kayhan.ir

رمز الخبر: 154117
تأريخ النشر : 2022July23 - 20:37

شيبتني ايران

 

ما كشف عنه وليم بيرنز رئيس الاستخبارات المركزية الاميركية الـ"سي اي ايه" مؤخرا في حديثه لشبكة "ام بي سي" الاميركية كان مؤلما للدبلوماسية الاميركية حيث اشار الى عجز  واشنطن في معالجة القضايا الشائكة التي تواجهها خاصة في الملفين الايراني والروسي  وهذا ما لم تعهده الدبلوماسية الاميركية على طول الخط حيث اعتادت على نمطها الخاص في فرض شروطها واملاءاتها على الطرف الاخر باسم التفاوض. وهذا ما حاولت ان تجره على ايران وروسيا الا انها اصطدمت بحائط مسدود وهذا ما اقره وليم بيرنز رئيس الاستخبارات المركزية الاميركية الذي تولى منصب مساعد وزير الخارجية الاميركي لعدة سنوات خلال التفاوض مع الجانبين الروسي والايراني حيث اعترف  وبالحرف الواحد: "بان شعره قد شاب في المفاوضات مع الروس والايرانيين".

السؤال المطروح ما  الهدف من هذا الاعتراف الصريح والمر وبالطبع ما يخص الجانب الايراني الذي تفاوض معه بشكل غير مباشر؟ اهو اقرار بالهزيمة او العجز امام ايران ام انه مناورة ! تمهيدا لانتهاج اسلوب نفاقي آخر وان كانت الابواب قد اغلقت نهائيا وسقطت الخيارات، لكن يبقى التساؤل مفتوحا ما الذي تبيته اميركا للمستقبل.

ولسنا هنا بصدد التحدث عن الجانب الروسي الذي هو اولى بالدفاع  عن نفسه اما ما يخص الجانب الايراني فنحن من يتصدى لذلك. فبعد التطورات العالمية خلال العقود  الاخيرة ومنها ظهور التعددية القطبية وبداية افول القطبية الاحادية وكذلك بروز مستجدات دولية، اختلف الامر الامر وظهر مفاوضون جدد ومنهم الايرانيون بنمط جديد ومن نوع يرفض الاملاءات تماما ويفاوض على قاعدة الند بالند وهذا ما ازعج الاميركيين  كثيرا لانهم لم يعتادوا على ذلك.

فباعتراف وليم بيرنز ومن موقعه كرئيس للمخابرات المركزية الاميركية "بان معظم شعره قد شاب من المفاوضات مع الايرانيين والروس وهذا اقرار بالعجز ومن المعيار الثقيل لان تاريخ الدبلوماسية الاميركية كان يستخدم القفازات الحديدية تارة والابتزاز والرشوة اتارة اخرى للي ذراع الخصم ولم يعتاد ان يواجه خصما صلدا يعجز عن التعامل معه.

وبالطبع ان هذا الاعتراف  المرير وفي هذا الوقت بالذات يحمل في طياته امورا لابد من الاشارة اليها عسى ان يقرب لنا معنى هذا الاعتراف ودواعيه.

اولا: اعتراف صريح بصعوبة المفاوضات مع الجانب الايراني الذي يرفض الاملاءات والاساليب الاخرى بالمطلق  وهذا هو صلابة الموقف الايراني اضافة الى انه لم يفاوض بشكل مباشر وهذا احد نقاط قوته وثبات موقفه.

ثانيا: الموقف الاميركي يعبر عن عجزه لمعالجة الموقف وافلاسه عن تقديم البدائل  للعودة الى الاتفاق النووي.

ثالثا: لم تعد في الجعبة الاميركية من خيارات، فالخيارات باتت محدودة او شبه معدومة  الاقتصادي او الضغوط السياسية، اما الخيار العسكري فقد شطب نهائيا.

غير ان هذا الاعتراف يحمل دلائل اخرى تؤكد ان الدبلوماسية الاميركية بلغت مرحلة الشيخوخة ولم تعد قادرة على اداء مهامها كرئيسها الهرم.

ومما لا شك فيه ان الادارة الاميركية الحالية وحتى قبلها وجدت نفسها في ورطة قاتلة لم تعرف كيف الخروج منها لانها لا تتحمل ايران النووية حتى وان كان برنامجها النووي سلمياً خلافا لما تدعيه. ففي البداية قبلت اميركا بالاتفاق النووي مع ايران على ان تلعب لعبتها لاحقا ثم نكثته بعد ذلك اضطرت للرجوع الى المفاوضات ثانية على ان تكسب المعركة لكنها انهكت  وعجزت عى اختراق ايران وكسر دفاعاتها وزجها في ملفات اخرى لا ترتبط بالملف النووي بتاتا.

واخيرا السؤال المحير والملح ماذا تهدف اميركا من خلال  تصريحات رئيس وكالة استخاباراتها المركزية هل الرجوع  الى المفاوضات ثانية وتنفيذ ما اتفق عليه سابقا ايذاناً ببدء مرحلة جديدة ام الولوج في لعبة ثانية لتسويف  الوقت والتهرب من تنفيذ الاتفاق بحجج واهية اخرى. لكن الايام القادمة سنكشف الحقائق بالتاكيد.