سؤال لاردوغان؟
مهدي منصوري
اتهم بالامس الرئيس التركي اردوغان اميركا بانها هي التي ادخلت الارهاب الى سوريا. ولكن قد غاب عن ذهنه الكثير من الاسئلة التي طرحها المراقبون وينظرون منه الاجابة عليها.
من اين دخل هؤلاء الارهابيون المرتزقة من شذاذ الدول الاوروبية والعربية الى الاراضي السورية ومن سهل مهمتهم في ذلك؟. ومن الطبيعي ان الجواب على هذا السؤال لم يكن صعبا بل لو صدر من اردوغان نفسه سيضعه في موقف محرج امام الشعب والحكومة السورية لانه يحمل ادانته فيه.
ومن أوضح الواضحات التي يعرفها الجميع ان اردوغان قد فتح الاجواء امام دخول الارهابيين الذين جندتهم اميركا وفتح لهم المعسكرات لتدريبهم وعلى أيدي الضباط الاميركان والبريطانيين ومن ثم ادخالهم الى الاراضي السورية عبر الحدود التركية. ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان الارهابيين المتواجدين في تركيا قد تظاهروا في العاصمة التركية وعلى عينك يا اردوغان بالاضافة الى المساعدات العسكرية والغذائية التي كانت ترسل اليهم في سوريا بالشاحنات والتي تم توثيقها بالصوت والصورة.
مما تقدم يعكس ان اردوغان لم يكن بعيدا عن الامر بل كانت له اليد الطولى في ذلك ولولا ما قدمة من امكانيات هائلة لما تسنى لا لاميركا ولا لاي دولة ان تتدخل في الشأن الداخلي السوري.
ولذا واذا كان اردوغان يلقي اليوم اللوم على اميركا من انها هي التي ادخلت الارهاب فليثبت صدق نواياه ويسحب كل الميليشيات الارهابية التي يدعمها في الداخل السوري والتي عاتت فسادا وارتكبت جرائم لا انسانية بحق الشعب السوري.
وتصريح اردوغان باتهام اميركا لم يأت من فراغ وانما له اسبابه المتعددة خاصة وان المخططات والمشاريع التي اعدها مع الاميركان واهمها اسقاط حكم الرئيس الاسد لم ولن تتحقق وان الاوضاع اليوم في سوريا تسير في الاتجاه الصحيح خاصة وان الاجتماعات واللقاءات بين السوريين في جنيف وغيرها قد وصلت الى مرحلة يفرض على الاميركان واردوغان ان يخرجوا مرتزقتهم وباسرع وقت وقبل من ان تحل بهم الكارثة خاصة بعد استهداف الجيش لمواقعهم بين اليوم والاخر.
اذن الصمود السوري والتعاون بين الشعب والجيش في مكافحة الارهاب والذي لم تتوقعه اميركا على الخصوص خاصة ما ينشر على صفحات الاعلام من الاحتجاجات التي بدأت تظهر في المدن السورية التي يسيطر عليها الارهابيون والتي تطالب بطرد الجيش الاميركي وعملائه ومرتزقته وكذلك ينسحب الامر على الاتراك انفسهم وكذلك منع الارتال الاميركية من الدخول الى القرى والمدن والوقوف بوجهها حتى تعود الى مقراتها بالاضافة الى الحدث الجديد وهو الاستهداف لهذه المعكسرات من قبل ابطال المقاومة الشعبية السورية.
اذن تصريح اردوغان تعكس حالة الياس الذي بدأ يتملكه اولا ولاجل ان يبرأ نفسه من الجرائم التي ارتكبها مرتزقته وجيشه من خلال القصف اليومي للقرى وقتل الابرياء من المدنيين الاطفال والنساء.
واخيرا والذي لابد من التاكيد عليه وكما صرح بالامس قادة الجيش السوري من ان الحكومة السورية قد طالبت اميركا باخراج قواتها وباسرع وقت قبل ان تحل بها الكارثة وكذلك ينسحب لامر على مرتزقة اردوغان وعندها "لات حين مناص" ولن ينفعهم الندم.