kayhan.ir

رمز الخبر: 154861
تأريخ النشر : 2022August08 - 20:06

شيعة افغانستان مستهدفون في حكومة طالبان

مهدي منصوري

مسلسل التفجيرات التي تستهدف المصلين وخاصة من الطائفة الشيعية في افغانستان لا يراد له ان ينتهي مما يتراءى للمراقبين في الشأن الافغاني انه مخطط قد أعد له باتقان ويجري تنفيذه على مراحل متباعدة او متقاربة. وكما تشير التقارير ان وراء هذه التفجيرات هو تنظيم داعش الارهابي والذي يعمل في زعزعة الاوضاع ليس في افغانستان فحسب بل في دول المنطقة نيابة عن اميركا وحلفائها، والا كيف يمكن ان يتم تفجير مساجد الشيعة ومراكزهم الثقافية من دون غيرهم من المكونات الاخرى خاصة وان رد حكومة طالبان وفي مثل هذه الحالات تأتي باهتة ولا رمقا فيها ليتداعى في اذهان الكثيرين من السياسيين والاعلاميين ان هناك تواطأ بين الحكومة وتنظيم داعش الارهابي والا فهل تعجز حكومة طالبان وبما لديها من قوات جيش وشرطة وغيرها من ان تقف حائلا دون وقوع الجريمة خاصة وان الامر بدا لديها واضحا ان داعش تهدد وتتوعد الشيعة في افغانستان باستهداف  مساجدهم وشعائرهم التي اعتادوا عليها. وهذا الامر مما يفرض على حكومة طالبان ان تعلن للشعب الافغاني وخاصة الطائفة الشيعية انها عاجزة وغير قادرة على حمايتهم لكي لا يعتمدوا على القوات الافغانية وان يقوموا هم بدورهم في تشكيل مجاميع قتالية او امنية ليضمنوا امنهم وعدم سفك دمائهم وابنائهم ظلما وجورا.

ومما لا شك فيه ان ومن خلال المؤشرات  ان تنازل اميركا وخروجها من افغانستان وتسليم الاوضاع  والامور الى طالبان لم يكن عفويا او ان طالبان وكما يقولون اجبرت اميركا على الانسحاب  لان لم نعهد انها قامت بعملية عسكرية واحدة تطال الاميركان ومعسكراتهم اثناء تواجدهم على الارض الافغانية. وانما هي سياسة البديل النوعي والتي اشارت اليها اغلب الاوساط السياسية والاعلامية  الافغانية لان الامر لم يتم في غفلة بل ان الاجتماعات واللقاءات بين طالبان دون غيرهم والاميركان في الدوحة  والتي امتدت الى مدة لا تقل عن سنوات قد تم ترتيب الامر بان تخرج اميركا من افغانستان وتتسلم طالبان دورها في هذا البلد بديلا لها في تنفيذ مخططاتها. ومصداقية قولنا هذا ماثلة للعيان من خلال استهداف المكون الشيعي الافغاني دون غيرهم وحالات زعزعة الوضع على الحدود الايرانية الافغانية والتي راح ضحيتها العديد من القوات الايرانية بسبب بعض المناوشات والتحرشات.

ولذا فعلى طالبان اليوم ان تستعيد استراتجيتها وتفكر بجدية  من ان حكومة الطيف الواحد في بلد تعيش فيه طوائف متعددة قد لا يكتب لها الاستمرار، ولذا فعليهم ان يعملوا الى ايجاد حكومة تجمع كافة الاطراف لكي يضمن كل طرف حقه في ادارة الحكم لترتفع حالة الضغط والاحتقان التي تعيشها حكومة طالبان اليوم خاصة وان استهداف المكون الشيعي وحده من قبل داعش كما يقال قد يدفع بهذا المكون ان يدافع  عن نفسه وبمختلف الطرق من اجل حفظ دماء وارواح اتباعه.