العراق ينجو من الفتنة والصدر يضع الكرة في ملعب القوى السياسية
عاد العراق عن حافة الفتنة التي وصل إليها، بفضل تدخل زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الذي أعطى انصاره يوم امس الثلاثاء مدة ساعة للانسحاب من ساحات الاعتصام والمنطقة الخضراء، راميا الكرة بذلك في ملعب القوى السياسية التي من المهم ان تتحرك سريعا لتشكيل حكومة تفضي الى تصحيح الأمور قبل اشتعال فتنة أخرى.
السيد الصدر قال بأنه كان يأمل لو كانت التحركات في الشارع لمحاسبة الفاسدين سلمية وتخرج بالاكفان، معتبرا ان العراق كان أسير الفساد فأصبح مع هذه الاحداث اسير الفساد والعنف وقال: "الثورة" التي يشوبها العنف أو القتل ليست بثورة وبئس الثورة.
ورغم ان الامور انتهت قبل الوصول الى نقطة اللاعودة فإن القوى السياسية العراقية اليوم اصبحت مطالبة بالمزيد خاصة مع تأكيد السيد الصدر في مؤتمره الصحفي، الذي ألقاه من الحنانة في النجف، على اعتزاله السياسة (حتى انه رفضه الاجابة على أي سؤال سياسي طرحه الصحفيون)، وبالتالي تصبح خيارات القوى السياسية ضيقة أكثر حيث انها يجب ان تراعي التيار الصدري وجمهوره في أي خيارات آتية تتعلق بتشكيل الحكومة.
المواقف السياسية تسارعت بالظهور يوم أمس بعد زوال غيمة الفتنة عن العراق -التي للأسف بدا واضحا في بعض وسائل الاعلام العربية انها لم ترد زوالها- فرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لوح بترك المنصب في حال استمرار الصراع السياسي منددا بحمل السلاح واستخدام الصواريخ في المنطقة الخضراء ، الرئيس العراقي برهم صالح اعتبر ان "اجراء انتخابات مبكرة وفق توافق وطني يمثل مخرجا للأزمة منوها الى ان " استقالة الكتلة الصدرية تركت آثارا سياسية واجتماعية".
أمين عام عصائب اهل الحق قيس الخزعلي دعا لتشكيل الحكومة العراقية بأسرع وقت، معتبرا ان “هذه المسألة هي الحل الجذري للبدء بمعالجة المشاكل في العراق”، من جهته اكد رئيس تحالف الفتح في البرلمان العراقي "هادي العامري"، على ان "مبادرة السيد مقتدى الصدر شجاعة وتستحق التقدير والثناء وقد جاءت في لحظة حرجة يراهن فيها الأعداء على توسيع حالة الاقتتال بين الأخوة"؛ داعيا جميع القوى الوطنية للتعاون بهدف الخروج من الانسداد السياسي.
من الواضح ان الحوار هو الحل الوحيد للخروج من الانسداد السياسي الذي يعيشه العراق، عبر التكاتف بين القوى السياسية العراقية واليقظة والحذر من قبل القوى الامنية والحشد الشعبي الذي حافظ على هدوئه وثباته في الاحداث الاخيرة، والوصول بسرعة الى صيغة مرضية لتطلعات الشارع العراقي تجنب البلاد "الفتنة" وتحصنه من أي انفلات أمني لاتحمد عقباه.
العالم