بايدن يستعرض عضلاته الاسفنجية.. لن ننتظر ايران الى الأبد!
جملتان اثنتان استخدمهما الرئيس الامريكي جوبايدن بشكل متناقض بعد لقائه رئيس وزراء الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة ليصف حاله مع العودة الى الاتفاق النووي، لن ننتظرايران .. ننتظر رد ايران!.
لاشك أن بايدن أراد ان يستعرض عضلاته أمام قادة الاحتلال لطمأنتهم حول ان الولايات المتحدة لن ترضى باتفاق يضر بالكيان الاسرائيلي مع العلم، ان اي اتفاق مع ايران مهما كان نوعه سيضر بالكيان الاسرائيلي الذي تشكل الجمهورية الاسلامية ونهجها المقاوم والمحور حولها خطرا وجوديا عليه.
قول بايدن «عَرَضنا على القيادة الإيرانية ما يمكننا أن نقبله من أجل العودة للاتفاق وننتظر ردّها. متى يأتي ذلك، لست متأكداً. لكننا لن ننتظر إلى الأبد»، يعني أن الولايات المتحدة تنتظر ايران منذ أكثر من سنة ويعني أنها ستنتظرها أكثر وأما انها لن تنتظر إلى الابد فهذا غير منطقي لأن بايدن نفسه لايعلم إن كان سيبقى بعد سنتين، وإن كان لايريد الانتظار فماذا يمكنه ان يفعل؟ !. دون أدنى شك لن يعلن بايدن حربا لن ينتصر فيها ستدمر مصالح أمريكا في المنطقة تماما وستكلفها الترليونات وهو يعجز عن وقف التضخم في بلاده ويواجه أزمة كبرى مع الطاقة وأزمات داخلية وأخرى خارجية مع عملاقين آخرين هما الروسي والصيني، بل سينتظر وسينتظر من يأتي بعده لأن لا خيارات لدى الامريكان (لا فوق الطاولة ولا تحتها).
ترامب الذي شهدت له أمم الأرض على رعانته لم يجرؤ على شن حرب ضد إيران حتى عندما قصفت بشكل مباشر معسكرا أمريكيا وسوته بالأرض في العراق، ردا على اغتيال مجرميه القائد الشهيد سليماني، ليس لأنه جبان بل لأنهم أخبروه أنه لايمكنه ان يقوم بهكذا حرب، مع العلم ان وضع ترامب في تلك الايام كان أفضل من وضع بايدن في هذه الايام.
بايدن يأتي الى المنطقة وهو يطلب فروض الطاعة من "الحلفاء" - كما تسميهم أمريكا- فهو يقول: "نفطكم وأموالكم لخدمتنا!"، قدموا لنا النفط لنقود الحرب ضد روسيا، وادفعوا الاموال لنقيم تحالف ضد ايران، لنحميكم؟!
يحميهم مِنْ مَنْ ولصالح مَنْ؟!، يحميهم من ايران وهي تمد لهم يد الصلح وهم جيران منذ بدء التاريخ وبينهم مودة وصلة قرابة؟ تحميهم من محور المقاومة الذي يريد ان يدمر اسرائيل (الغدة السرطانية)، كل ما يريده ان يحمي الكيان الاسرائيلي من ايران ومحور المقاومة وإبقاء الدول الخليجية ضعيفة ومستكينة، تشفط أمريكا واسرائيل مالها ونفطها.
إذا أردنا ان نناقش ماذا بإمكان أمريكا ان تفعل مع ايران غير الانتظار، فعلينا ان ننظر الى تقارير قادتها العسكريين "رئيس الاركان، وزير الدفاع وقائد القيادة المركزية (سنتكام)" وكلهم يجمعون، صواريخ ايران متطورة دقيقة وطائراتها المسيرة متطورة وقوتها الدفاعية لايستهان بها، والاتفاق النووي أفضل حل وندعمه بقوة، لذا على بايدن ان يستمع وبدلا التعنت الحالي في الموقف الامريكي من الاتفاق النووي يجب التحول الى احترام خطوط ايران الحمراء للتمكن من إحياء هذا الاتفاق.
العالم