فيروس الإنفلونزا يمكن أن يؤثر على شدة SARS-CoV-2
أبلغت العديد من الدراسات السريرية التي أجريت في الأشهر الأخيرة عن أشكال من العدوى المشتركة بفيروس SARS-CoV-2 وفيروسات الإنفلونزا.
ووجدت دراسة جديدة أن العدوى المشتركة لفيروس SARS-CoV-2 المرتبط بالإنفلونزا "أ" (A)، يمكن أن يمنع تكاثر العامل الممرض المسؤول عن "كوفيد-19".
وعلى وجه التحديد، اكتشف فريق الباحثين أن فيروس الإنفلونزا "أ" يمكن أن يتداخل مع تكاثر الفيروس التاجي حتى بعد أسبوع من القضاء على العامل الممرض.
ولا تغير العدوى المصاحبة لـ SARS-CoV-2 وفيروس الإنفلونزا "أ" (A)، مسار ولا شدة فيروس الإنفلونزا "أ"، بغض النظر عن التوقيت.
ولكن في حالة إصابة المضيف بفيروس الإنفلونزا "أ" أولا، فإن الاستجابة لتلك العدوى يمكن أن تثبط بشكل كبير SARS-CoV-2، وفقا للدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة Journal of Virology، وهي إحدى منشورات الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة.
وبمعنى أوضح، إذا أصابنا فيروس الإنفلونزا "أ"، وهو الأكثر شيوعا، قبل الإصابة بالفيروس المسبب لـ"كوفيد-19"، فإن استجابة جهاز المناعة لدينا للعدوى الأولى، وهي فيروس الإنفلونزا، يمكن أن يسيطر على SARS-CoV-2. ومع ذلك، إذا حدث العكس، فلن يكون هناك نفس التأثير.
وكتب الباحثون: "البحث مهم، لأن لدى البشر الآن نوعين من فيروسات الحمض النووي الريبوزي التنفسي المنتشرة مع إمكانية انتشار وبائية عالية: SARS-CoV-2 والإنفلونزا أ. ونظرا لأن كلا الفيروسين يصيبان الممرات الهوائية، يمكن أن يؤديا إلى مرض ووفيات كبيرة، ومن الضروري أن نفهم أيضا عواقب العدوى المصاحبة".
وأبلغت العديد من الدراسات السريرية سابقا عن الإصابة المشتركة لـ SARS-CoV-2 بفيروسات أخرى.
وقال المؤلف المشارك، بنجامين ر. تان-أوفر،عالم الأحياء الدقيقة في جامعة نيويورك، لانجون هيلث، نيويورك: "تصيب هذه الفيروسات نفس الخلايا داخل مجرى الهواء".
وجدير بالذكر أن الباحثين وجدوا أن فيروس الإنفلونزا "أ" يتداخل مع تكاثر SARS-CoV-2 في الرئة ويمكنه الاستمرار في القيام بذلك حتى بعد مرور أكثر من أسبوع على التخلص من الإنفلونزا "أ" وفقا للبحث.
وكتب الباحثون: "تشير هذه البيانات إلى وجود عوامل متأصلة أو ناتجة عن فيروس الإنفلونزا "أ" والتي قد تقيد نمو SARS-CoV-2، ولكن ما يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التأثير يلعب دورا في شدة المرض".
وأجرى الباحثون التجارب على الخلايا المستنبتة، وكذلك في نموذج حيوان هامستر ذهبي"، تم إعطاء الحيوانات الفيروسين في وقت واحد، ووقع فحصها في الأيام 1 و3 و 5 و 7 و 14 بعد الإصابة".
وقام الباحثون أيضا بتجارب تحدوا فيها أولا الحيوانات بأحد الفيروسين، ثم تبعها بعد ثلاثة أيام الفيروس الآخر، ورصدوها في الأيام 1 و 3 و 5 بعد التحدي الثاني.
وقال تان-أوفر: "يمكن استخدام هذه الدراسة كمثال على كيفية الاستجابة المناعية لشيء غير ذي صلة أن توفر الحماية ضد SARS-CoV-2".
وأظهر الفريق أن العدوى المصاحبة لا تؤدي إلى نتائج أسوأ للمرض في نموذج حيواني. وقال تان-أوفر: "تشير هذه النتائج إلى أن العدوى المصاحبة لـ SARS-CoV-2 وفيروس الإنفلونزا "أ" لا يمثل تهديدا يلوح في الأفق للبشرية".