kayhan.ir

رمز الخبر: 155312
تأريخ النشر : 2022August15 - 20:27

اقتدار اليمن مرهون بإتحاد ابنائه

 

ما حدث مؤخرا في الساحة اليمنية من تطورات ميدانية خاصة في شبوة ينذر بوقوع تغيير في موازين القوى لصالح اليمنيين اذا استثمرت بشكل صحيح شرط ان يعود حزب التجمع للاصلاح الى رشده ويتعظ من الدروس والضربات التي تلقاه سابقا في عدن واليوم في شبوة من قبل التحالف السعودي حيث خسر معركتها. واضطر اثر ذلك الانسحاب من المجلس الرئاسي بسبب انقلاب التحالف السعودي ضده وهذا ما احدث بلبلة في قواعده التي تطالب قادة التجمع باعادة تقييم سياساتها تجاه التحالف التي خانتها وتغليب مصلحة البلد على مصالحها الشخصية والفئوية التي تنظر الى الاحداث التي جرت حوالها وما جرى من تعامل قاس من قبل دول التحالف والعدوان مع بقية حركات الاسلام السياسي في دول المنطقة بأفق ضيق وكأنها ستستثنى من هذا العداء بسبب حاجة السعودية اليها لكنها اليوم تيقنت بنفسها كيف تخلت عنها السعودية وانتهت بخسارة معركتها في شبوة.

واليوم يتساءل جمهور حزب التجمع اليمني للاصلاح من المسؤول عن هذه الانتكاسة التي وصل اليها الحزب لترميه السعودية كمنديل بعد ان انتهى دوره الوظيفي الذي خدم بها التحالف السعودي طيلة فترة العدوان على بلاده. ويتساءل الشارع التجمعي للاصلاح ايضا هل اخطأ قادة الاصلاح التقدير في عدم استشراف المستقبل؟ اثر جهلهم بعالم السياسة وعدم معرفتهم بالمعادلات الاقليمية والدولية رغم معاصرتهم للتجارب المريرة التي مرت بها حركات اسلام السياسي في مصر وتونس وليبيا وغيرها نتيجة للتعامل السلبي والعدائي لدول تحالف العدوان السعودي معها واخراجها من الساحة السياسية. لكن هناك من المحللين والمراقبين من وصف سلوك حزب التجمع اليمني للاصلاح بالغباء السياسي لاصراره على الاستمرار في ارتكاب الاخطاء والاعتماد على جهات هي بالاساس تعاديها ايديولوجيا وتعلنها حرب شعواء ضد جماعة الاخوان المسلمين اينما كانوا.

ومن اخطاء حزب التجمع الفادحة انغماسه ومماشاته مع دول التطبيع ومعادته لمحور المقاومة و خاصة انصار الله وهذا ما يفقده مكانته وموقعه ويضعف موقفه خاصة وانه يدعي انه حزب اسلامي يفترض عليه اولا واخيرا مناصرة الشعب الفلسطيني ومعاداة الكيان الصهيوني الغاصب وعملية التطبيع الخيانية وهذا ما يضعه في خانة اعداء العرب والاسلام والشعب اليمني بالذات.

واليوم يتوجب على قادة الصف الثاني في الاصلاح وقواعده الجماهيرية ان تتحرك بجد لغسل العار والخيانة عن هذا الحزب الذي خدم التحالف السعودي البغيض طيلة فترة العدوان على بلادهم لان قادة الصف الاول في الحزب موجودين في الدول المضيفة لهم مكبلون ولا يستطيعون اتخاذ قرارات شجاعة وجريئة للدفاع عن استقلال وسيادة بلدهم.

واليوم ليس امام القواعد الجماهيرية لحزب التجمع اليمني للاصلاح سبيل سوى التموضع من جديد ومد اليد لاخوانهم في الوطن والعقيدة انصار الله  للدفاع عن استقلال وسيادة اليمن لان تعاونهما سيقلب موازين القوى ويحصن اليمن من اعدائه ويضعه بالتالي على سكة الاعمار والبناء ليأخذ دوره الاقليمي الممتاز في المنطقة.