kayhan.ir

رمز الخبر: 153237
تأريخ النشر : 2022July04 - 20:16

"طائراتُ الحزب" من "مرصاد" إلى حسان: مسيّرات فوق فلسطين والبحر الأبيض المتوسط

 

حسين خازم

مع بداية مشروع "سلاح الجوّ" في المقاومة الاسلاميّة آواخر الثمانينات، المشروع الذي أُحيط بقدرٍ عالٍ من السريّة والأمان، كان العمل ينسابُ بهدوء، وحددت مهماته بـ: أ ـ خرق الأجواء . ب  الاستطلاع . ج ـ الدفاع والتصدي

وقد قدمت المقاومة تفسير كل مهمة من هذه المهمة ورؤيتها لها:

خرق الأجواء مقابل خرق الاجواء: يكفي ان تخترق المقاومة الأجواء عندما تشاء وهي تختار الزمان والمكان والمنطقة وعدد الطائرات التي تدخلها واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أكثر.

الاستطلاع: المقاومة تستطلع القواعد والمطارات والمستوطنات والبنى التحتية في شمال فلسطين المحتلة وفي العمق الفلسطيني من أجل الدفاع عن بلدنا.

الدفاع والتصدي: منذ البداية لم تستخدم "مرصادـ1" لعمل حربي وإنما استخدمت لمواجهة الخروقات، لأن المقاومة تريد ان تدافع عن سيادة بلدنا، ولكن عندما يتعرض بلدنا للعدوان ستستخدم أي طاقة، أي قدرة، أي امكانية متوافرة لديها بلا أي تردد.

"طائراتُ الحزب" من "مرصاد" إلى حسان: مسيّرات فوق فلسطين والبحر الأبيض المتوسط

ظهور المسيرات بالترتيب الزمني

٧ تشرين الثاني ٢٠٠٤: "إن ربّك لبالمرصاد"

لم يكُن قد مضى على تحرير جنوب لبنان خمس سنوات حتّى قررت المقاومة الإسلاميّة مفاجاة العدو في ردٍّ على خروقاته الجويّة، تزامنًا مع تصاعد العمل المقاوم في منطقة مزارع شبعا، حيث أعلنت المقاومة الإسلاميّة وفق بيانها بإنّه "وابتداءً من صباح هذا اليوم الأحد ٧ تشرين الثاني ٢٠٠٤، فإن طائرات "مرصاد ـ ١"  ستحلق في أجواء فلسطين المحتلة متى أرادت المقاومة وشاءت في شكل من أشكال المواجهة المشروعة للخروقات والاعتداءات الصهيونية على السيادة اللبنانية".

"طائراتُ الحزب" من "مرصاد" إلى حسان: مسيّرات فوق فلسطين والبحر الأبيض المتوسط

نيسان ٢٠٠٥: "سياحة في سماء فلسطين"

إنطلاقًا من أهداف المقاومة الإسلاميّة في العمل الإستطلاعي إضافةً للرد على خروقات الاحتلال، أتمّت "مرصاد - ١" رحلتها الثانية في أقل من عام وقد استمرت الرحلة حوالي ١٨ دقيقة دون أن يكشفها الاحتلال على الرغم من تقنياته الحديثة فعادت بسلام إلى الأراضي اللبنانية.

تمّوز - آب ٢٠٠٦: "وأرسل عليهم طيرًا أبابيل"

على الرّغم من كثافة القوة الناريّة التي استخدمها الاحتلال أثناء عدوانه على لبنان، مُضافةً إلى سيطرة على سماء البلد، إلّا أن ذلك لم يمنع المقاومة الإسلاميّة من المغامرة في إرسال طائرات مسيّرة قتالية لتنفيذ مهام عسكريّة في داخل فلسطين المحتلة، حملت الطائرات شعار حزب الله وسلاح الجو في المقاومة الإسلاميّة إضافةً إلى ألوانٍ عسكريّة تُعطي طابعًا قتاليًا على الطائرات، إلّا أن الاحتلال قد نجح في إسقاطها داخل فلسطين المحتلة، الأمر الذي جعل العشرات من جنود وضباط الاحتلال يتحلّقون حول الطائرة التي شكّلت احدى مفاجات الوعد الصادق.

تشرين الأوّل ٢٠١٢: بعثةٌ جديدة لحسين أيّوب

كان كلّ ما في ذلك اليوم هادئًا إلى حين أعلن العدو عن تلقّيه الصفعة بوصول طائرة مسيّرة إلى قرب منطقة "ديمونا" قبل إسقاطها من سرب اسرائيلي، ليطلّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله معلنًا بأن الطائرة الايرانيّة من تجميعٍ لبناني "أيوب" التابعة للقوة الجوية في المقاومة الاسلاميّة هي من قامت بضرب أمن الاحتلال والعبور مئات الكيلومترات من لبنان إلى ديمونا.

و"أيوب" هي الوريث الوحيد لحسين أنيس أيّوب (ربيع)، الشهيد الذي قال السيّد لأُسرته أننا لم نستطع أن نجد لجثمانه أثرًا، وهذا ما ظهر لاحقًا عبر اعلان حزب الله من خلال موقع العهد الاخباري بأن أيّوب هو أحد استشهاديي المقاومة الإسلاميّة العظام.

شباط ٢٠٢٢: حسّان اللقيس عائدًا إلى فلسطين

تزامنًا مع أسبوع المقاومة الإسلاميّة، وتجديدًا لقرارها بالردع والتصدّي وتطوير العمل المقاوم، حلّقت مسيّرة "حسان" في داخل العمق المحتلّ بما يقارب ٧٠ كلم، وخلال ٤٠ دقيقة لم تتمكن منظومات الاحتلال الدفاعية من كشفها أو رصدها، لتُعلن المقاومة الإسلاميّة عن إنجازٍ جديد ارتبطَ باسم شهيدها القائد الحاج حسّان اللقيس، أوّل المغامرين في سماء المقاومة.

وفي أقل من عام، إلتزامًا بقرار المقاومة الإسلاميّة، وردعًا للإحتلال وسرقته لموارد لبنان النفطيّة، وعلى اسم الشهيدين المهندسين جميل سكاف ومهدي ياغي في ذكرى أربعينية انطلاقتها، أرسلت المقاومة الإسلاميّة ثلاثة طائرات في مهمّة نجحت بغايتها وإن سقطت، ليكون ذلك آخر فصول حكايا سلاح الجوّ، ولن يكون نهايتها.