هل يعوض الاحتلال فشل عدوانه على غزة في سوريا؟
شن الكيان الصهيوني عدوان صاروخي على ريف دمشق وطرطوس في سوريا في انتهاكا للأجواء اللبنانية، ما ادى الى استشهد ثلاثة عسكريين سوريين وأصابة اخرين، ويعتبر العدوان هو الأول منذ التنديد الروسي بقصف تل أبيب لمطار دمشق الدولي.
يرى كتاب سياسيون ان العدوان الصهيوني الاخير على سوريا يختلف عن العدوانات السابقة من حيث الزمان والمكان وبعض المعطيات المستجدة، فزمنيا هذا العدوان يأتي مع وجود حكومة تصريف اعمال واقتراب الانتخابات الاسرائيلية ويريد رئيس وزراء الكيان الصهيوني يائير لابيد الظهور بانه الرجل القوي وانه يحافظ على الامن الاسرائيلي ويفترض انه يستطيع تحقيق نتائج في الانتخابات المقبلة من خلال الساحة السورية.
ويضيفون بالنسبة للمكان فاختيار طرطوس يأتي في ظل ما يحكى عن فتور في العلاقة بين روسيا والكيان الصهيوني والرسائل التي يتبادلها الطرفان بخصوص الموقف الصهيوني بشأن العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا والرد الروسي ، ما يعني ان هذا العدوان ربما يكون رسالة صهيونية لروسيا بان اليد الصهيونية ستطال المنطقة او المجال الحيوي للقواعد العسكرية الروسية في داخل سوريا.
ويشيرون الى ان هذا العدوان ومن خلال المعطيات يأتي في ظل ترسيم الحدود مع لبنان وان هذا الملف ربما ينجز في غير صالح الكيان الصهيوني وربما يريد الكيان الصهيوني تغطية هذا الخضوع ان حصل امام المقاومة ومطالب لبنان في الترسيم ويعوض ذلك بالاعتداء على سوريا، كما انه في غزة فمعركة وحدة الساحات اثبتت المقاومة الفلسطينية من خلالها ان لازالت تحت سقف معادلة سيف القدس وان الساحات يجب ان تبقى مترابطة وانه لا وقف للصواريخ قبل وقف الاعتداءات على غزة
ويضيفون ان هذا الاعتداء يأتي في خضم الحديث عن قرب توقيع اتفاق رفع اجراءات الحظر عن ايران، ما يشير الى ان هذا العدوان الصهيوني يعبر عن رفض صهيوني مبطن وغير مباشر لهذا الاتفاق الذي ربما يتم اعادة احيائه خلال الايام المقبلة، لذا فان كل هذه الامور تأتي في سياق ان هذا العدوان يختلف عن الاعتداءات السابقة وان كان في ظل سياق العدوان المستمر على سوريا.
من جانبهم يرى مختصون بالشؤون الاسرائيلية ان حين جاء الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة وللرياض لاقامة حلف شرق اوسط جديد بالمنطقة والذي يمنع قيامه واضح في حرب تموز 2006 حينما اسقط حزب الله والسيد نصرالله هذا المشروع والان محور القدس الذي يمتد من ايران الى اليمن الى العراق وسوريا ولبنان وغزة كل هذا المحور يعرقل هذا المشروع التصفوي قيام مشروع شرق اوسط جديد بادارة الكيان الاسرائيلي
ويعتقدون ان العدوان الاخير على سوريا هي رسالة واضحة للبنان لان العمق الاكثر تاثيرا على الكيان الاسرائيلي هو لبنان والجنوب اللبناني الذي يمسك عصى محور القدس من المنتصف.
بدوره يرى باحثون سياسيون انه رغم تعدد الرسائل والاهداف والاسباب للعدوان الاسرائيلي فانه وخلال العشرينية التي انقضت من عدوان غادر للقوات الامريكية وللكيان الصهيوني، فان هناك دخول مباشر من الكيان الصهيوني في الدفاع عن المنظمات الارهابية وخاصة وانه منذ ايام استطاعت الدولة السورية من خلال ادواتها القضاء على قائد مهم لداعش وهو كان موجود في الجنوب ومنذ حوالي الشهر تم تفعيل غرفة الموت في الاردن ومشاهدة حراك محموم لقوى الظلام التي تحاول استعادة فاعليتها من خلال هذه الغرفة والاغتيالات والمفخخات وخلخلة الجانب الامني في الجنوب وهذا مسالة مهمة فالكيان الصهيوني يدافع حتى يشد أزر هؤلاء.
ويضيفون ان الرسائل هي ايضا للداخل الصهيوني لان الكيان في حالة قلق ، فيضع احتمال انه اذا تم توقيع اتفاق الغاء الحظر عن ايران فماذا سيكون دور الاحتلال ووظيفته ، كما انه يلاحظ فشل كل مخططاته في التطبيع التي يعمل عليها وتذهب من بين يديه. مؤكدين ان الرد ليس رد سوري فقط بل رد حلف بالكامل وهو ما تعبه نقل وسائل الاعلام ضرب قاعدة التنف وهي التي تشكل غرفة عمليات داعمة للكيان الصهيوني والقوى الارهابية في الجنوب وهي ثقب اسود لتدوير داعش.
ما خلفيات العدوان الصهيوني الجديد على الأراضي السورية؟
لماذ يكرر اعتداءاته رغم عجزه عن تحقيق مخططاته في سوريا؟
وما خيارات دمشق وحلفائها لمواجهة الاعتداءات المتواصلة؟