نجحت مجموعة من الباحثين في استخلاص هيموغلوبين من دماء دودة بحرية معروفة باسم 'أرينيكولا مارينا' تعادل اربعين مرة الهيموغلوبين الموجود لدى البشر.

يبدو ان رمال شواطي المحيط الاطلسي و بحر المانش تحمل املا كبيرا للكثير من المرضى، فقد اكتشفت شركة تكنولوجيا حيوية فرنسية هيمارينا، ديدان بحرية معروفة علميا باسم 'أرينيكولا مارينا' تتمتع بهيموغلوبين قريب من ذلك الموجود لدى البشر لكنه ذو فعالية أكبر، إذ يمكن لكل جزيء تثبيت كميات من الأوكسجين توازي أربعين مرة ما يثبته الهيموغلوبين لدى البشر، ويقول فرانك زال رئيس الشركة ان هيمارينا ستستعين بهذه الميزة للسماح بزيادة الأوكسجين في الأعضاء المزروعة خلال عمليات الزرع.

وتقول الشركة انها تحتفظ في احدى ثلاجاتها بما يقرب من ثلاثمئة كيلوغرام من الديدان في مغلفات تبلغ سعة كل منها لترا واحدا. ويخضع جزيء هيموغلوبين هذه الديدان إلى مراحل عدة قبل تحويله إلى عبوة صغيرة تضم غراماً واحداً من سائل باللون الأحمر القاني. وهذا المحلول سيضاف لاحقا إلى سائل لحفظ العضو البشري المزروع، في انتظار عملية الزرع. ويستخلص من مئتين وخمسين كيلوغراما من الديدان، ثلاثة كيلوغرامات من الهيموغلوبين الذي سيستخدم في ما يقرب من ثلاثة آلاف عملية زرع محتملة.

ويقول فرانك زال صاحب شركة هيمارينا ان شركته ستجري تجاربها على ما يقرب من خمسمئة شخص يخضع لعملية زرع كلوي في مختلف أنحاء فرنسا بعد نجاح تجاربها المخبرية على الفئران، أملا أن يفتح ذلك الباب أمام طرح منتجه لحفظ الأعضاء المزروعة، المسمى 'هيمو تو لايف'، في الأسواق.

ويقول يانيك لو مور، وهو متخصص في أمراض الكلى في مستشفى بريست: ان الهيموغلوبين الموجود لدى هذه الديدان قد يكون له أثر بالغ على الأعضاء المزروعة والمرضى، وأيضا على العادات المعتمدة في مجال الوصفات الطبية والتقنيات".

ويعتبر الاطباء منتج هيمو تولايف ستشكل ثورة على صعيد سهولة الاستخدام والفعالية خاصة ان نتائج الاختبارات الاولية لها كانت نتائجها مشجعة، هذا وقد بدأت الشركة الفرنسية توسيع نشاطها إلى الخارج البلاد ففي سبتمبر الماضي استخدم معهد 'أمريتا' للعلوم الطبية في الهند محلولها في عملية زرع مزدوجة للأطراف العلوية لدى أحد المرضى.