لن تفلح الفتنة الاميركية لتمزيق العراق
مهدي منصوري
السجال السياسي الذي يجري على الساحة العراقية والذي طرفاه المالكي والصدر والتي وصلت فيه الاوضاع الى حد تمزيق الصف الشيعي في العراق تفرض البحث والتدقيق عمن وراؤها، ولماذا اشتدت وكبرت مساحتها هذه الايام في الوقت الذي استطاعت فيه الاطراف السياسية العراقية بالتوصل لتشكيل الحكومة والتي طال انتظارها من قبل الشعب العراقي. ونجد ان الفتنة طلت برأسها من جديد وباسلوب جديد يعتمد على المعلومات المزيفة والكاذبة لاتهام الطرفين.
وقد كان للشريط الصوتي الذي فبرك على المالكي والذي اعترف به من قام بهذا العمل الدنيئ وهو المدعو علي هاشم الذين كان احد ابواق اميركا في ساحات الاعتصام ببغداد من خلال شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي والذي اتخذ له من اميركا مقراً له بالقول انه زيف الحقائق ودبلج الصوت من اجل ان يضرب الشيعة بعضهم بالبعض الاخر. ولا ننسى في هذا المجال ان نلفت نظر العراقيين ان اميركا التي غزت العراق عنوة وبأدلة كاذبة ومزورة قد اكدت وعلى لسان الحاكم العسكري سئ الصيت آنذاك "بترايوس" "انهم خططوا لان بيقوا في العراق 100 عام". الا انها ادركت ان هذا الامر لم ولن يتحقق لها بوجود الرفض الشيعي لتواجدها والذي توجه باخراج قواتها على يد حكومة المالكي ضمن الاتفاق الاستراتيجي الا انها ومن خلال فذلكة صنيعتها "داعش" الارهابي وخطره تمكنت ان تعود من الشباك وبذلك ساهمت في تقويته وتعزيز تواجدها داخل العراق.
ولما تمكن ابطال الحشد الشعبي من ابناء المرجعية العليا الذين اخذوا زمام المبادرة باستجابتهم لفتوى الجهاد الكفائي وتحشيد الطاقات والامكانيات التي كانت متاحة لهم في مواجهة هذا التنظيم الاميركي "داعش" واستطاع هؤلاء الرجال الاوفياء لبلدهم العراق من طرد فلوله واستعادة المدن والاراضي من قبضته والذي اعتبرته اوساط اعلامية وسياسية عالمية ومناطقية ومحلية انه انتصار على الشيطان الاكبر اميركا وافشال كبير لكل مخططاتها الاجرامية سواء في العراق او المنطقة.
واخيرا فان الضرب على وتر اشعال الفتنة في العراق والوصول الى حالة الاحتراب الداخلي هو عمل اميركي بامتياز اذ اصرعملاؤها ومرتزقتها من فلول البعث الاجرامي وغيرهم بالعمل على بذل كل الجهود الممكنة من اجل ان لا يستقر هذا البلد وان يعيش العراقيون حالة القلق والارباك والخوف بحيث ينشغلون عن القضايا الاساسية والمهمة خاصة اخراج المحتل الاميركي وباي صورة كانت من اراضيهم.
ولابد ان نذكر في هذا المجال قول الباري تعالى في كتابه المجيد مخاطبا المؤمنين من ان " الشيطان ينزغ العداوة والبغضاء بينكم" وهو الذي رأى فيه الشعب اليوم ان الشيطان الاكبر اميركا المجرمة تجسد هذه الاية على الارض.
والذي لابد من الاشارة اليه ان محاولات زرع الفتنة من قبل اميركا وعملائها ومرتزقتها ومحاولة الوصول بالعراقيين الى حالة الاحتراب والاقتتال وعلى مدى اكثر من عقدين من الزمان لن تفلح ولن تجد طريقها للتنفيذ، ولذا فان العراقيين وان اختلفت مشاربهم ومذاهبهم وطوائفهم لا يمكن ان ينساقوا وراء الفتنة الاميركية الجديدة ، بل ان هذه الالاعيب الاجرامية ستدفعهم لتوحيد موقفهم وصفوفهم للوصول الى اهدافهم وبارادتهم الحرة ، وكما اشارت الانباء من داخل العراق ان تشكيل الحكومة العراقية بات قريبا خاصة وان الاكراد قد اتفقوا على مرشحهم للرئاسة وكذلك فالاطار قد حدد مرشحه لرئاسة الوزراء وهو الذي اغاظ اميركا وعملاؤها ومرتزقتها بحيث اتجهوا بالاتجاه الخطأ الذي لايمكن ان يوصلهم الى مايهدفون.