الرياض الوكيل الحصري للصهاينة
ما سرب بالامس نقلا عن مصادر لم تكشف عن هويتها حول التواصل بين حماس والمملكة العربية السعودية لاطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من حماس في السجون السعودية، شكل صدمة للشارع العربي والاسلامي بوضع الرياض شرطا صهيونيا يستحيل على حماس القبول به وهو التسوية مع "اسرائيل" لان البسطاء من الناس لازالوا يتأثرون بالدعاية السعودية على انها حامية الحرمين وحقوق العرب والمسلمين واذا بهم يكتشفون اثر هذا الشرط بانها في الواقع حامية للكيان الصهيوني الغاصب على حساب الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه وهذه هي الطامة الكبرى بان تلعب المملكة العربية السعودية دور الوكيل الحصري لحماية الكيان الصهيوني ومصالحه وكأن الشعب الفلسطيني هو المعتدي والمتطاول على الصهاينة لذلك عليه القبول بالرباعية الاممية والرضوخ للشروط الصهيونية.
حركة حماس التي ذهلت من الشروط السعودية بضرورة اتمام تسوية بين حماس والاحتلال حسب المصادر المذكورة اعلنت عن رفضها القاطع لهذا الشرط الذي يصب في الخانة الصهيونية تماما ولم يأخذ بنظر الاعتبار الحقوق الفلسطينية المسلمة بها وهذا يدل على ان المملكة وعبر حاكمها الجديد الذي يتطلع الى العرش بلهفة بالغة مستعد لتنفيذ كل ما تطلبه "اسرائيل" وهو الولد المدلل لاميركا لتحقيق امانيه، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع بن سلمان ان يحقق حلمه ويتسلق الى العرش على بحر من دماء الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام على مدى اكثر من ثمانية عقود ويبيع فلسطين كما باعها جده الملك عبد العزيز يوم وقع على وثيقة بخط يده الاثمة وتنازل عن فلسطين باملاء من بريطانيا الخبيثة وكأنه وصيا عليها باعطائها لليهود كوطن قومي بعبارته المشهورة بانه "لا مانع عندي من اعطاء فلسطين للمساكين اليهود".
والمستغرب ان الجميع يتحدث عن وعد بلفور المشؤوم "وهب من لا يملك الى من لا يستحق" ولا يأتي باي ذكر لمتمم هذا الوعد القذر الذي تبناه الملك عبدالعزيز يومها ورفضها السلطان العثماني عبدالحميد رغم كل مساوئه.
فالراي العام العربي والاسلامي الواعي والعارف بالقضية الفلسطينية العادلة وابعادها المأساوية وجذورها والذي ترك عبدالعزيز بصماته عليها لا يستغرب مطلقا من الموقف السعودي الانبطاحي الحالي الذي يقود التطبيع من وراء الستار لديمومة هذا الكيان المؤقت الذي يقترب من نهايته، لعلمه بان مصيره مرتبط بمصير هذا الكيان الزائل لذلك يعمل المستحيل للاستمرار في بقائه لكن دون جدوى، لان الجيل الفلسطيني الحاضر واي كان انتماؤه لا يرضى باقل من فلسطين التاريخية اي "من البحر الى النهر" وهذا اصبح العنوان العريض لجميع الفلسطينيين ما عدا السلطة في رام الله التي فات عليها قطار الزمن واصبحت خارج اللعبة ولم يسأل عنها احد بعد اليوم.