kayhan.ir

رمز الخبر: 153393
تأريخ النشر : 2022July06 - 20:30

بايدن يلعب عبثا في الوقت الضائع

 

بعد ان جربت اميركا خلال اكثر من اربعة عقود كل وسائلها الشريرة من ضغوط وحظر وتآمر وحروب بالوكالة ضد الجمهورية الاسلامية لاعادتها للمربع الاميركي، تقف اليوم عاجزة امامها ولم يكن امامها سوى المراوغات السياسية وكيل الاتهامات وجرجرة المفاوضات من اجل المفاوضات عسى ان تكسر ارادة طهران يوما وينفذ صبرها وبالتالي تستسلم لما تمليه اميركا عليها وهذا من سابع المستحيلات ان تفرط طهران بمبادئها ومواقفها وحقوقها النووية التي ضحت الكثير من اجلها وهو حق مسلم لها كبقية شعوب العالم وهذا ليس منّة من احد عليها.

فاليوم ليس امام اميركا من طريق للتعامل مع ايران سوى المفاوضات والحوار لكنها لا تستطيع الانفصال عن شهوة الهيمنة وروحها الاستكبارية وعنجهيتها السلطوية لتفرض شروطها اللامشروعة على ايران متناسية تجربتها المريرة لاكثر من اربعة عقود مع جدار هذا البلد الصلد الذي لا يمكن ان اختراقه مهما طال الزمن.

واليوم اتضح للجميع واذا مااخذنا بنظر الاعتبار التطورات العالمية خاصة الازمة الاوكرانية وتداعياتها المعروفة للجميع، ان اميركا والغرب  هما احوج للاتفاق النووي من ايران فعلى الادارة الاميركية ورئيسها المرتجف والمهزوز ان يستعين بخبراء ومستشارين عقلاء لاتخاذ قرار شجاع وجريء ينقذ اميركا من ورطتها وغرقها في الوحل الذي اوجده لها ترامب لدرجة باتت اليوم تتخبط في مواقفها فمن جانب تدفع الاوروبيين وبعض دول المنطقة للتوسط على ايران لاستئناف المفاوضات النووية ومن جانب آخر تضع العراقيل للحيلولة دون التوصل الى اتفاق جيد ومستدام يخدم المنطقة والعالم. ومن اساليبها الملتوية والنفاقية تلبيد المفاوضات والتشويش عليها هو لجوئها الى كيل الاتهامات والكذب لالقاء اللوم على ايران.

فبعد جمود استمر لاكثر من ثلاثة اشهر ونصف الشهر على المفاوضات دخل مسؤول السياسة الخارجية الاوروبية "جوزيب بوريل" على الخط وبالطبع بضوء اخضر اميركي ليحرك المياه الراكدة في هذه المفاوضات التي انتهت بالمفاوضات غير المباشرة بين ايران واميركا في الدوحة  ولما رأت اميركا انها لم تحصل على مآربها سارع "روبرت مالي" المبعوث الاميركي في المفاوضات النووية لسرد الاكاذيب عبر تصريحه لقناة "ان بي آر" الاميركية: "ان نهج ايران في مفاوضات الدوحة ادى الى اضاعة فرصة جيدة للتوصل الى اتفاق لاحياء خطة العمل المشتركة".

على اميركا ومبعوثها ان تعلم بان الاراجيف لا تغني من جوع وان الحقيقة  هي ما ادلى بها وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان بان "ايران جادة في المفاوضات وليس لها اي مطالب تتجاوز الاتفاق النووي". والجميع يعلم ولم يعد سرا ان ايران لا تريد اكثر من حقها المنصوص عليه في الاتفاق النووي لذلك ترفض اي اتفاق يمنعها من الحصول على امتيازاتها الاقتصادية، اضافة الى حصولها على ضمانات كافية لئلا تنقض اميركا الاتفاق النووي ثانية وتصبح المعاهدات والمواثيق الدولية العوبة بيد اميركا وامثالها لتخرقها كلما شاءت.

ان الحقيقة لا تحجب بالغربال  مهما طال الزمن او قصر ومن كان في مفاوضات الدوحة يعلم ان اميركا جاءت الى قطر فاضية اليدين لا تحمل شيئا جديدا بل الا تعس من ذلك هي تصر على استمرار الحظر والتملص من اعطاء الضمانات!

على اميركا ورئيسها بايدن ان ينهي لعبته القذرة في ابتزاز ايران ويصارح نفسه  في اتخاذ قرار  جريء مهما كان مرا قبل فوات الاوان فالوقت ليس لصالحه وعليه ان لا يلعب عبثا في الوقت الضائع الذي سيكلفه اكثر مما يتصور!!