قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في اجتماع مائدة مستديرة عقد امس الثلاثاء في العاصمة اليونانية أثينا، ان السفن الحربية الإيرانية قامت بدوريات في البحر الأحمر خلال الأشهر الأخيرة ووصفها بأنها "تهديد للاستقرار الإقليمي"، مقدما "صور الأقمار الصناعية لأربع سفن حربية إيرانية تقوم بدوريات في البحر الأحمر".

لا ندري ما هو الجديد الذي إكتشفه مجرم الحرب وقاتل الاطفال غانتس عندما تحدث عن وجود سفن ايرانية في البحر الاحمر؟! وهل الامر بحاجة الى صور أقمار صناعية؟ الا يعتبر هذا الوجود هو وجود طبيعي لسفن دولة تعتبر اكبر واهم دولة في منطقة في الخليج الفارسي ولديها حدود بحرية شاسعة.

من الوقاحة ان يتحدث غانتس، الذي يمثل كيانا إحتلاليا إرهابيا عنصريا غاصبا، فرضه المستعمر الغربي بالقوة على منطقتنا، كان ومازال ومنذ اكثر من سبعة عقود يعتبر اكبر واخطر تهديد لامن واستقرار الاقليم، عن وجود سفن في البحر الاحمر لدولة كانت ومازالت منذ الاف السنين مثل ايران، ويعتبره "تهديدا للاستقرار الإقليمي"؟.

من الواضح ان تطبيع بعض الانظمة العربية الرجعية في المنطقة، بضغط من الامريكي، مع هذا الكيان المحتل، الذي مرّ سبعون عاما فقط على زراعته في منطقتنا، جعله يعتقد انه حقا جزءا من هذه المنطقة، وان له الحق في ان يقرر مصيرها وان يتدخل في كل شاردة وواردة فيها.

من الواضح ايضا، انه اذا صدقت التوقعات عن قرب تطبيع النظام السعودي مع الكيان الارهابي المحتل لاقدس مقدسات المسلمين، فليس مستبعدا ان يخرج علينا غانتس ويقدم صور أقمار صناعية، لوجود سفن ايرانية في الخليج الفارسي ويعتبره تهديدا لإستقرار كيانه المصطنع؟.

على غانتس وممن طبع معه وجعله يصدق ان كيانه جزءا من المنطقة ان يعلموا، ان ايران جزء أصيل من المنطقة بل هي عنوان المنطقة منذ الاف السنين، اما الكيان الاسرائيلي المحتل، فهو كيان مزيف، زائل لا محالة، ولا ينقذه من هذا المصير، تطبيعه مع انظمة اسرية مستبدة لا تمثل حتى قبائلها!، لذلك فان السفن الحربية الايرانية، التي "اكتشف" غانتس تواجدها في البحر الاحمر، هي الان تمخر عباب بحار ومحيطات العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وليتجرأ غانتس او اسياده الامريكيين، من التعرض لها.