المشهد العراقي بين مرشح الاطار والخطة البديلة للتيار الصدري
يري مراقبون وخبراء ان ذهاب التيار الصدري نحو تحريك الشارع، هو عبارة عن لجوئه للخطة "ب" من أجل فرض خيار حل البرلمان والذهاب نحو انتخابات مبكرة وهو ما ترفضه جل الاطراف السياسية في العراق.
ويقول اكاديميون عراقيون ان مقتدي الصدر كان يتوقع انه حينما ينسحب من البرلمان ويعلن استقالة نوابه، ستتوالي عملية الاستقالات من حلفائه أو علي الاقل ان يذهب الاطار التنسيقي الي الحل الذاتي للبرلمان ومن ثم الدعوة الي انتخابات مبكرة.
ويضيف اكاديميون عراقيون ان هذا السيناريو لم يحصل وهذا ما ادهش الصدر، فلم يكن يتوقع ان يبارك حلفائه عملية الانتخاب ويتم عقد جلسة لتقديم اليمين الدستوري للنواب البدلاء، لهذا ذهب الصدر الي الخطة "ب" وهي افشال العملية السياسية.
ويؤكد اكاديميون ان التيار الصدري يريد حل البرلمان الحالي او منعه من عقد جلسات انتخاب رئيس الجمهورية أو منح الثقة للحكومة.
ويري نواب عراقيون ان حكومة تصريف الاعمال برئاسة مصطفي الكاظمي كانت مستجيبة لارادة التيار الصدري في كثير من القضايا ولحد الان التيار الصدري يرغب باستمرار حكومة تصريف الاعمال، حتي لو استمرت الي عام اخر.
ويوضح نواب في البرلمان العراقي ان بقاء البلد علي حالة تصريف اعمال، ليس حلاً، فمنذ 2018 الموازنات غيرحقيقية والعمل متلكئ والمشاريع متأخرة وكثير من قضايا الناس تنتظر الانجاز من قبل الحكومة لذلك كان توجه الاطار التنسيقي بتشكيل حكومة خدمة وطنية واختيار السوداني لانقاذ البلد ولكن هذه الخطوة قوبلت باحتكام التيار الصدري الي الشارع، وان كانت هذه الخطوة بالطريقة السلمية الصحيحة لكانت مقبولة ولكن اقتحام البرلمان قد يهدد باقتحامات اخري في المحافظات للدوائر وحتي الدوائر الامنية وهذا ما يؤدي الي الدعوة الي الفوضي وليس الي العملية السياسية السليمة طبقاً للقوانين والدستور.
واستبعد باحثون سياسيون حصول اتفاق سياسي ما بين الاطار التنسيقي والتيار الصدري بوجود نوري المالكي معتبرين انه يجب ان يكون اما بعيداً عن العملية السياسية أو بعيد عن المشهد السياسي القادم ولهذا أي افراز من الاطار التنسيقي يكون فيه دوراً للمالكي، لن ينال قبول التيار الصدري وبالتالي قد يمتد الي حلفاء التيار الصدري.
ويؤكد باحثون سياسيون ان الخيارات المطروحة الحالية في المشهد السياسي العراقي هي مشاكل وصدامات واقتتال بسبب حضور الشارع أو خيار حل البرلمان والذهاب الي انتخابات مبكرة وهذا ما يرضي التيار الصدري فقط فحتي حلفاءه أيضاً لايريدون الانتخابات المبكرة ولهذا يعتبر المشهد العراقي الحالي معقداً جداً.
ويري باحثون سياسيون ان العراق، يعيش أزمة معقدة لن تحل حتي بإجراء انتخابات جديدة لأن المشهد لن يتغير كثيراً بالانتخابات وله دلالات كثيرة منها الفيتوهات الموضوعة كالفيتو ضد المالكي. مؤكدين ان الحل الوحيد هو ابتكار حل جديد يبتني علي تدوير الزوايا من أجل الوصول الي توافق بين الاطراف السياسية.
هذا وخرج متظاهرون في احتجاجات يوم الاربعاء، مقتحمين مبنى البرلمان للتعبير عن رفضهم لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.
ما رأيكم:
أي مسار للأوضاع في العراق بعد إقتحام المتظاهرين البرلمان؟
كيف سيتعامل الإطار التنسيقي مع رفض التيار الصدري مرشحه لرئاسة الحكومة؟
هل من أفق لحل الأزمة السياسية في ظل التعقيدات الراهنة؟
ما الخيارات أمام الأطراف العراقية للخروج من الإنسداد السياسي؟
العالم