حقائق عن متلازمة اليد الغريبة: أغرب الحالات العصبية
متلازمة اليد الغريبة هي حالة عصبية نادرة تُصيب أحد الأطراف، بحيث تخرج عن سيطرة العقل وتتحرك كما لو أنّ لها عقلها الخاص.
ما هو مرض متلازمة اليد الغريبة؟
تمّ الحديث عن مرض متلازمة اليد الغريبة لأول مرة في العام 1908، عندما وصف الطبيب العصبي الألماني ورت غولدشتاين اليد اليسرى لامرأة كانت قد أُصيبت بجلطة دماغية في جانبها الأيسر بأنّها كما لو كانت تنتمي إلى شخص آخر. فقد قامت يدها بأفعال تبدو كأنّها تحدث بشكل مستقل عن إرادتها. في البداية شخّص غولدشتاين هذه الحالة على أنّها جنون العظمة، لكن لاحظ فيما بعد أنّ الإحساس الجسدي على جانبها الأيسر كان ضعيفاً جدّاً.
اقرأ أيضاً: أموك.. أو أزمة الجنون القاتل
يُطلق البعض عليها متلازمة الأطراف الغريبة لأنّه وعلى الرغم من أنّ الحالات الأكثر شيوعاً تظهر في إحدى اليدين إلّا أنّه من الممكن أن تتأثر ساق واحدة أيضاً. كذلك يُطلق عليها اسم متلازمة الدكتور سترانجلوف أو يد سترانجلوف، أحد الشخصيات المعروفة في فيلم ستانلي كوبريك عام 1964، والذي كان يعاني من هذا الاضطراب.
في الواقع الحركات التي تقوم بها اليد الغريبة طبيعية كخلع الملابس أو إغلاق الباب، لكنها خارجة عن إرادة وسيطرة الشخص وبالتالي هي غير متوقعة وغير مرغوبة. لا بدّ من الإشارة بأنّ العديد من الحالات تُصيب البالغين، لكن تمّ الإبلاغ عن حالة واحدة أُصيبت بها فتاة تبلغ 13 عاماً. كذلك يمكن أن تستمر متلازمة اليد الغريبة لساعات، أيام أو حتّى سنوات، فلا وجود لجدول زمني قياسي.
ما هي أسباب متلازمة اليد الغريبة وطرق علاجها؟
أسباب متلازمة اليد الغريبة
أسباب متلازمة اليد الغريبة متعددة لكنها تنبع عموماً من اضطرابات في شبكات الدماغ المشاركة في الحركة والتحكم. تُعتبر الأمراض التنكسية العصبية التي تسبب موت الخلايا العصبية أكثر الأسباب شيوعاً. بالإضافة إلى الإصابات التي يتعرض لها المخ بسبب الصدمة أو الجراحة الدماغية التي تفصل بين نصفيه. مع الإشارة إلى أنّه نادراً ما تؤدي السكتة الدماغية القلبية إلى الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة.
في هذا الإطار، يؤكّد الدكتور في طب الأعصاب في مايو كلينك أنّ إصابة الفصوص التي تقع في الجهة الأمامية من الدماغ بحالة عصبية تؤدي بدورها إلى إصابة اليد اليُمنى بمتلازمة اليد. ومن عوارضها التلمس الاندفاعي، التلاعب بالأشياء، صعوبة إطلاق الأشياء بعد الإمساك بها.
أمّا إصابة الجسم الثفني في الدماغ فيُظهر حركات متضاربة بين اليدين أثناء المهام الثنائية. على سبيل المثال، في حال كنت تقوم بربط الحذاء فستقوم اليد الغريبة بفك الرباط. لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الجسم الثفني هو مجموعة من الألياف المسطحة البيضاء التي تقوم بنقل الرسائل من نصف الدماغ إلى النصف الآخر.
كما تؤدي إصابة الفص الجداري الخاص بك الذي يقع خلف الفصوص الأمامية إلى التسبب بحركات أقل هدفاً كرفع اليد بطريقة لا إرادية، بحسب الطبيب حسن. كما يضيف بأنّ هذه الحالة تؤدي إلى عدم تعرف الأشخاص على أطرافهم. كذلك تؤدي أورام المخ التي تضغط على المراكز الحركية للدماغ إلى التسبّب في حركات لا إرادية في اليد اليسرى لدى الشخص الأيمن.
في غضون ذلك، تمّ العثور في أولئك الذين يعانون من متلازمة اليد الغريبة على مشاكل في القشرة الحزامية الأمامية، القشرة الجدارية الخلفية ومناطق القشرة الحركية التكميلية في الدماغ. كما اكتُشف أنّ الشبكات العصبية داخل المخ التي من المفترض أن تنشط عند القيام بنشاط حركي تكون أكثر عزلة لدى المصابين بهذا الاضطراب، حيث لوحظ فقط التنشيط المعزول للقشرة الحركية الأولية المقابلة.
شبكية العين تشير إلى صحة دماغك!
كذلك تبيّن في تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لليد الغريبة شبكة من تنشيط الدماغ بما في ذلك القشرة الحركية الأولية، القشرة المحركة، القشرة المسبقة، التلفيف الأمامي السفلي الأيمن. وقد تبيّن في النتائج أنّ الحركات الطوعية أثارت شبكة مماثلة من استجابات الدماغ ولكنها افتقرت إلى تنشيط التلفيف الأمامي السفلي بينما الحركات غير الطوعية تشاركت في شبكات دماغية مماثلة للحركات الطوعية، ولكنها أظهرت اختلافات وظيفية في مناطق الفص الجبهي وتنشيط فريد للتلفيف الأمامي السفلي مما يدعم دور الأخير في هذه الاستجابات غير الطوعية.
أمثلة على بعض حالات متلازمة اليد الغريبة
في دراسة أُجريت عام 2014 اشتكت امرأة تبلغ من العمر 77 عاماً من عدم قدرتها على السيطرة على يدها اليُسرى، حيث قامت بضربها على وجهها وشعرها من دون إرادتها أثناء مشاهدة التلفاز. استمرت هذه الحركات نصف ساعة، لكن ذراعها كانت مخدرة وضعيفة قليلاً بعد انتهاء هذه الحادثة. وقد تبيّن في تقرير المشفى بأنّ المرأة أصيبت بسكتة دماغية ربما لأنّها توقفت عن تناول مضادات التخثر للرجفان الأذيني استعدادا لجراحة العمود الفقري، مشيراً إلى أنّ هذه المدة هي أقصر حالة موثّقة من متلازمة اليد الغريبة.