السيد نصرالله: انتصار 2000 أنهى مشروع "إسرائيل" الكبرى وأسقط الجيش الذي لا يقهر
*الجمهورية الإسلامية هي القوة الاقليمية الكبرى التي يستند اليها جميع المقاومين والمظلومين في المنطقة
*الصمود الاسطوري عام 2006 اسقاط مشروع الشرق الاوسط الجديد وفشل العدو في سحق المقاومة
*حزب الله سيبقى يعبر عن مواقفه وتضامه مع الشعوب العربية في المستقبل و جاهز لتحمل التبعات
طهران-العالم:-اعلن الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ان انتصار 2000 أنهى مشروع "إسرائيل" الكبرى وأسقط الجيش الذي لا يقهر.
وخلال احتفالية "أبجدية النصر" في باحةِ عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك في اختتامِ أيام "الاربعونَ ربيعا"، أشار السيد نصر الله إلى أنَّه على مدى شهرين الاخوة والاخوات في كل مؤسسات حزب الله عملوا على شرح الجوانب المتعددة من تاريخ هذه المسيرة خلال 40 عامًا من عطاءاتها في المجالات المختلفة.
وذكر السيد نصر الله الالهام الكبير الذي قدمه الشـهيد الكبير سماحة السيد محمد باقر الصدر، كما خصَّ بالذكر سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر أعاده الله بخير لأنه كان المتصدي الأكبر والأول للشأن العام وتأسيس وقيادة المقاومة.
وأكَّد سماحته "للعالم والجميع أن مسيرتنا الجهادية هذه هي إحدى النتائج المباركة لجهاد هذا القائد الكبير(الامام موسى الصدر) وأن كلًا من حزب الله وحركة "أمل" هم أبناؤه وتلامذته الذين يواصلون دربه".
وأعرب عن التقدير لجهود العلماء الكبار وكل العلماء في ساحتنا الاسلامية الذين نشروا الوعي وأمروا بالمعروف، لافتًا إلى أنَّه "يبقى ملهمنا الأكبر وهادينا الأعظم وباعث النهضة وروح الثورة في هذا العصر سماحة الامام السيد روح الله الموسوي الخميني (ره)".
وشدَّد على أنَّ التحرير عام 2000 أنهى أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وساهم في ايجاد بنية أمنية وعسكرية للمقاومة قادرة على صنع المعادلات.
وأكَّد السيد نصر الله أنَّ من نتائج الصمود الاسطوري عام 2006 اسقاط مشروع الشرق الاوسط الجديد، وفشل العدو في سحق المقاومة بل خرجت أقوى وأشد وأصلب، إضافةً إلى المساهمة في استنهاض الناس واحياء الأمل بالنصر والقدرة على الحاق الهزيمة بالعدو.
وأشار سماحته إلى أنَّ المطلوب في المرحلة المقبلة الحفاظ على المقاومة وحضورها وجهوزيتها ولا يتصوَّرن أحد أن الحملات الدعائية والضوضاء والتوهين والاساءات والشتائم والشائعات يمكن أن تفُتَّ من عزيمة هذه المقاومة.
وأضاف: "في المرحلة المقبلة المطلوب تطوير بنية وقدرات المقاومة والتأكيد على معادلة الجيش والشعب والمقاومة لأنها أثبتت جدواها، والعمل على تحرير بقية الأرض اللبنانية المحتلة".
وحول موضع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، أشار سماحته إلى أنَّه كلنا ننتظر والاسرائيلي يتحدث كثيرا في هذه الأيام، ومن انتظر عشر سنوات ينتظر بعض الايام، وكان غانتس آخر من هدد، وكل هذه التهديدات لا قيمة لها لدينا وخطابنا واضح وننتظر الأيام القليلة المقبلة لنبني على الشيء مقتضاه".
كما أوضح أنَّ "خلال 40 عاما كنا نؤمن بفلسطين والقضية الفلسطينية ونعلن التزامنا بها بكل الوسائل وسنستمر بهذا الالتزام القاطع والجازم والحاسم ونعتبر أن قضية فلسطين هي جزء من دين هذه الأمة وشرفها وعرضها وبالتالي لا مكان للتخلي ولا الحياد والتراجع".
السيد نصر الله أوضح أنَّ حزب الله ساهم الى جانب القيادة السورية والجيش السوري وبقية الاصدقاء والحلفاء في صنع الانتصار الكبير الذي تحقق وقدم الشـهداء والجرحى ويوما بعد يوم يزداد قناعة بصحة الخيار الذي اتخذه.
وأكَّد أنَّ حزب الله سيبقى يعبر عن مواقفه وتضامه مع الشعوب العربية في المستقبل وهو جاهز لتحمل التبعات لأنَّ هذا موقف حق وتضامن يجب أن يعبر عنه.
كذلك، قال السيد نصر الله: "ساهمنا ضمن امكاناتنا بمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق واذا تعرض العراق لذلك مرة جديدة وطلب منا كما في السنوات الماضية لن نتردد في أن يذهب قادتنا واخواننا ليقـاتلوا جنبًا الى حنبٍ مع اخواننا هناك".
ورأى أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي القوة الاقليمية الكبرى التي يستند اليها جميع المقاومين والمظلومين في المنطقة.
وشدَّد على أنَّ حزب الله كان مساهمًا في تكوين وتشكيل محور المقاومة ونحن جزء منه وسنبقى جزءًا منه ونراهن عليه كمحور للقوة القادرة على مواجهة مشاريع الهيمنة والاحتلال والتسلط.
وأكَّد الأمين العام لحزب الله أنَّه "خلال 40 عامًا في لبنان تجنبنا الانزلاق الى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية وهذا ما كان يحضر للبنان في 2005 لكن تعاونا مع القوى السياسية لمنع ذهاب لبنان الى حـرب وفتنة مذهبية وهذه كانت حيثية التحالف الرباعي".
وأكَّد أنَّ حزب الله يؤمن بقوة بمبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية بين مختلف المكونات بعيدًا عن الاستئصال والالغاء ونتطلع الى دولة سيدة مستقلة حقيقية وفي قراراتها لا تخصع لا لسفارة أميركية ولا لأي هيمنة خارجية، مشيرًا إلى أنَّه "يبدو أن مستوى تدخل السفارة الأميركية في تفاصيل في الوزارات اللبنانية أكثر من اي وقت مضى ويُلتزَم ويُخضَع".
وشكر سماحته "الاخوة في سوريا خلال 40 عاما وقفوا الى جانبنا وفتحوا لنا الابواب وأمّنوا لنا الحماية السياسية والدبلوماسية والأمنية وهذا يجب أن تشكر عليه سوريا وقيادتها"،
كما شكر الجمهورية الاسلامية في ايران، ووجَّه شكرًا خاصًا لـ"آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وكل المسؤولين في الجمهورية والحكومات المتعاقبة والاخوة الأعزاء في حرس الثورة الاسلامية الذين جاؤوا في الايام الاولى في معسـكرات التدريب وقدموا في معسكراتنا شـهداء وشاهد جهادهم ونضالهم معنا هو الشـهيد الكبير الحاج قاسم".
وشكر السيد نصر الله "لشهدائنا وقادتنا الشهداء وعوائل شهدائنا لجرحانا واسرانا وللمجاهدين المقاومين وأجيال المقاومين الذين لم يخلوا الساحات كل الشكر والتحية الاعتزاز".
وتوجَّه للجيل الجديد قائلًا: "نحن نراهن عليكم وأنتم الشباب والشابات وتحملون الراية وتكملون الطريق وتحققون آمال الشهداء، وندعوكم الى الجدية في الحياة والاخلاق والالتزام والتقوى وبر الوالدين وحسن الأمانة وحسن العشرة والعلم والاختصاص لأنه على أكتافكم يحفظ التحرير ويبنى الوطن".
وختم السيد نصر الله قائلًا: "باسمكم جميعا الى قائدنا ومرجعنا وامامنا وداعمنا وراعي مسيرتنا منذ اليوم الأول سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنائي.. على مدى 40 عامًا كان دائما الأب الحنون والقائد الكبير والحكيم والشجاع ولم يتركنا في لحظة من اللحظات وفضله على المقـاومة ولبنان ومحور المقـاومة قد لا يتاح في هذه الدنيا ليعرفه الناس ونسأل الله له طول العمر والعزة والشهامة".