ازالة الكيان امر محتوم
زيارة الرئيس بايدن من 13 الى 16 تموز الحالي للكيان الصهيوني ومن ثم يتبعها مباشرة للمملكة السعودية تثير جدلا واسعا لدى الرأي العام العربي والاسلامي ومثقفيه بان بايدن هو اول من يدشن خط التطبيع بشكل رسمي بين "تل ابيب" والرياض ليفتح الطريق امام القادة السعوديين ويخفف العبء عنهم ولابد من انجاز هذه المهمة التي هي آخر ما في جعبة اميركا والغرب لانتشال "اسرائيل" من السقوط والانهيار عبر دمجها في دول المنطقة ليس كاحداها بل ان تتسيد على الدول العربية المطبعة وتشكل لها درعا واقيا. وهذه القضية ليست وليدة اليوم. فالادارات الاميركية المتعاقبة من جمهورية وديمقراطية ومنذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى اليوم تعمل ليل نهار على ايجاد هذا الدرع الذي سيولد ميتا لامتناع الدول المطبعة خوفا من المجازفة وتداعياته الخطيرة عليها.
وفي كل مرة تخرج احدى الادارات الاميركية بسمفونية جديدة للتلاعب بادمغة الدول المطبعة وتخويفها من ايران عبر اثارة بعض الحجج الواهية لبيعها منظومات الدفاع الجوي وهذا ما اعلنته اميركا صراحة وهي تركز على عاملين اولهما الخوف من ايران والثاني نشر بذور الخلاف بين دول المنطقة لمنع اي تواصل بينهم.
والحقيقة ان اميركا لا تكترث بالمصالح العربية وامنها واستقرارها لان ذلك يتعارض مع مصالحها في بيع السلاح وفرض الهيمنة وان كل ما يهم اميركا اولا واخيرا هو حفظ المصالح اللامشروعة في المنطقة للكيان الصهيوني وحماية امنه خاصة وان هذا الكيان المؤقت بدا يشعر فعلا بقرب نهايته ولابد من اعطاءه التنفس الاصطناعي ليبقى على قيد الحياة.
فواقع الامر ان هدف اميركا تخويف دول المنطقة هو نشر الفوضى وزعزعة الامن للوصول الى اهدافها المشؤومة لكن التعامل الانساني والحضاري لايران مع دول الجوار ودول المنطقة الذي ينصب على الحوار لتامين امن المنطقة واستقرارها من خلال تعاون حكومات تلك الدول يدحض التصورات الاميركية الواهية وغير المدروسة لافتعال الازمات خدمة لمصالحها ووجودها في المنطقة.
وما تقوم به اليوم اميركا من سياسة نفاقية وخبيثة تهدف اولا الى خلق الفوضى وزعزعة الامن للاستثمار فيها حماية للكيان الصهيوني ولا غير لكن لتعلم اميركا بانها مهمها فعلت فان هذا الكيان الى زوال وهذا ما بدأ المجتمع الصهيوني ومثقفيه وقادته يشعرون به لذلك بدأت الاصوات ترتفع داخل الكيان الصهيوني وحتى على مستوى القادة الكبار كرئيس الوزراء الاسبق باراك بان هذا الكيان لم يكمل عقده الثمانين!!
وقبل هذه الظاهرة المميتة للكيان الصهيوني لم تكن مثل هذه التصورات البائسة تدور في خلد الصهاينة الذين كانوا يتبجحون بقدرة جيشهم وامساكه بزمام الامور وحماية المستوطنات باحكام لكنهم اليوم يشككون بكل ما يدور حولهم، حيث بات الضعف والهوان ينخر جسد هذا الكيان المهدد من الشمال بصواريخ حزب الله الدقيقة ومن الجنوب بصواريخ المقاومة الفلسطينية والتي فعلت فعلتها في "سيف القدس" وقلبت الموازين على الارض.
وبعد كل هذه التطورات اخذ المجتمع الصهيوني يفقد الثقة بقادته وبمستقبله ويفكر فعلا بالهجرة المعاكسة لتامين مستقبل ابنائه واليوم فان المجتمع الصهيوني يجاهر بصوته بانه لا مستقبل لهذا الكيان في ظل هذا الواقع الذي تعددت فيها احزاب اليمين واليسار وتصاعدت الخلافات بينهم لدرجة ان الشارع الاسرائيلي بات منقسما على نفسه والخلاف يدب في صفوفه بشكل متزايد وعميق قد يتدحرج نحو الحرب الاهلية.
واليوم يشهد الجميع ان الازمة التي يمر بها الكيان الصهيوني الذي شهد ويشهد خمس انتخابات مبكرة خلال اربع سنوات هو ازمة حكم وليس حكومة وهي اشارة خطيرة على ان الكيان اصبح على شقة الانهيار النهائي الذي لا رجعت فيه.