kayhan.ir

رمز الخبر: 154245
تأريخ النشر : 2022July25 - 20:36

البون الشاسع بين رؤية الانظمة والشعوب للتطبيع

 

ما جرى في البحرين عبر اقالة الاميرة مي آل خليفة رئيس هيئة الثقافة والاثار البحرينية من قبل الملك حمد بن عيسى بسبب رفضها مصافحة السفير الصهيوني في المنامة وما شهدته مكة المكرمة وبتواطؤ رسمي علني مع الصهاينة بإدخال مراسل  القناة 13 الاسرائيلية "غيل تماري" الى هذه المدينة وتجوله في اروقة الحرمين الشريفين ليس اعتباطياً لان هذه الخطوة تعتبر استفزازا كبيرا لمشاعر المسلمين وانتهاك فاضح لحرمة الديار المقدسة كجبل عرفات وهذا مرفوض من قبل جميع المسلمين بشتى مللهم ونحلهم.

هذا الانتهاك السافر من قبل الصحفي الصهيوني "غيل تماري" لأقدس بقعة في العالم، ما كان ليحدث لولا ان هناك ضوء اخضر من مسؤول سعودي رفيع لان القضية ليست عادية حتى يتجرأ مواطن سعودي ان يدخل تماري الى مكة المكرمة كما تدعى السلطات السعودية بانها القت القبض عليه.

فما حصل بالتاكيد مخطط له من قبل بهدف جس النبض لان السعودية تتعامل لحد الان مع عملية التطبيع تحت الطاولة حفاظا على مكانتها على انها تشرف على الحرمين الشريفين وتدعي قيادتها للعالم الاسلامي في وقت وبشهادات الجميع هي من تقود عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلف الطاولة ولولا دعمها وتشجيعها لما تجرأت لا الامارات ولا البحرين ولا السودان ولا المغرب وغيرها من اقحام حكوماتها في عمليات التطبيع الخيانية.

واليوم فان عملية التطبيع باتت تثقل كاهل الانظمة المطبعة وتفتح عليها الازمات في وقت تدرك ان هذه الانظمة انها باتت مأزومة من وراء ذلك فلشعوبها خيارات اخرى لا تلتقي معها ابدا. وما شهدناه من رفض الاميرة البحرينية مي في عدم مصافحة السفير الصهيوني في المنامة وما نشره معهد واشنطن للدراسات عن استطلاع اجرته في السعودية والبحرين والامارات حول موقف شعوب هذه الدول من التطبيع، تبين دون ادنى شك تراجعاً كبيرا حسب هذا الاستطلاع بأن 19% من الاماراتيين و20% من السعوديين و25% من البحرينيين فقط يؤيدون هذا التطبيع وهذا ما نشكك به واننا واثقون من ان الغالبية العظمى لهذه الشعوب تعارض التطبيع لدرجة انها باتت تدك بوابات الانظمة الحاكمة.

وهذا الامر  لم يكن خافيا  على الصهاينة انفسهم حيث نشروا مؤخرا دراسة اعترفوا بهزلية التطبيع الذي اسموه بالتطبيع الفوقي وليس الشعبي ومن يريد ان يتأكد من هذا الاستنتاج عليه ان يستقرء تاريخ موقف الشعبين المصري والاردني من عملية التطبيع التي مضى عليها اكثر من اربعة عقود دون ان تشهد أي انفراج.

وبعد ان اصطدمت عملية التطبيع السياسية بحائط مسدود  حاولت اميركا ترامب وبعدها بايدن ان يطرحوا مشروعهم الستراتيجي الخبيث وذلك بدمج الكيان الصهيوني في دول المنطقة عبر التطبيع في القطاعات الاخرى كالثقافي والفني والسياحي وغيرها، لكننا نعدهم ونطمأنهم بانهم سيفشلوا ايضا لان هذا الصراع هو صراع وجودي وعقائدي بين العرب والمسلمين من جهة والصهاينة من جهة اخرى.

السؤال المصيري الذي يطرح نفسه كيف تسمح هذه الاطراف لنفسها ان تروج للتطبيع وسط شعوب تلمس ليل نهار مدى شراسة العدو وحقده ولازالت ارض فلسطين مغتصبة واهلها مشردون وهو يفتك بهم يوميا ويذبح ابنائه ونسائه؟؟