kayhan.ir

رمز الخبر: 153316
تأريخ النشر : 2022July05 - 20:19

"لابيد" أغبى من اسلافه!

 

مهدي منصوري

يلاحظ ومن خلال التجربة ان القيادات السياسية الصهيونية ينتهلون افكارهم من مدرسة واحدة وهي "مدرسة القتل والتهديد والوعيد"، لانه نجد اي من الصهاينة وفيما اذا تولى منصبا قياديا سواء كان عسكريا او سياسيا تنصب تصريحاته بتهديد الفلسطينيين او من يساندهم ويتوعدهم  بالموت والابادة وغيرها من العبارات التي حفظها عن ظهر الغيب والتي لا يملك غيرها. والامثلة في هذا الموضوع واضحة للعيان، وقد اشار مراقبون ان هذا اللون من الخطاب يمكن اعتباره بخطاب "الاغبياء" او عدم الاعتبار من التجارب السابقة وكأنهم لم يقرأوا  التاريخ او يعيشوا الواقع الحقيقي الذي هم فيه.

ومن الطبيعي قد تداول على ادارة الحكم في الكيان الصهيوني العديد من القادة السياسيين العسكريين وهم يتكلمون بهذه اللغة  الفجة الا انه تأتي النتائج عكس مايتفهون به بحيث تعجز السنتهم من تكرارها لانها لم تجلب لهم سوى الويلات.

واليوم  والكيان الصهيوني يعيش في أسوأ حالاته بحيث ان قادته أخذوا يتنبأون بزواله  او انهياره في اي لحظة كانت للعواصف الهوجاء  والشديدة خاصة الداخلية منها سواء في الصعيد السياسي الداخلي الذي اخذ يتسع ا كثر فاكثر، والذي سببه الاساس  وكما اشار مراقبون هي معاول المقاومة الفلسطينية التي اخذت تضرب على رؤوسهم من كل جانب ومكان بحيث فرض عليهم الانصياع والاعتراف  بعجزهم فضلا عن مواجهتها بل الى ايقاف حدتها ولو لفترة قصيرة ليستطيعوا ان يعيدوا فيها انفاسهم المتعبة.

وقد اتضح  للجميع ان ادارة الحكم الصهيونية تعيش حالة من الهشاشة والضعف والذي لم تمر بمثيله من قبل بحيث فشل ائتلاف "بنيت - لابيد" في المحافظة على وحدة الحكم واستمراره كما اريد له. مما فرض عليهم الى حل الكنيست والذهاب الى انتخابات خامسة مبكرة وحتما ستكون فاشلة كسابقاتها.

وفي خضم هذه الاجواء وبعد انهزام وفشل "بنيت" وخروجه من رئاسة الوزراء غير مأسوف عليه ومجيئ "لابيد" وبصورة مؤقته حتى اجراء الانتخابات. وجدنا انه بدأت تصريحاته النارية التهديدية  للمقاومة الفلسطينية وكذلك لحزب الله اخيرا خاصة عند زيارته الى فرنسا وفي اول تسنمه منصبه المؤقت محذرا وكالعادة بالنهج الاهوج والاحمق من ان "على حزب الله ان لا يلعب بالنار" خاصة  بعد ان سيطرت المسيّرات الثلاثة على كاريش ولم يستطع الكيان الغاصب من رصدها وصدها مما اعتبرته اوساط سياسية نوع من انواع الرسائل المهمة التي ارسلها الحزب ليس للكيان الغاصب بل لداعميهم خاصة الاميركان وحلفائهم وذيولهم في الخليج الفارسي والمنطقة. ومن هنا جاء تصريح "لابيد" الذي يحمل الا لم الممض.

واخيرا والذي لابد ان يدركه "لابيد" ان الذين سبقوه كانت لهم تصريحات اقوى واكثر حدة مما صرح به في فرنسا ولكن جاءت النتيجة اليوم هي في صالح المقاومة الفلسطينية وحزب الله اذ اخذت رؤوسهم تتطاير واحدا بعد الاخر والخوف والرعب يلف قطعان  مستوطنيهم في الداخل بحيث يرون في كل فلسطيني قنبلة موقوتة او سكينا حادة مشهرة في وجوههم. وهذا هو الانتصار الحقيقي الذي يسجل للمقاومة الباسلة.

ولذا فعليه ان يفكر مليا وان يخرج من غبائه ويدرس التاريخ جيدا لان الفلسطينيون ومقاومتهم الباسلة وكذلك حزب الله المقاوم الذين لم تستطع اسرائيل ان تقهرههم في ثلاثة حروب هم اليوم أيديهم على الزناد وبامكانهم ارسال رسائل  الموت الواحدة تلو الاخرى وباساليب جديدة  لم يعهدوها او يتوقعوها و كذلك على "لابيد" ان يدرك ان اسلافه الذين يعيشون في مزبلة التاريخ والذي كان آخرها "بنيت" الذي اعلن انه سيعتزل السياسة اي في الواقع هو اعلان لفشله تجاه المقاومة خير رادع له من ارسال التصريحات التي لا طائل تحتها والتي تبرز خوفه ورعبه ابناء المقاومة الباسلة الصامدة  وانه لايمكن ان يخيفها بهذه التصريحات بل سيزيدها غزما وقدرة اقوى على الاستعداد للمواجهة القادمة.