kayhan.ir

رمز الخبر: 153791
تأريخ النشر : 2022July16 - 20:31

الزيارة الفاشلة

 

لاشك ولا ريب ان ما حمل الرئيس بايدن لزيارة المنطقة وقبلها لشرق آسيا والمتوسط ومن ثم منطقة الخليج الفارسي في ظل التوسع الاقتصادي الكبير للصين والعودة القوية لروسيا الى الساحة الدولية وكذلك تنامي دور ايران المتعاظم اقليميا ودوليا، كل ذلك دفع الرئيس بايدن وادارته التي ينتابها القلق والهلع من التوازنات  الحاصلة في الساحة الدولية لذلك بات العالم يعيش  مخاض ولادة عالم جديد تتغير فيها القواعد وفق التعددية القطبية. فالتحولات العالمية الجديدة وضعت هيمنة القطب الواحد التي تتغنى بها اميركا وهما امام تراجع قسرى محتوم ولابد من ان تندثر  الامبراطورية الاميركية وفقا للسنن الالهية وهذا امر محسوم وها هي اميركا تواجه اليوم ازمات كبيرة سواء في الداخل كالتحديات الاقتصادية على صعيد  التضخم وزيادة الاسعار في الطاقة وغيرها، اما في الخارج فالتحديات كبيرة وكثيرة...

فتحركات الادارة الاميركية الحالية بقيادة بايدن الهرم والغارق في الشيوخة من منطقة الى اخرى في العالم  لتحشيد الحكومات الذيلية من جهة وابتزازها واستغلالها من اجل المصالح الاميركية من جهة اخرى هما ليست علامة انتصار بقدر ما هو علامة انكسار اضطر ان يأتي بنفسه عسى ان يحل مسألة الطاقة والوضع الاقتصادي المتدهور في اميركا ويرتب اوراقه للانتخابات القادمة من جهة ومن جهة اخرى  يعيد  الثقة لاميركا الى الدول  الدائرة في الفلك الاميركي ، لكن هذه المرة من خلال تشكيل الاحلاف، الا ان السؤال المطروح هل تنجح اميركا في  مساعها من خلال هذه الاحلاف لاعادة همينتها كما كانت في السابق. الاجابة  صعبة للغاية لان اميركا دخلت مرحلة الشيخوخة كرئيسها الحالي كما قال قائد المقاومة نصرالله وهي غير قادرة على استعادة دورها في حل الوضع الدولي الحالي الذي باتت التعددية القطبية احدى اهم سماتها البارزة. فاميركا التي فقدت دائرة نفوذها وهيمنتها على العالم لم تعد اليوم قادرة على استعادة هذا الدور وان تحاول يائسة استعادة بريقه لكن دون جدوى.

واليوم فان الشارع الاوروبي صحى على نفسه بعد ان ذاق مرارة الازمة اوكرانيا وكم يندب حضه التعيس بان اميركا كيف تستغله في هذه الحرب بالوكالة ليدفع ثمن قوته ويتحمل اعلى اسعار الطاقة في حرب خاسرة لا ناقة له فيها ولا جمل.

والاغرب من ذلك ان الرئيس  بايدن  المتخوف جدا من الازمة الاوكرانية وتداعياتها يهرول الى المنطقة لطرح مشروعه في سوق النخاسة بانه مستعد لمقايضة النفط مقابل الامن لحماية الدول الخليجية التسع التي جاء من اجلها الى السعودية وليس من اجل محمد بن سلمان!! حسب قوله في الوقت الذي اراد بن سلمان كسب الشرعية من خلال هذه  الزيارة المشبوهة والمشؤومة.

لكن الايام القادمة هي الحكم في فصل هذه القضايا ونجاحها غير اننا واثقون ان هذه الزيارة المسمومة لم ولن تصب لصالح شعوب المنطقة التي ترى ان اساس بؤسها وتراجعها وتخلفها هي اميركا المجرمة التي تصدر الارهاب اليها وترعاه وتستثمر فيه لضمان مصالحها الاستكبارية اللامشروعة.