الحوار الطريق الوحيد لانقاذ العراق
مهدي منصوري
اجمعت كافة الاوساط السياسية العراقية ان الازمة التي يمر بها العراق الان لم تكن داخلية بل هي اجندات خطط لها في الغرف المظلمة لمخابرات دولية واقليمية من اجل ان لايذهب العراق للاستقرار واستتباب الامن فيه.
والمسألة لم تتعلق باليوم بل هي ممتدة منذ سقوط الطاغية صدام عام 2003 وليومنا هذا وقد عايش العراقيين الويلات والمصائب التي صبت عليهم من اعدائهم الاميركان بالدرجة الاولى الى بعض الدول الخليجية التي وقفت ضد العملية السياسية ووضعت العراقيل تلو العراقيل من اجل ان لاتستمر ولكن ايمان الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة بهذه العملية وقفوا حجر عثرة امام كل هذه المخططات والمشاريع والتي ارادت لهم وبالدرجة الاساس للذهاب لحالة الاحتراب الداخلي المذهبي والعرقي وغيره واستطاعوا افشالها في مهدها وبذلك خابت امال اعدائهم اللدودين.
وواضح للجميع خاصة العراقيين ان اميركا والدول الخليجية المعادية للشعب العراقي والعملاء في الداخل الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس لبعض الدول وجدوا ضالتهم في الانتخابات التشريعية الاخيرة ولذلك بذلوا من الجهد المالي واللوجستي وعمليات الاحتيال والتامر من اجل ان تاتي هذه الانتخابات على مقاسهم من اجل ابعاد الاسلاميين من الواجهة السياسية العراقية، ولذلك اتضح للمراقبين والمتابعين للشان العراقي ان عمليات التزوير والتي اعترفت بها بعض المنظمات الحقوقية الدولية التي كانت تراقب سير عملية الانتخابات ان يد التزوير قد اخذت مأخذها في هذا الامر بحيث جاءت النتائج تؤكد هذا التزوير اولا والذي كان هدفها عرقلة العملية السياسية وان لاتمر الاوضاع بسلالة في تشكيل الحكومة الجديدة من خلال تغليب جهة على جهة اخرى وفعلا مضت الاشهر ولم يستطع السياسيون بتشكيل الحكومة للخلافات التي دبت حول الكثير من المعطيات بحيث وصلت الى حالة الانسداد السياسي والياس من الوصول الى الحل .
ولكن بعد الاحداث الاخيرة والتي هي غريبة على الشعب العراقي خاصة استخدام الشارع لفرض الارادة وضعت العراق والعراقيين امام منزلق خطير قد يؤدي بالبلاد الى مالاتحمد عقباه.
ولذا وبالجهود الخيرة التي يبذلها ابناء العراق الغيارى على وطنهم وشعبهم فقد توصلت الاراء الى ان العراق الان بحاجة للتضحية والتنازل من قبل الجميع لتفويت الفرصة على المتربصين بأمنه ومستقبله ولا يمكن للعراقيین حل الخلافات السياسية التي بات يعاني منها العراق هذه الأيام، بالقوة أو بالتهديد أو بأي طريقة عنيفة، انما يجب على الأحزاب السياسية العراقية أن تشرع في خطاب بناء لحل هذه الخلافات، بدلا من الاعتماد على التظاهرات والتحصن في البرلمان. والتي لم توصلهم الى نتيجة تذكر بل ستعقد الامور وتتعطل الحياة العامة والذي سيكون تاثيرها سلبيا على الطبقات الفقيرة .
وهنا يطرح هذا السؤال في الوقت الراهن وبعد هذه الأزمة الكبيرة الذي مر بها العراق وخاصة في هذا التوقيت أي في شهر محرم الحرام واستعداد العراقيين لاستقبال الملايين من زوار سيد الشهداء الامام الحسين (ع) واحياء مسيرة الأربعين المليونية بمشاركة عشرات الملايين من داخل وخارج العراق، ما هي الحلول لتجنب نار الفتنة التي يريد من خلالها أعداء العراق جر هذا البلد إلى حرب أهلية خاصة بين الشيعة أنفسهم؟.
وقد خرجت العديد من الشخصيات المهمة في العراق وكذلك في العالم بتصريحات للخروج من هذه الازمة على تجاوز خلافاتها وتشكيل حكومة وطنية فعالة- من خلال الحوار السلمي والشامل- قادرة على تلبية مطالب الإصلاح القائمة منذ فترة طويلة، دون مزيد من التأخير. وهو الطريق الوحيد الذي يجب ان يسلكه جميع السياسيين العراقيين والذي بدت بوادره على لسان العديد منهم مما يفتح الامال امام انفراجة للخروج من هذا النفق المظلم الذي فرض على العراقيين من قبل اعدائهم المجرمين الذين يتربصون بهم الدوائر وبذلك يفشلوا كل المخططات الاجرامية كما افشلوا مثيلاتها من قبل.