانية تجعلها في موقف اضعف وعليها ان تعيد حساباتها و هي مقبلة على شتاء قارص فضلا عن التضخم المتزايد التي تواجهها.

فاستنجاد الرئيس ماكرون بالرئيس رئيسي للتوسط لدى روسيا بهدف انهاء الازمة الاوكرانية التي باتت تخنقهم دليل واضح على انهم يمرون بظروف صعبة يريدون الخروج منها. لكن ما يواجهونه اليوم من صعوبات جمة هي نتيجة انقيادهم لاميركا وعدم امتلاكهم لقرارهم المستقل اي بعبارة اخرى هم ضحايا السياسة الاميركية الخبيثة التي تستخدمهم كاوراق في حرب الوكالة وهذا يعود لضعفهم وهشاشة مواقفهم وهو بالتالي يضعف من مكانتهم واعتبارهم في الساحة العالمية ويخدش استقلالهم وسيادتهم في وقت يعتبرون انفسهم في زمرة الدول العظمى!

فعلى الدول الاوروبية وفي المقدمة اميركا ان تعي هذه الحقيقة ان الضغوط على ايران لم ولن تجديها نفعا ولم تكسب منها اي تنازلات بل على العكس سيزيدها اصرارا على نيل حقوقها النووية كاملة عبر اتفاق عادل ومستديم وهذا ما سيتحقق باذن الله لان هذه الدول هي اليوم احوج الى هذا الاتفاق من ايران التي تكيّفت مع ظروفها الاقتصادية في وقت ان هذا الدول تواجه ازمات تزداد شدة كلما اقتربت من فصل الشتاء الذي سينهكها تماما.