تركيا و سياسة التوسع على حساب العراقيين
مهدي منصوري
تصريح مستشار الرئيس التركي "ايهان اوغان" الذي قال فيه "اذا تم تجاهل مخاوف تركيا الامنية وتعرضها لمزيد من الاستفزازات، فانها ستشكل خطا امنيا جديدا من حلب الى الموصل"، يحمل تناقضاته في داخله الا انه يعكس حقيقة واحدة الا وهي ان تركيا لا يهمها ولا يؤثر عليها الارهاب لانها كانت صاحبة مشروع يوم فتحت حدودها ومنافذها الجوية والبرية والبحرية للارهابيين للدخول الى انقرة وتم تدريبهم في معسكرات تشرف عليها وكالات المخابرات الاميركية والبريطانية. بحيث وصل الامر الى ان هؤلاء الارهابيين اخذوا يستعرضون قوتهم داخل العاصمة امام مرأى ومسمع من العالم اجمع. وتعتقد بعض المصادر وبنفس الوقت ان تركيا قد ساهمت مساهمة فعالة وقوية في توفير كل المستلزمات التي يحتاجها الارهابيون من خلال ارتال السيارات التي تجتاز الحدود التركية الى كل من العراق وسوريا.
وتصريح مستشار اردوغان الذي اكد فيه بان "تركيا ستشكل خطا امنيا جديدا من حلب الى الموصل" يعكس وبما لا يقبل النقاش ان روح التوسع والسيطرة والهيمنة على المنطقة لازالت ماثلة في افكار القيادة التركية وان ما تقوم به من قصف للمدن الشمالية العراقية لم يكن مطاردة لعصابات حزب العمال التركي بل هي ذريعة واضحة لتعزيز وتاكيد هذا التوسع غير المشروع.
وبالامس الاول وكعادتها قصفت القوات التركية مدينة زاخو والذي راح ضحيتها العشرات من الاطفال والنساء بين شهداء وجرحى خرج رئيس الوزراء التركي بالقول ان القصف لم يكن من قبل انقرة كنوع من خداع الراي العام لان القصف عن الحالة الوحشية والاجرامية في استهداف الابرياء تحت ذريعة مطاردة عناصر حزب العمال المعارض لانقرة. وبنفس الوقت تؤكد المصادر اعلاه ان هذا التصريح يعكس ان تركيا وبتدخلها السلبي في الشأن السياسي العراقي ودعمها لجهات سياسية معينة كان هدفها من القصف هو خلط الاوراق ووضع العراقيل امام تشكيل الحكومة المقبلة والتي ادركت فيه ان القوى التي ساندتها وقدمت لها الدعم ليكون لها السطوة في المرحلة القادمة قد خرجت من "المولد بلا حمص" كما يقول المثل المصري.
والذي يؤكده ذلك ان رد فعل القوى السياسية العراقية المتحالفة مع تركيا على قتل الابرياء من قبل الاتراك جاء معيبا ومخزيا جدا ووصل في بعض الاحيان الى حد الفضيحة. لانهم وكما وصفت اوساط اعلامية عراقية بالقول ان هذه القوى لا تريد ان تتقدم خطوة لتزعج بها السلطان ورعاته الاتراك بحيث ان في تغريداتهم واعلامهم قد تحاشوا ذكر اسم تركيا. ورغم ان قصف مدينة زاخوا العراقية وقتل ابناء الشعب العراقي على يد الجيش التركي والتي سكت عنها الكرد وغيرهم قد يكون غير مبررا لكون ان حزب العمال لم يتواجد في هذه المناطق. ولا ننسى الحقيقة التي تقول ان تركيا بدأت تتدخل عسكريا في ليبيا وقبرص وفي ارمينيا وفي شمال حلب وادلب وتحتل اجزاء من سوريا لا وجود فيها لحزب العمال.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه هو ان الاعتداء التركي على العراق قد اخذ يتكرر وبصورة تخدش وتهتك فيه سيادة العراق مما دعا اغلب الفعاليات السياسية والاعلامية العراقية وخلال التظاهرات الاحتجاجية امام السفارة التركية في بغداد الى مطالبة الحكومة العراقية اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لردعها من تكرار القصف خاصة باستهداف المدنيين العراقيين الابرياء. وان تقوم باصدار قرارات تأديبية لنظام اردوغان وكذلك طالبت بحيث الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وغيرها لكي يكون رادعا قويا في ايقاف العدوان من جانب وعدم التدخل السلبي في الشأن العراقي السياسي الداخلي.