طهران: لن نتسرع في المفاوضات ولن نضحي بمصالح شعبنا
طهران-كيهان العربي:-أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني ان ايران أبدت كثيرا من المرونة في المفاوضات وتفكر قطعا في الاتفاق وترغب في التوصل اليه في المستقبل القريب لكنها لن تتسرع وتأخذ مصالح الشعب والبلاد بعين الاعتبار ولن تضحي بها للاستعجال.
وقال كنعاني في مؤتمره الصحفي الاسبوعي امس الاثنين ان ايران لم تربط الاقتصاد والاوضاع المعيشية للشعب بالمفاوضات وذلك مع التزامها بالمفاوضات ومواصلتها حتى التوصل الى اتفاق قوي ومستدام.
وأضاف كنعاني ان طهران لم تترك طاولة المفاوضات فهي مستمرة، وبغض النظر عن المواقف الاعلامية للمسؤولين الاميركيين والضغوط النفسية والجشع الغربي لدفع ايران نحو اتخاذ قرار متسرع عبر تحديد مهل زمنية، فان ايران لن تتسرع ولن تضحي بمصالح البلاد والشعب للاستعجال.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان المفاوضات مستمرة عبر قنوات الاتصال فكبير المفاوضين الايرانيين على اتصال مع انريكي مورا وهناك تبادل للرسائل بين وزير الخارجية الايراني وجوزيب بوريل وتم التداول بشأن بعض المقترحات المقدمة وهناك وزراء خارجية من دول اخرى دخلوا على الخط لبذل المساعي الحميدة وقدموا مقترحات للتقريب بين وجهات النظر. وفي منطقتنا ايضا فان وزراء خارجية لدول صديقة ومنها عمان وقطر والعراق قد بذلوا ويبذلون جهودا ، كما ان هناك دولا اخرى اوروبية قد دخلت على الخط وقامت ايطاليا وفرنسا ببذل جهود مبنية على حسن النوايا للتقارب بين وجهات النظر، ونحن جادون من اجل التوصل الى اتفاق.
واضاف كنعاني ان ايران قد ابدت مرونة كبيرة وتقدمت بمبادرات بناءة مختلفة حتى الان ونعتقد انه اذا تصرفت اميركا بشكل بناء على غرار ايران وتصرفت بحسن النية وقابلت المبادرات الايرانية الايجابية برد فعل ايجابي فاننا قريبون من الاتفاق، ان ايران تفكر قطعا في الاتفاق وترغب في التوصل اليه في المستقبل القريب لكنها لن تتسرع وتأخذ مصالح الشعب والبلاد بعين الاعتبار ولن تضحي بها للاستعجال.
ورد كنعاني على التصريحات الاخيرة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائل غروسي قائلا ان تصريحات غروسي غير تقنية وغير مهنية، وندعوه لمراعاة الحيادية والانصاف وتجنب اطلاق تصريحات ذات خلفية سياسية، ان بعض تصريحات غروسي هي تصريحات للمسؤولين الصهاينة وندعوه لتجنب وضع العراقيل امام المفاوضات وعليه الانتباه للقدرات النووية غير الشرعية للكيان الصهيوني والتي تشكل خطرا على المنطقة والبيئة.
واعتبر كنعاني الرغبة السعودية في مفاوضات سياسية علنية ورسمية مع ايران بأنها علامة ايجابية قائلا ان الظروف مهيأة من اجل ذلك نظرا لتوفر الارادة الايجابية لدى الطرفين.
واشار كنعاني الى تصريحات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين حول المفاوضات الايرانية السعودية قائلا ان 5 جولات من المفاوضات بين ايران والسعودية قد استضافتها بغداد ولحسن الحظ سجلت نتائج جيدة ومطمئنة، وعقب قمة جدة اجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ووضعه في صورة بعض القضايا المتعلقة بقمة جدة، وفي هذا الاتصال أشار الوزير فؤاد حسين ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ابدى على هامش قمة جدة الرغبة والاستعداد لحوار سياسي رسمي وعلني بين ايران والسعودية اثناء الاجتماع القادم، وهذه علامة ايجابية ونظرا لوجود ارادة ايجابية لدى الطرفين للقيام بخطوة عملية نحو الامام، نظن بان الارضية متوفرة لعقد الاجتماع القادم بمستوى رسمي وسياسي في بغداد لخطو خطوة ملموسة وكبيرة للارتقاء بالعلاقات الثنائية واستئنافها.
وثمن كنعاني ايضا ما قامت به الحكومة العراقية في هذا الصدد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان ايران تؤمن بضرورة انتهاج سبيل سياسي بين روسيا واوكرانيا وان مشاوراتها مستمرة مع الجانبين بهذا الصدد.
واضاف كنعاني ان موقف ايران في هذا الصدد واضح تماما وقد عبر عنه وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان ويجب حل الخلافات عبر الطرق السياسية ونحن نؤمن بضرورة الدخول في حل سياسي بين روسيا واوكرانيا وليس هناك أي تغيير في موقف ايران العملي والسياسي، ان حل ايران هو حل سياسي ولن تقف ايران الى جانب هذا الطرف ضد الآخر وهذا ليس ضمن موقفنا الرسمي والعملي.
وفي جانب آخر من مؤتمره الصحفي اشار كنعاني الى رأي محكمة الاستئناف البلجيكية بحق الدبلوماسي اسدالله اسدي قائلا ان الاتصالات جارية مع الحكومة البلجيكية وان موقف ايران لم يتغير ونحن نؤمن ببراءة هذا الدبلوماسي الايراني وضرورة اطلاق سراحه ونؤكد على ضرورة رعاية مقررات معاهدة جنيف ونأمل في اطلاق سراح هذا الدبلوماسي الايراني في ظل الحوار القائم والنهج المنطقي للحكومة البلجيكية.