kayhan.ir

رمز الخبر: 154591
تأريخ النشر : 2022July31 - 20:37

حكاية ذلك الكلب الاميركي البريء

 

حسين شريعتمداري

1 ـ قبل اثني عشر عاما (ايلول 2010)، سجلت طريفة على منصة احدى المواقع الانترنيتية، مستلة من حادث وقع في نيويورك. فخلال اقل من 36 ساعة اضحى الاكثر مشاهدة ليصل الى ملايين المتصفحين، فيما عبر الكثير من هؤلاء المدونين الاميركان الذين اطلعوا على هذه الطريفة في قسم آراء المستخدمين ـ COMMENTS ـ عبروا عن وجهات نظرهم بعناوين؛ "الافضل"، و"الاكثر تعبيراً"، و"طريفة مستلة من واقع مر" وغيرها...

ولا بأس بنقل هذه الحكاية:

"كان شخص يتجول في الحديقة المركزية بمدينة نيويورك، واذا به يلتفت الى كلب عقور وهو يهاجم طفلة محاولا تمزيقها. فأوصل نفسه مسرعاً لمحل الحادث الذي لا يبعد سوى أمتار، ليعارك الكلب فما مرت دقائق حتى اردى الكلب مطروحاً  على الارض بعد ان تمزقت ثياب الرجل، وقد انقذ الطفلة من خطر محتم.

ان كل مستطرق حوالي الحادث قد تسمّر في مكانه ينظر لصيحات الطفلة وزمجرة الكلب العقور فما تحركوا حتى انبرى هذا الرجل لينقذها فأخذتهم الدهشة وانبهروا لجرأة الرجل وشجاعته، فامطروه هتافاً ومديحاً. وهنا تتدخل الشرطة وتأخذ بيد الرجل في اشارة لانتصاره على الكلب، تقول له؛ "يا صاح حقاً انت البطل، وتمثل شجاعة الفرد النيويوركي، وانسانيته". فاعرب الرجل عن شكره، قائلا؛ ولكنني لست من اهالي نيويورك، فرد عليه الشرطي؛ "لن نختلف، فغداً تكتب الصحف ان اميركيا بطلاً قد  انقذ طفلة لا ملجأ لها من مخالب كلب عقور.

فانت حقاً تستحق لقب البطل ومبعث فخر واعتزاز الشعب الاميركي بأكلمه، وستسطر وسائل الاعلام غداً وبالخط  العريض وكذلك الكليبات المتلفزة قصة تضحيتك لتضعها صدر الاخبار".

فهز الرجل رأسه بالنفي، قائلا:"ولكن لست اميركيا" فيسأل رجل الشرطة؛ "اذن من اين انت؟!" فيجيب الرجل؛ "انا مواطن ايراني".

وفي اليوم التالي تنشر جميع الصحف والقنوات الاذاعية والتلفزيونية الاميركية بعناوينها الرئيسية؛ "كلب اميركي  بريء يُقتل على يد رجل مسلم ايراني متشدد"!

ولنلقي نظرة سريعة لبعض الاخبار التي نشرتها وسائل الاعلام تخضع لاميركا وحلفائها، وقارنوا هذه الاخبار مع ما نشره اذنابهم في الداخل!

2 ـ تقول قناة تلفزيونية يشرف عليها وبشكل مباشر  جهاز  الامن الخارجي  البريطاني MI6   وتديرها مجموعة بهائية، في تقرير من الداخل الايراني، وضمن عشرات الاخبار  الكاذبة لتقول، نقل اصدقاؤنا من داخل ايران ان "منظمات تابعة للحكومة قد قتلت اكثر من 1700 كلب في مدينة دماوند"!

واستطرادا لنفس التقرير ينقل الخبر عن زيارة البابا الى كندا بالقول؛ "البابا يعرب خلال زيارته عن اسفه لسوء تعامل متولين احدى الكنائس، مع الاهالي المحليين في كندا"! ولكن اساس القضية هي؛

3 ـ مسؤول دائرة البيئة لمدينة دماوند، وضمن تكذيب هذا الخبر الذي تم نشره من قبل قناة بهائية عن طريق احد اذنابهم  في الداخل، قد قال انه لا يمكن وقوع هذا العدد من الكلاب في مجزرة بوقت محدود. فالكلاب السائبة تم معالجتها بحقن للعقم، وبعد ذلك نقلوا الى محمية "غندك" لرعايتها، وبامكان اي صحفي ان يتأكد بنفسه.

ونعود لقضية زيارة البابا، فتقارير  وسائل الاعلام  الغربية تعكس ان "زيارة البابا فرانسيس الى كندا تتم في وقت يمر عام على ذكرى العثور على اول مقبرة جماعية لاطفال محليين في كندا.

ففي المرة الاولى يُعثر على اجساد 215 طفلا محليا، بعضهم لا يتجاوز 3 سنوات من العمر، وذلك في محيط مدرسة تدار ليل نهار في محافظة "بريتيش كولومبيا". ومن ثم في السادس والعشرين من حزيران تم كشف اجساد 751 طفلاً محلياً قرب المدرسة الليلية "ماريوال اينديين" في  محافظة "ساسكا جوان". ويضيف التقرير؛

"لا احد يصدق  ان كنيسة كاثوليكية تقدم بمماهاة الحكومة الكندية على هكذا كارثة. وبعد اسبوع يتم الكشف عن مقبرة جماعية اخرى، وتضم هذه المرة رفات 182 طفلاً قرب مدينة "كرنبروك" في محافظة بريتيش كولومبيا".

واخر مرة في عام 2021 واستمرارا لفجائع المقابر الجماعية للناس المحليين، يعلن الاهالي عن كشف مقبرة جماعية تضم اجساد 54 طفلا لاهوية لهم في موقع مدرستين ليليتين في  محافظة "ساسكا جوان".

4 ـ ان قناة تدار باشراف من وكالة M16 البريطانية تعلن كذبا عن قتل 1700 كلب وتصفه بالمجزرة! فيما يتم قتل آلاف الاطفال المحليين في كندا ويطلقون عليه بـ "سوء المعاملة"!

يذكر ان البابا فرانسيس خلال عودته من زيارة كندا قد قال للصحفيين بان قتل الاطفال المحليين في كندا يمثل "تطهير عرقي" طالبا الاعتذار  من نسيانه الموضوع خلال زيارته لكندا!

وهكذا نعثر على الكثير من هذا التحريف والتضليل في أعم التقارير واخبار وسائل اعلام اجنبية وباللغة الفارسية وبعض الصحف الصفراء  والقنوات الانترنيتية ادعياء الاصلاح. فهذه النماذج الوفيرة اكثر من ان نعتبرها اخطاء، وتجاهل هكذا اجراءات خيانية.