الاتفاق النووي الايراني.. هستيريا اسرائيلية وسباق لتبادل الشتائم !
أشعلت الانباء المتداولة حول مفاوضات احياء الاتفاق النووي الايراني جدلا بين قادة الاحتلال الاسرائيلي وصلت حد الشتائم وتبادل الاتهامات، ففي حين هاجم رئيس الموساد الصهيوني ديفيد برنيع نية إدارة بايدن العودةَ الى الاتفاق النووي، انتقد يائير لابيد، الذي يحاول البقاء في منصبه ويحتاج لتأييد الادارة الامريكية، تصريحات برنيع وطالبه بالتوضح، ومنهما تدحرجت الكرة الى رئيس حكومة الاحتلال الاسبق إيهود أولمرت الذي وصف نتنياهو بالثرثار والضعيف.
نتنياهو قبل يومين شن هجوما على "الاتفاق النووي الذي وصل الى مراحله النهائية «بحسب خبراء»" واصفا إياه بأنه سيء للكيان الاسرائيلي وأعاد اسطوانته المشروخة حول "ضرورة" ان يضم الاتفاق النووي مواضيع أخرى كـ"البرنامج الصاروخي الايراني"، وهو شيء حاولت امريكا مرارا التطرق إليه منذ زمن اوباما إلا ان الجمهورية الاسلامية أسقطته منذ البداية حيث كان موقفها واضحا وثابتا ومشددا على ان القدرات الصاروخية والدفاعية الايرانية "خط أحمر" لايمكن ان يكون على أية طاولة مفاوضات مع اي جهة كانت، وهو ماتم احترامه من قبل الفريق الايراني المفاوض على مدى فترة المفاوضات سواء في الحكومة السابقة او الحالية.
لا شك ان تصريحات نتنياهو البالية ضد ايران هي ذاتها تلك التي لطالما استخدمها ضمن دعايته السياسية في الكيان الاسرائيلي، لكن الرد على نتنياهو جاء صاعقا من قبل رئيس حكومة الاحتلال السابق أولمرت الذي حمل نتنياهو مسؤولية "تطور البرنامج النووي الايراني" عبر دفع الادارة الامريكية السابقة (ادارة ترامب) الى الخروج من الاتفاق النووي الموقع عام (2015)، بل ووصف اولمرت نتنياهو بالثرثار والضعيف نافيا ان يكون لدى الكيان الاسرائيلي القدرة على شن حرب ضد ايران أو مواقعها النووية.
أولمرت استبعد ان تكون لدى نتنياهو أي معلومات عن الاتفاق النووي الذي مازال يجري التفاوض حوله ، مؤكدا ان تصريحات نتنياهو ليست سوى كلاما فارغا، ونوه الى انه قد يكون لدى رئيس الموساد بعض المعلومات مضيفا ان غانتس (وزير الحرب الاسرائيلي) هو الآخر ذهب الى الولايات المتحدة ليحصل على المزيد من المعلومات، ورجح كبار المحللين السياسيين على شاشات الاعلام الاسرائيلي ان يكون أولمرت (الذي قضى سنوات في السجن بسبب فساد مالي وأخلاقي) الاكثر صدقا بين السياسيين الصهاينة حول ما يملكه الكيان من معلومات حول المفاوضات.
على جهة أخرى من معارك الاحتلال الداخلية ابدى رئيس حكومة الاحتلال الحالي لابيد امتعاضه من تصريحات رئيس الموساد الصهيوني ديفيد برنيع الذي وصف الاتفاق الذي قد يتم التوقيع عليه بين ايران والقوى العظمى بـ"كارثة استراتيجية"، وما اثار انزعاج لابيد أكثر هو تمادي برنيع في انتقاد ادارة الرئيس الامريكي بايدن حيث اتهمها بالكذب والخداع والتخلي عن الكيان الاسرائيلي (حسب تعبيره)، وهو ماقد يعيد التوتر بين الكيان وواشنطن مجددا وهو ما يحاول تلافيه لابيد الذي يطمح لبقائه في منصبه عبر الدعم الامريكي.
تخبط قادة الاحتلال الاسرائيلي وتبادلهم الاتهامات وحتى الشتائم لمجرد الحديث عن اتفاق نووي محتمل مع ايران سببه الأصلي ما تمثله ايران من ثقل في محور المقاومة وتهديد وجودي لهذا الكيان الغاصب، والأزمة السياسية المشتعلة داخل الكيان ما هي إلا دليل على حالة الانهيار الداخلي التي يعانيها الاحتلال نتيجة حصاره من قبل محور المقاومة وان اتفاقيات التطبيع المخزية لم تفده بشيء ولن تمثل سوى حالة هروب مؤقت من مزيد من الانهيار والانقسام الداخلي حتى الزوال النهائي وعودة الحقوق إلى اصحابها بإذن الله.
العالم