المقاومة في لبنان ومعادلات غزة
تحدّث الأمين العام لحزب الله متوّجهاً للجانب الإسرائيلي محذراً من الوقوع في الحسابات الخاطئة وافتراض أن العدوان على غزة يمثل رسائل رادعة للمقاومة في لبنان، فقال إن حسابات الإسرائيلي في غزة ستثبت أنها خاطئة والحرب ستنتهي واليد العليا للمقاومة. وأضاف أما بالنسبة للمقاومة في لبنان. فالأمر مختلف في كل الأحوال لأن لدى المقاومة ثقة بقدراتها وتفوقها وعلى الاسرائيلي أن لا يخاطر باختبار جديتها.
مشهد غزة في ساعاته الأخيرة يؤكد كلام السيد نصرالله، حيث لا الاغتيالات المؤلمة، ولا الاستفراد بالجهاد نجحا بإضعاف القدرة الصاروخيّة للمقاومة، التي تشكل وحدها ميزان معادلات الردع، فشهد مساء أمس مع مفاوضات التهدئة التي يقودها الجانب المصري، تصاعداً بوجبات الصواريخ المتساقطة على عمق تل أبيب ومطار بن غوريون الذي توقف عن العمل، وتم إفراغ المنشآت السياحية من روادها، ودبّ الذعر بين المستوطنين، وتم إنزال الركاب من الطائرات، بينما تمّ إخلاء مستوطنات غلاف غزة من المستوطنين للمرة الأولى بفعل كثافة القصف عليها وتحويلها إلى أماكن غير صالحة للعيش، كما قالوا.
نجحت حركة الجهاد بتحويل التحدي إلى فرصة، فارتاحت بسبب الاستفراد مرتين، مرة بالتحرّر من ضغط استهداف المدنيين بكثافة تدميرية كما كانت العادة في الحروب السابقة باعتبار هذا الاستهداف يعني دخولاً غير مرغوب اسرائيلياً لحركة حماس على الخط، ومرة بتحول قرار وقف النار الى قرار يخصّ الجهاد وحدها، حيث لا ضغوط مصرية أو قطرية أو تركية تُجدي، والساعات الأخيرة أظهرت عبر مسار التفاوض أن اليد العليا هي للمقاومة، كما قال السيد نصرالله.
كان الرهان الإسرائيلي على المماطلة في ملف التفاوض مع لبنان تحت الطاولة بانتظار ما ستحمله نتائج جولة غزة، والرهان على الخروج منها بشارة النصر، لكن النتائج المخيّبة لهذه الجولة جاءت كافية لإسقاط الأوهام، وصارت نتائجها عكسية على كيفية التعامل مع معادلات المقاومة في لبنان. وكما قال السيد نصرالله الحسابات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة.
كيف سوف يتصرّف الإسرائيليون مع ملف الغاز اللبناني، في ظل الخشية من أن الإعلان عن تأجيل الاستخراج من كاريش لن يرضي المقاومة، بل ربما يدفعها لتفعيل معادلة ما بعد كاريش واعتبار التأجيل مجرد تسويف ومماطلة؟
المقاومة جاهزة لكل احتمال.