kayhan.ir

رمز الخبر: 156154
تأريخ النشر : 2022August29 - 21:06

لا خوف على العراق بوجود المرجعية

 

ما اعتاد عليه العراق تاريخيا خاصة عندما يمر في ظروف مستعصية التي توصد فيه الابواب من جميع الجهات، هو ان تتدخل المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف كصمام امان لحسم الموقف ووضع الامور في نصابها لكي لا تنفلت من عقالها لان العراق يمر  اليوم في وضع صعب للغاية بسبب التدخلات الخارجية سواء الدولية او الاقليمية وكذلك الانسداد السياسي الحاصل نتيجة لعدم التوصل الى تفاهمات بين الاطراف المختلفة على تشكيل الحكومة وهذا مازاد الاوضاع سوء والذي ادى امس الى انفجار الشارع الذي غذته القنوات المشبوهة التي هي اجندة جاهزة حين الطلب تستخدمها القوى الدولية للاستثمار في تفجير الساحة العراقية خدمة لمصالحها التي هي بالتاكيد تتعارض مع مصالح العراق وشعبه.

ما جرى بالامس  في العراق من فوضى كان خطير جدا على حاضر العراق ومستقبله وكادت الامور  لاسمح الله ان تنزلق الى صدامات دموية وبالتالي كادت تتجه الى حرب اهلية تحرق  الاخضر واليابس ولو لا  تكاتف الجهات المخلصة للعراق لانزلق الوضع باتجاه كارثي لا يحمد عقباه، لان خطورة التناحر الداخلي وتداعياته هو  اخطر بكثير من مواجهة الاحتلال وداعش لان الاخيران عدوان مكشوفان يجب مواجهتهما شرعا وعرفا كواجب وطني وديني حيث تنال فيه الشهادة اما ان يقف المواطن العراقي بوجه اخيه المواطن الاخر فهذه كارثة وما بعدها من كارثة حيث ستسفك الدمار هدرا وبلا هدف وتصب في صالح الاجنبي المتربص بالعراق.

فاليوم القضية تختلف جذريا وتمس العراقيين بالصميم ولايمكن السكوت على ما يجرى في المشهد العراقي حتى بالنسبة لدول الجوار والمنطقة بشكل اعم، لان زعزعة امن العراق واستقراره لا يقف عند حدوده بل يؤثر على جميع دول المنطقة.

فالوضع المشحون والملتهب في العراق الذي تقف خلفه الدوائر الدولية والاقليمية القذرة بهدف كسر العراق وتمزيقه وجره للتطبيع وهذا ما ظهر جليا يوم امس حينما سخرت هذه القنوات بكل ما اوتيت من قوة لتحريض الشارع العراقي عبر بث الدعايات المغرضة والاخبار المفبركة لدفعه الى التصادم والاحتراب لكنها خسأت واندحرت وخاب ظنونها.

واليوم على العقلاء واصحاب القرار في العراق ان يدفعوا جميع ابناء الشعب الى الالتزام والتهدئة وترك الشارع وتشجيع الاطراف المختلفة الى اجراء الحوار والتفاهم والاتفاق على مشروع وطني يخدم الجميع وهذا لا يتم الا عبر الترفع وتقديم التنازلات ومن جميع الاطراف خدمة للمصالح العليا للبلاد.

فالعراق ولله الحمد بلد ثري بامكاناته المادية والبشرية لذلك لا خوف على مستقبله ويستطيع عبر تعبئة الشعب وكوادره وخبرائه ومختصيه ان يستعيد عافيته في اقرب وقت ويعمر البلد على احسن وجه.

وما يطمئنا ويطمئن الجميع وفي المقدمة الشعب العراقي ان المرجعية الرشيدة والواعية في النجف الاشرف والمتمثلة اليوم المرجع السيستاني لم ولن تتخلى يوما عن مسؤوليتها الجسيمة التاريخية في الحفاظ على العراق وشعبه اذن لا خوف على العراق بوجود المرجعية الرشيدة.