لماذا تهين صحيفة "الرياض" الرسمية الإمام الخميني؟
بعيدا كل البعد عن أخلاق الإعلام وحتى الأخلاق الإسلامية، نشرت صحيفة "الرياض" الرسمية الصادرة في السعودية، اليوم، صورة كاريكاتورية للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، في ملف حمل عنوان "إيران والاغتيالات.. علاقة وطيدة".
فيما يتعلق بهذا المقال في جريدة "الرياض" الرسمية السعودية، لا بد الالتفات إلى بعض القضايا:
أولاً: باعتباره أحد بؤر الإرهاب والأرضية الخصبة لتوزيع الإرهابين في المنطقة، ليس غريباً أن يصم النظام السعودي إيران بالإرهاب.. حيث أن هذا الهروب إلى الأمام السعودي، وخاصة لدى إعلام هذا النظام، يأتي في ظل أن نفس وسائل الإعلام هذه، قد كممت أفواهها والتزمت الصمت خلال الاغتيال الحكومي لخاشقجي في تركيا، والذي بالمناسبة كان يستهدف بالتحديد رأس الحكومة والشخص الثاني في الدولة السعودية، حيث كانت يديه ملطختان إلى المرفق بجريمة القتل هذه.
ثانياً: التاريخ السعودي حافل بالاغتيالات داخل وخارج السعودية، مما أظهر الارتباط الجوهري لسلطات الرياض بظاهرة إراقة الدماء والإرهاب. في الثقافة السياسية السعودية، يبدو أن هناك مبدأ لا جدل فيه وهو "الناقد عدوي ويجب قتله".. وهذه القضية تجسدت بشكل خاص في قضية اغتيال "الشيخ النمر" وكشفت عن عمقها وتجذرها في قضايا مثل قمع وقتل المعارضين في المحافظات الشرقية، وكذلك قتل 81 معارضا في يوم واحد، وكذلك ومؤخرا في قضية تصفية إحدى "الشقيقتين السعوديتين" في سيدني، حيث باتت هذه القضايا وغيرها تصيح جهاراً: إن الإرهاب متأصل في الهوية السعودية.
ثالثاً: لاستكمال تصفح قضايا الإرهاب وأيضاً لمعرفة معارضة النظام القبلي السعودي لحقوق الإنسان، يكفي أن نستذكر على سبيل المثال ولا الحصر قضايا مثل حادثة منى، وقصة الرافعة المزعومة، وقصة المطار والمراهقين الإيرانيين.. إلى جانب نفي وتحييد ولي العهد السعودي السابق، وقضية الجبري، والمصير المجهول لآلاف المعارضين.. من أجل فهم أفضل لغرض الرياض من الإهانة المذكورة، وكذلك الإجراءات المماثلة والمتكررة لوسائل إعلام بن سلمان الأخرى ضد إيران. الحقيقة أن النظام السعودي، يسعى وراء عدو وهمي اسمه إيران، ومن خلال ذلك يفكر من جهة في استقطاب عطف الغرب تجاه نفسه، ومن جهة أخرى يسعى إلى تأمين "الشراكة الاستراتيجية مع الغرب".. و ذلك من أجل حماية حكومته ذات الأسبوعين، وأخيراً هو يرى أن سر استمرار الملكية في ولي العهد تكمن بهذه الطريقة من التملق للغرب.
رابعاً: الحقيقة أنه أمام شخصية الإمام الخميني العظيمة وقوة الجمهورية الإسلامية، فإن منافسة من هذا النوع بين السعودية وإيران غير واردة أصلاً. وفي مثال لتقريب المشكلة يمكن تشبيه بن سلمان بطفل يرى أن السبيل الوحيد لإفراغ نفسه من الكراهية والازدراء ممن يكبروه هو كيل السباب لهؤلاء.
خامساً: إن نشر صورة مهينة للإمام الراحل في "الرياض" هي في الحقيقة محاولة فاشلة للتعويض عن إخفاقات المملكة العربية السعودية في استراتيجيتها المفلسة، ومن نماذج هذه الإخفاقات في سوريا إرسال الإرهابيين وتقديم الدعم المالي القوي للإرهابيين الموفدين من السعودية، الفشل في اليمن بعد 8 سنوات من الحرب على الشعب اليمني الأعزل، وخيبة الأمل والاستسلام بعد كل الضغوط على قطر بعد فرض مقاطعة استمرت قرابة 4 سنوات على هذا البلد وبالطبع بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وفشل الاستراتيجية في تذويب أو القضاء على المعارضة البحرينية، و.. .
سادساً: من أجل تنفيس عقدتها إستخدمت "الرياض" مقالاً لكاتب هندي نشرفي بلومبرج، كسبب لمهاجمة الإمام الخميني، يناور الكاتب فيه على قضية بولتون وما سميت محاولة إيران للقضاء عليه! هذا في حين أن بلومبرج لم تنشر سوى صورة لبولتون في فهرسها.
سابعاً: في مواجهة إيران النووية، وإيران ذات القوة الإقليمية، وإيران المتمسكة بالقضية الفلسطينية، وإيران حاملة لواء محور المقاومة، إلخ.. فإن اللجوء إلى مثل هذه الأساليب الرخيصة ليست من دون جدوى وحسب بل يذكرنا بالقول: حتى لو كان الجمل نائماً فهو أكبر من الحمار.. فاعتبروا يا أولي الأبصار.
العالم