kayhan.ir

رمز الخبر: 155378
تأريخ النشر : 2022August16 - 20:21

الاتفاق متوقعا ان صدقت النوايا الاميركية

 

بعد ان سلمت ايران مقترحها حول تعديل مشروع الاتفاق النووي بتعزيز الضمانات الخاصة بالحفاظ على هذا الاتفاق مستقبلا وعدم التنصل عنه مثل ما فعله ترامب من قبل، شرع الاتحاد الاوروبي بدراسة الرد الايراني بالتشاور مع شركائه في هذا الملف للتوصل الى النتائج المرجوة التي تحفظ حقوق ايران كاملة وهذا ما تؤكده طهران باستمرار اي انها لا تريد اكثر من حقوقها المنصوص عليها في المعاهدات الدولية وما جرى التوقيع عليه من مواد في الاتفاق النووي الذي وقع عليه من قبل دول (5+1)  عام 2015.

الا ان اميركا المجرمة المعروفة، باستكبارها واستعلائها واستهتارها بالقيم والقوانين الدولية ضربت هذا الاتفاق عرض الحائط  لفرض سطوتها وهيمنتها على انها هي من تملئ على الاخرين وهي فوق القانون ولاتعترف بالمواثيق والمعاهدات الدولية.  لكن ايران وبصبرها الاستراتيجي عرت اميركا على حقيقتها وفضحتها  امام العالم على انها دولة مارقة لا عهد لها  ولا ميثاق وهذا ما يعترف به حتى الاميركيون انفسهم ويؤكدون بان "حلفاءنا لا يثقون بنا ايضا".

التعنت الاميركي ونهجه الاستبدادي وتعامله الصلف والفوقي مع دول العالم وحتى مع الحلفاء فرض العزلة عليه وليس هناك من يسايره في هذا الاسلوب الوحشي سوى الكيان الصهيوني اللقيط.

اوليانوف المندوب الروسي في المنظمات الدولية الذي وصف الرد الايراني لاحياء الاتفاق النووي بالبناء اكد ان الكرة الان في الملعب الاميركي وانه متفاءل لدرجة بانه "لا يستبعد لقاء على المستوى الوزاري حول احياء الاتفاق النووي قريبا".

واليوم وبعد ان حسمت طهران موقفها من المقترح الاوروبي وردت عليه فالكرة في ملعب واشنطن وعليها ان تتلافى الموقف بعقلانية ومرونة لتنفذ بنود الاتفاق النووي المتفق عليه لتعود المياه الى مجاريها لكن بعد اعطاء الضمانات اللازمة وتحويل موافقتها الشفهية الى نص مكتوب.

فالانظار  تتجه اليوم صوب واشنطن لاتخاذ موقف سليم وايجابي بعيدا عن الاعيبها السياسية والابتزازية حتى يحسم هذا الملف الذي طال اكثر من اللازم ومضت عليه سنوات من الجهد المتواصل باعتباره كأحد اهم الملفات في التاريخ ولابد من انفراجة فيها خدمة للجميع خاصة وان اميركا واوروبا هما احوج له من ايران لما تعانيان من مشاكل ومتاعب وفي مقدمتها الطاقة.

فبعد الجولة الاخيرة من المفاوضات النووية في فيينا فان منسوب  التفاؤل وفقا للمراقبين اخذ منحى تصاعديا وبات الاتفاق بين الاطراف المتفاوضة وشيكا شرط  ان تعود واشنطن للاتفاق وتنفذ بنوده كما هي لكن المشكلة الاساسية الموجودة في هذا الملف ان واشنطن غير جديرة بالثقة ولايمكن الاعتماد عليها الا باخذ الضمانات الكافية منها لتمنعها من التملص ثانية من الاتفاق.

المقترح الاوروبي الجديد الذي وضع معظم المطالب  الايرانية في خانة التوافق بحاجة الى موافقة اميركية مرفقة بنص مكتوب يلزمها العمل بها واذا ما صدقت النوايا الاميركية ونفذت ما عليها عمليا لتنتفع طهران من الاتفاق اقتصاديا ستعود هي الاخرى لما اتخذته من اجراءات لاحياء الاتفاق  من جديد.

لكن على واشنطن التي من الصعب ان تكف عن مراوغاتها والاعيبها الا اذا ما اصطدمت بالحائط المسدود، ان تدرك جيدا وكما قال امير عبداللهيان وزير الخارجية الاسلامية ا ن عدم الاتفاق لا يعني نهاية الدنيا وان لدى طهران الخطة  "ب"  لمعالجة هذا الملف لانها غير مستعجلة من امرها بعد ان فكت سياستها وعلاقاتها التجارية مع دول العالم عن هذا الملف واعتمدت الاقتصاد المقاوم كامر حيوي ومصيري لتكيف نفسها مع الحظر والعقوبات الجائرة.